طباعة هذه الصفحة

«الشعب»تستطلع واقع السياحة في الجزائر

الجزائريون يعرفون تركيا وتونس وتايلندا ويجهلون بلادهم

استطلاع: حكيم بوغرارة

غياب استراتيجية  قطــــاعية تـــــواكب التحولات العالمية

بقيت السياحة في الجزائر متأخرة بالرغم من تعاقب الكثير من الوزراء والاستراتيجيات على القطاع الذي يستهلك أكثر من مداخيله، وحتى الاتهامات الموجهة للمحروقات بعرقلة تطوير النشاط السياحي بات كذبة لم يعد يصدقها أحدا. وبرأت السياحة البترول منذ وقت طويل ووجهت اتهاماتها للأشخاص الذين يتهمون المحروقات بعرقلة تطوير أي قطاع آخر.
فالجزائر التي تملك إمكانيات سياحية طبيعية الأكبر في العالم عجز الجزائريون عن إرساء معالم لإستراتيجية سياحية تواكب التحولات العالمية وتكون رافدا للاقتصاد الوطني، ومؤسسة لرفع نسب النمو ودفع القطاعات الأخرى.
 يحدث هذا في ظل تذيل الجزائر ترتيب الدول العربية في مجال السياحة حيث يعاب علينا عدم تطوير السياحة المحلية الداخلية الموجهة للجزائريين ودفعهم للبحث عن بدائل خارجية، وحتى تقرير المجلي العالمي للسياحة تحدث عن عائدات بـ 7800 مليار دولار في سنة 2015 لم تنل منها الجزائر تقريبا شيئا في ظل تواصل السياسات العرجاء للنهوض بهذا القطاع.
وحسب التقرير الذي أعده المجلس في 2015 فقد أكد بأن عائدات السياحة العالمية تشكل 10٪ من الناتج الداخلي الخام للاقتصاد العالمي بنمو يفوق 03 ٪ وهو ما يؤكد التوجه الهائل للاستثمار في القطاع السياحي الذي يسمى صناعة بدون دخان في إشارة لحفاظه على البيئة وخدمته لمختلف القطاعات دون تبعات سلبية.
وافتكت إفريقيا 36 مليار دولار، وهو رقم معتبر بالمقارنة مع وضعية العديد من الدول غير أن هذه النسبة تستحوذ عليها تونس ومصر والمغرب وجنوب إفريقيا وبقيت الجزائر جد متأخرة في إقناع الأجانب بالمجيء إليها.
وتحتل أوروبا الصف الأول في جلب السياح حيث بلغت المداخيل أكثر من 500 مليار دولار. وبين غلاء الفنادق وغياب منتجعات بمقاييس عالمية وتدني الخدمات،وعدم ترك هامش للمناورة لأصحاب الفنادق، والمنتجعات السياحية للتفاوض حول الأسعار وفرض الوصاية للسعر الثابث وغياب ثقافة الاستقبال وتقبل الآخر الذي يخالفنا كلها معطيات تؤكد بأن تطوير قطاع السياحة في الجزائر لن يكون بالأمر الهين.
فنادقنا الأغلى عالميا
تعتبر الفنادق إحدى أهم المؤاشرت التي تعكس تقدم دولة من تأخرها في مجال السياحة، وفي عالم تخلص من عقدة 5 نجوم التي باتت متاحة للعديد من الطبقات المتوسطة فالأمر مازال بعيدا عن الجزائريين، كما أن مختلف الفنادق تفضل أن تترك الغرف شاغرة على أن تتفاوض مع زبائن لدفع مبالغ مقبولة مقابل الاستفادة من الخدمات الفندقية، ومنه تفضيل الأشباح على البشر.
كشف محمد عومر مدير رئيس مصلحة التسويق للمجمع الفندقي والسياحي والحمامات المعدنية فرع تلمسان أن غلاء الفنادق يعتبر أكبر العوائق التي تحول دون النهوض بالسياحة في الجزائر موضحا بأن فرض السعر الثابت على الفنادق العمومية حرمها من المناورة للاستفادة من مداخيل جد معتبرة.
وضرب نفس المصدر لـ»الشعب» الذي التقته بمناسبة الصالون الدولي للسياحة والأسفار المثل بفندق الزيانيين بتلمسان الذي أعيد تحديثه بمبالغ معتبرة وتم رفع سعر الغرفة إلى 8000 دج لليلة، وهو ما حرم الفندق من عديد الزبائن، ونحن كرجال ميدان نطالب بفتح مجال التفاوض والمناورة لجلب الزبائن والتخلص من عقلية السعر الثابت التي ستجعل الغرف مكانا للأشباح.
