طباعة هذه الصفحة

قال إننا ندفع الثمن، التخلاط في بيتنا بمرتزقة سياسيين، أويحي:

مناورات الداخل تغذيها قوى لم تسامح الجزائر على استقلالها ومساندتها الشعب الصحراوي

فريال بوشوية

قال الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحي، إن المناورات التي تحدث بالداخل تغذيها قوى لم تسامح الجزائر على «استقلالها» وعلى «مساندتها لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره»، لافتا إلى أننا «ندفع الثمن التخلاط» في بيتنا بمرتزقة سياسيين. ولم يفوت المناسبة لتجديد «دعم الحزب الدائم واللامشروط لرئيس الجمهورية، في تنفيذ برنامجه وكل ما يبادر به لخدمة الجزائر».
حرص الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي على الوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء وضحايا الواجب الوطني. كما وقف الحاضرون دقيقة صمت ترحما على روح الرئيس الصحراوي الراحل محمد عبد العزيز، مؤكدا أن الصحراويين فقدوا رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، قائدهم الأمين العام لجبهة «البوليساريو»، وهي فاجعة أليمة مقدما تعازيه بالمناسبة.انطلقت، أمس، أشغال الدورة الأولى للمجلس الوطني للتجمع الوطني الديمقراطي، ولعل أبرز النقاط المدرجة في جدول أعمالها انتخاب تشكيلة المكتب الوطني، وإقرار النظام الداخلي وانتخاب لجنة الانضباط.
ولم يفوت أويحي المناسبة، لتأكيد «الافتخار بالنقلة النوعية في تركيبة المجلس، بضمه لـ129 امرأة بنسبة تناهز 31 من المائة مقابل 27 من المائة شباب، أي حوالي 110، حافز ـ بحسبه ـ لتحقيق «نقلة نوعية في التنظيم ومستوى الخدمات التي نقدمها للجزائر سبب وجوده خاصة في هذه المرحلة التي تعرف بتزايد التحديات».
في سياق حديثه عن التحديات، خص أويحي، الذي بدا مرتاحا بعد اجتياز امتحان المؤتمر الاستثنائي بامتياز، تحسبا للمرحلة المقبلة التي تطبعها استحقاقات بحجم التشريعيات والمحليات المقررة في 2017، بالذكر التحدي الأمني لافتا إلى أن «الجزائر لا تزال تكافح بقايا الإرهاب الذي عانت الجزائر منه، في وقت كان يعترف به الجميع ويصفونه بالمعارضة المسلحة». في نفس الوقت «نعتز أن جيشنا الجيش الوطني الشعبي يقوم بجهود ونتائج وتضحيات باهرة، آخرها عملية قام بها قبل 3 أيام. وأفاد، «الإرهاب في 2016 نتحدث عنه من باب اليقظة والحذر».
وخلال كلمة مطولة، أوضح أن «الخطر الإرهابي مصدره النار المشتعلة على الحدود، نار في دول مجاورة نار تستهدف الجزائر»، مفيدا «مع الأسف مالي مازالت تحاول استرجاع الأمن، وفي ليبيا نجحوا في تشكيل حكومة الوفاق الوطني رهينة، لكن مع الأسف مازالوا رهائن بعض الصراعات الداخلية والحسابات الجهوية ويعانون في التحكم في كل ربوع بلادهم. الجزائر تعيش الآثار، أخطرها تدفق الأسلحة ما اكتشفه الجيش على حدودنا الشرقية والجنوبية»، وتساءل «تخيلوا لو وصلت الأسلحة إلى جبال الشمال ووقع في أيدي بقايا الإرهاب، المخدرات تتسبب في تهلكة أولادنا، مجددا تهنئة الجيش على يقظته وتواجده في الحدود»، داعيا المواطنين بالحدود إلى التحلي باليقظة ومؤازرة جهود المؤسسة العسكرية.والى جانب الإرهاب وبقاياه والنيران على الحدود، هناك مؤامرات ومناورات ـ أضاف يقول أويحي ـ في الداخل تغذيها قوى لم تسامحنا، واحدة لم تغفر لنا استقلالنا، وأخرى لم تهضم مساندتنا لحق تقرير مصير الشعب الصحراوي لمصيره، مضيفا «إننا ندفع الثمن، «التخلاط» في بيتنا بمرتزقة سياسيين البعض يطالبون باستقلال منطقة القبائل، والبعض الآخر يطالب بالاستقلال الذاتي لمنطقة الميزاب، ونحن نعرف أن بلادنا من حدودنا غريزة الجزائريين على الوحدة الوطنية، ورغم ذلك لا مجال للتهاون، لأن البداية بقضية لا معنى لها، لكن هذه الجماعة تتكلم في أروقة الأمم المتحدة في بداية القرن وضعوا نصا للتكفل بالشعوب الأصلية في بداية القرن، البعض وجدها ثغرة».
الجيش الوطني الشعبي برهن كفاءته... والوحدة الوطنية غريزة متجذرة  في الجزائريين
وأفاد المسؤول الأول على «الأرندي» في السياق، «الجزائر بنت الوطن شبرا شبرا، لابد من اليقظة... لنا أوراق رابحة، المصالحة الوطنية التي لمت شملنا وشدت لحمة المجتمع، والفضل يعود للأخ المجاهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. صحيح أن الجزائر تزخر كذلك بجيش وطني شعبي يبرهن كفاءته ومهارته وشجاعته من ضباط وجنود، يقوده مجاهدون قطعوا عهدا مع الشهداء، وعلى رأسهم المجاهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وصحيح أن الجزائريين طالما عبروا عن حبهم الوطن ووحدته».