وتعرض الفنادق خمس نجوم الجزائرية أسعارا باهضة جدا حيث تكلف ليلة واحدة بفندق «السوفيتال» بالجزائر أكثر من 380 أورو أي ما يعادل أكثر من 38 ألف دينار بالعملة الوطنية وهو سعر مرتفع جدا بالمقارنة مع المستوى المعيشي للزبائن الذين اكتشفوا بأنهم يمكنهم المبيت في فنادق 5 نجوم في الخارج بعد أن ظنوا لسنوات طوال بأنه حدث كبير يجعلهم مشهورين لو تمكنوا من المبيت في فندق من 5 نجوم بالعاصمة.
ويمنح فندق الأوراسي الذي يعتبر الأقل سعرا مقارنة مع الفنادق الأخرى حيث تصل سعر الغرفة لشخصين على الواجهة البحرية أكثر من 20 ألف دج أي ما يعادل 200 دولار.
ويقدر سعر الغرفة الواحدة بفندق الهيلتون بالصنوبر البحري أكثر من 25 ألف دينار للفرد لليلة واحدة أي ما يعادل 250 دولار أما الشيراطون فتصل تكاليف الليلة الواحدة أكثر من 30 ألف دينار أي 300 دولار.
وتعكس هذه الأسعار غياب التنافسية في بلادنا ونقص الفنادق ذات الرفاهية الكبيرة الأمر الذي يجعلها فنادق مرتفعة الأسعار.
وبتقصي أسعار فنادق الخمس نجوم في مختلف العواصم العالمية ذات الطابع السياحي وكم كانت دهشتنا كبيرة عندما وجدنا أسعارا تنافسية وأقل بكثير مما تعرضه الفنادق الجزائرية ففي القاهرة على سبيل المثال يعرض فندق رمسيس ذو الـ5 نجوم خدمات بـ190 دولار لليلة الواحدة في حين ينخفض السعر بفندق «ميرديان» إلى 171 دولار أما فنادق «قاهرة ماريوت» فيصل السعر إلى 176 دولار وترتفع إلى 195 دولار لدى «انترناسيونال كونتينونتال».
وتتفوق الجزائر على باريس في أسعار قضاء ليلة واحدة في فنادق 5 نجوم حيث تعرض فنادق عاصمة الجن والملائكة أسعارا بين 190 دولار و254 دولار لليلة الواحدة مثلما هو عليه الحال في فنادق «ماي فلاور» و»123 اليزيه» وفندق فرانسوا الذي يعتبر الأغلى بـ306 دولار لليلة الواحدة.
تحفيزات مغرية وأسعار في المتناول تصنع الثقافة السياحية بإمتياز
وتنفرد بيروت العاصمة اللبنانية بأحسن الأسعار حيث لا يتعدى سعر فندق 5 نجوم 182 دولار على غرار فندق «كراون بلازا» ويصل سعر قضاء ليلة واحدة بفندق «ريفييرا» 138 دولار.
وتتراوح الأسعار بعاصمة العالم دبي بين 148 و242 دولار لليلة الواحدة وهي أسعار معقولة جدا بالنظر لمكانة المدينة عالميا وباعتبارها أحد الأقطاب السياحية العالمية إلا أنها تقدم عروضا سياحية مغرية للغاية فقضاء أسبوع بدبي وفي فندق 5 نجوم وببرنامج في الصحراء لا يتعدى 120 ألف دينار جزائري بما فيها تذكرة السفر ولا يكفي هذا المبلغ في بلادنا قضاء 3 أيام بفندق «السوفيتال» بالعاصمة.
والأغرب أن الفنادق السويسرية لا تتعدى فيها أسعار الفنادق الفخمة 200 دولار في معظم الأحيان، وفي نفس السياق لا يتعدى قضاء ليلة واحدة بالعاصمة الماليزية كوالالمبور 132 دولار وهناك فنادق بـ5 نجوم أخرى بماليزيا تتراوح أسعارها بين 64 و130 دولار وهو ما يعكس انتعاش السياحة بهذا البلد الآسيوي.
ولم تشفع مختلف المشاريع التي استفادة منها الجزائر في السنوات الماضية في التخفيض من أسعار الفنادق عبر مختلف ربوع الوطن،وحتى المتوسطة منها تقدم أسعارا لا تقل عن 5000 دج لليلة الواحدة.
وترسخت للمواطن الجزائري عقلية تحويل أمواله بالعملة الصعبة والتوجه لتونس لقضاء عطلته حيث تؤكد الأرقام الخاصة بشرطة الحدود أن أكثر من مليون جزائري يعبرون الحدود التونسية في فترة الاصطياف لقضاء العطل السنوية والاستفادة من أرقى الخدمات مقابل أسعار تنافسية جدا.
  السوق الموازي يقتحم السياحة بقوة.........