وبعدما أشار إلى أن أمن واستقرار البلاد مسؤولية الجميع، استطرد «قد يقول البعض إن جماعة التجمع يبالغون في التخوف وقد يقول البعض إن هذا الحزب من أحزاب النظام، يلعب على وتر التخويف. نذكر فقط بالمأساة الوطنية»، نحن نفضل التخوف في التخوف واليقظة كي لا تضرب الجزائر.
حذار من الحلول السهلة وتوازن الميزانية مرتبط بسعر برميل لا يقل عن 90 دولارا
في ما يخص التحدي الاقتصادي، ذكر الأمين العام للتشكيلة أن «انخفاض أسعار المحروقات مس كل الدول بما فيها الجزائر، وحتى وإن تركت قرارات رئيس الجمهورية المتخذة خلال العشرية المنقضية، لاسيما تسديد المديونية ومنع الاستدانة هامشا من التحرك، وكذلك جهود الحكومة لمواجهة الوضع بأقل تكلفة اجتماعية»، لكن لابد أن لا نخطئ ـ أوضح أويحي ـ لأن سعر البرميل 50 دولارا للبرميل، وتوازن الميزانية يستلزم سعرا لا يقل عن 90 دولارا، محذرا من الحلول السهلة. ونبّه في السياق، إلى أن النقطة الإيجابية في الأزمة تحفز على استكمال الإصلاحات الاقتصادية، داعيا إلى تسريع وتيرتها، لابد من اتخاذ الإجراءات ونحن الجزائريين نقرر بكل سيادة ونضبط المسيرة، حسب الوتيرة التي تتمشى مع أوضاعنا الاقتصادية والمالية.
أويحي شدد على ضرورة فتح الطريق أمام كل من ينتج، عموميا أو خاصا، وعلى فتح المجال أمام المستثمرين للاستثمار في الصحراء لإعمار البلاد، وأمام المستثمرين من أبناء الوطن والأجانب، قلص من فاتورة الاستيراد، القدرات السياحية، الأزمة لم تؤثر علينا بقوة بعد.
التحديات تستلزم السكينة ومشاكلنا بالحوار تحل إن عَسُرت
ووفق تحليله للأوضاع، فإن علاج هذه التحديات يتطلب في أحسن الظروف إجماعا وفي أقلها سكينة، «ننادي للإجماع مع كل الأحزاب بما فيها المعارضة شرط احترام الدستور واحترام مؤسسات الجمهورية واحترام إرادة الشعب التي عبر عنها بكل ديمقراطية، لكن نحن نعرف أن الإجماع مايزال بعيدا نوعا ما، في الوقت الذي نتكلم عن التحديات الأمنية والاقتصادية، البعض الآخر يقول إن مشكلة الجزائر هي النظام»، أما بالنسبة للسكينة فإن «مشاكل البلاد، مهما كانت، لا تعالج بالمزايدات والتراشق والمبالغات إلى حد الانزلاق. الشعب يتخوف ويتساءل ماذا يجري؟»، مذكرا بتعديل الدستور قبل أقل من 3 أشهر «والذي جاء بحقوق سياسية للمعارضة».وتحدث عن منتقدي الهيئة العليا لمراقبة الانتخابات، الذين لم يكلفوا أنفسهم عناء الاطلاع على القانون قبل رفضها جملة وتفصيلا. وأثنى على الدستور، لأنه أعطى ضمانات وركائز للاستثمار في إطار القانون، وعزز استقلالية السلطة القضائية، والعدالة الزاوية الأساسية لدولة القانون والحق والحريات، وإذا لم تحل مشاكلنا بالحوار نروح للعدالة، وننقص من الغلة، لابد من احترام الشعب.
رسائل غير مشفرة للمناوئين...ولا مكان لمن لا يحترم القانون الأساسي والنظام الداخلي
انتصار المؤتمر الاستثنائي وهو الخامس في عمر التجمع، انطلاقة جديدة لتعزيز العائلة السياسية ومردوديتها، نرقي الحوار ونبدأ ببيتنا. ذهابنا للصندوق تحسس منه البعض، لكن تراجعوا. الديمقراطية هي الصندوق، ونعزز استقرار الحزب. وبالمناسبة أرسل رسالة غير مشفرة إلى إخواننا ورفاقنا كانوا أهلنا ووجدوا أنفسهم في طريق آخر، النضال ليس في أعمدة الجرائد وإنما في الميدان مع الزملاء. منذ 1997 لم يشتر بطاقة مناضل ويعتبر نفسه زعيما ولم يحضر أبدا مؤتمرا ولائيا، يتساءلون كيف سمانا «شرذمة»؟، أنا أسميهم اليوم «ريح في البريمة». القانون الأساسي صادق عليه المؤتمر وبالمصادقة على النظام الداخلي ستكون ميثاق التجمع، صدرنا رحب فقط لمن ينصاع للميثاق.
خرجنا من المؤتمر الخامس بلوائح قوية، اللائحة السياسية ورقة طريق وضحت كل المواقف وبخاصة دعمنا الدائم واللامشروط لرئيس الجمهورية في تنفيذ برنامجه وكل ما يبادر به لخدمة الجزائر وجددت تنويهنا الدائم به، لأن الرئيس اليوم الناس تكثر الكلام، ننظر إلى المرآة العاكسة بعجالة 15 إلى 17 سنة قبلا، نعيش الإرهاب ونعاني من أثار صندوق النقد الدولي، السكنات، المدارس والجامعات التي لا توجد فقط بولايتي تندوف وإليزي، تضاف إليها لوائح اقتصادية واجتماعية.
وتختتم أشغال أول دورة للمجلس الوطني للتجمع، اليوم، على أن ينشط الأمين العام أحمد أويحي ندوة صحافية، صباح الغد، بالمقر الوطني.