اكتشفت «الشعب» في الصالون الدولي للسياحة والأسفار أن القطاع قد وقع تحت رحمة السوق الموازي مثلما تحدث عنه زوار الصالون مؤكدين بأنهم يفضلون التعامل مع وسطاء في مختلف الولايات الساحلية للاستفادة من شقق وسكنات خاصة بفصل الصيف.
حيث استغل الكثيرون هشاشة وضعف الهياكل الفندقية وقدرات الاستقبال للاستثمار لتقديم خدمات للمصطافين حيث برز أفراد عبر وسائل التواصل الاجتماعي وحتى من خلال إعلانات في الجرائد يعرضون شققا ومنازل وخيم للكراء ببجاية، جيجل، القالة، سكيكدة وبورسي بتلمسان وعين تموشنت وشرشال وغيرها من المناطق التي تعرف توافدا كبيرا في موسم الاصطياف مستفيدة من تحسن الأوضاع الأمنية وسعي الكثيرين للبحث عن مصادر رزق أخرى.
وكشف «فاتح حداد» موظف من تبسة بأنه يفضل شواطئ جيجل وبجاية لقضاء عطلة موسم الاصطياف حيث تعرف على وسيط أصبح بمرور السنوات صديقا يجلب لي عروضا جيدة لقضاء العطلة حيث نقوم بكراء شقق بـ 15 مليون شهريا نشترك في دفعها ونضمن عطلة جيدة ومع العائلة في وقت أصبحت تكاليف المعيشة غالية وبالتالي فالذهاب منفردا سيكلف الكثير.
وعبر نفس المصدر عن تألقه بولايتي جيجل وبجاية حيث تمكنني السيارة من التمتع بالطريق الرابط بين الولايتين ورسمت في مخيلتي مناظر لا يمكنني الاستغناء عنها.
وبرر في سياق آخر رفضه التنقل إلى تونس بارتفاع أسعار الصرف وتخوفه مما يحدث في دول الجوار أمنيا.
وأشار «كمال/ب» مهندس في مكتب دراسات بالعاصمة أن جيجل تستهويه كثيرا، حيث تم توجيهه من قبل زملاء له لقضاء بعض الأيام في جيجل في شقق مجهزة يبلغ سعر كرائها لليلة الواحدة 7000 دج وحتى وإن تبدو مرتفعة الثمن فالجو الذي توفره وتوفير مبالغ الإطعام والمصاريف الأخرى يجعل من السعر مناسبا.
ويعكس هذا المشهد عدم قدرة المشرفين على السياحة مواكبة متطلبات السياحة الداخلية حيث عجز مختلف الوزراء الذين تداولوا على القطاع على الخروج بإستراتيجية شاملة تجعل من السياحة رائدة الاستثمار،ولكن العكس هو الذي يحدث حيث أصبحت السياحة تصدر الجزائريين للخارج شأنها شأن مختلف القطاعات الأخرى التي تسبح عكس التيار.
السياحة ......
مهرب للعملة الصعبة بإمتياز
في الوقت الذي تحتاج فيه الجزائر للعملة الصعبة بعد إجراءات التقشف ما تزال السياحة الجزائرية مهربا بإمتياز للعملة الصعبة نحو الخارج حيث ينقل الجزائريون معهم ملايين من الأورو والدولار نحو عديد الوجهات السياحية وخاصة تركيا وتونس والمغرب ودول أوروبا وحتى دول أمريكا الشمالية والكاريبي التي دخلت على الخط بالنظر لسخاء السائح الجزائري.
ولا يتوقف الدفع بالعملة الصعبة على الوكالات السياحية التي تضطر لدفع مستحقات الأجانب بالعملة الصعبة، فالسياح وعند تنقلهم للخارج يحولون مبالغ ضخمة بالعملة الصعبة التي يشترونها من السوق الموازي ويخفونها بطرق ذكية جدا تعجز الجمارك الجزائرية على رصدها.
وحتى وإن اعترفت وزارة السياحة والتهيئة الإقليمية باختلال الميزان السياحي من خلال تفوق الجزائريين الذين يسافرون للخارج على السياح الأجانب الوافدين للجزائر في تناقض صارخ يعكس عجزنا على اقناع الجزائريين والأجانب بالمجيء للجزائر التي تعتبر أحسن وجهة سياحية في العالم من خلال ما حباه الله لبلادنا التي تعتبر قارات وليس قارة .
وبين التحجج بنقص الترويج وصعوبة التحصل على تأشيرات لدخول الجزائر تبقى السياحة احدى أهم القطاعات التي لم تستغلها الجزائر في السنوات الأخيرة وكل مسؤول أشرف عنها لم يهتم بأمهات القضايا وبقيت الصراعات تدور حول مناطق التوسع السياحي وتصنيف الفنادق وإقامة الجدل حول ادماج الصناعة التقليدية مع السياحة أو فصلها وهو ما جعل الجزائر تتراجع في تصنيف الدول العربية والإفريقية والعالمية بدرجة كبيرة.
لقد كان التحجج بالوضع الأمني مقبولا لكن وبعد ان خسرت الجزائر ملايير الدولارات لاستتباب الأمن ومعها مجهودات المخلصين من هذا الوطن للقضاء الإرهاب وأملهم في أن تذهب مجهوداتهم وتضحاياتهم لتنمية المناطق عن طريق السياحة  والاستثمار في مختلف المجالات.
وعرف الصالون الدولي للسياحة والأسفار إنزالا كبيرا للوكالات السياحية الأجنبية لضمان حصتها من السياح الجزائريين والذين ورغم قلة إقبالهم إلا ان الحاضرين تقربوا كثيرا من الوجهات التونسية والإماراتية وحتى المصرية حيث وقفنا عند وكالة «تونيزيانا التونسية» التي خصصت جناحا مميزا جذابا تم تقديم الكثير من العروض المغربة للجزائريين الذي بإمكانهم الاستفادة من عطل بدءا من 45 ألف دج جزائري إلى 100 ألف وهي مبالغ زهيدة بالمقارنة بما تعرضه مختلف الوجهات الجزائرية خاصة الساحلية التي تتطلب مبالغ كبيرة جدا لضمان عطلة.   
الإعلام زاد من المأساة
ربط المهندس «سليم/ب» من مديرية السياحة لولاية تيارت تأخر السياحة الجزائرية بالإعلام حيث أكد في تصريح لـ»الشعب»، بأن الجزائريين لا يعرفون بلادهم ويجهلون تقريبا كل المناطق السياحية داعيا المراسلين الصحافيين إلى الاهتمام أكثر بالأمور الإيجابية ونقل صور إيجابية عن ولاياتهم حتى تكون سببا في تنشيط السياحة والتعريف بمختلف المناطق التي لا تقل جمالا عن مختلف المناطق السياحية العالمية.
واستغرب المتحدث في سياق متصل عن تركيز الإعلام عن المشاكل والإجرام ولا يخصص ربورتاجات عن المناطق السياحية، وأوضح نفس المصدر في الصالون الدولي للسياحة والأسفار أن الترويج للمقصد السياحي أهم ركيزة لدفع السياحة الوطنية.
وقال مثلا ولاية تيارت محطة لعبور شخصيات عالمية يمكن أن تكون عاملا لجذب السياح فقلعة بني سلامة المعروفة بتاغزوت التي تضم مغارات ابن خلدون التي أقام بها ثلاث سنوات ونصف وتقع على بعد ستة كيلومترات من مدينة فرندة بالغرب الجزائري وهي بموقعها هذا تحتل مكانا حصينا على شكل نتوء صخري بالحافة الشرقية لهضبة بلاد شبيبة يعرف محليا بكاف الحمام، وحولت قلعة بني سلامة ونزمار بن عريف بعد أن اقتطعها له السلطان المريني أبو عنان عند استيلائه على المغرب الأوسط ومحاصرته لمدينة تلمسان ( 753هـ/1352) فاعتنى بها ابنه أبو بكر بن عريف وبنى بنها قصره الذي نزل به ابن خلدون ولم تبق من آثار هذا القصر اليوم سوى بعض الكتل من الحجارة المتناثرة بعد أن تهدم وهجره سكانه إثر سقوط الدولة الزيانية. ولم يعد يدل على قلعة بني سلامة سوى الاسم المحلي الذي أصبحت تعرف به هو» تابراجت» التي تعني الأبراج باللهجة الزناتية كما لم تبق من ذكريات إقامة ابن خلدون سوى بعض وادي التحت والتي تذهب بعض الروايات الشفوية لسكان المنطقة إلى أنها كانت مكان خلوة ابن خلدون المفضلة أثناء إقامته بقلعة بني سلامة، كما غدت اليوم المكان المفضل للزوار الذين يريدون التعرف على موقع قلعة بني سلامة.
وتتميز تيارت بحظيرة «شاوشاوة» التي تعتبر أكبر مركز لتربية الخيول في إفريقيا وأول مخبر علمي عربي يزاوج بين تربية الخيول العربية الأصيلة والبربرية الأصيلة.
وامتازت منطقة تيارت تحديدا بكونها «مهد الفروسية»، فقد جعلتها خصوبة أراضيها موقعا ممتازا لتربية الخيول العربية الأصيلة والبربرية أيضا ما دفع بأوائل المحتلين الفرنسيين لتأسيس حظيرة شاوشاوة في سنة 1874، ومنذ نشأتها قبل 142 عاما وطواقمها تتفانى في بذل قصارى جهدها بهدف تطوير سائر سلالات الخيول وحفظها من الانقراض.
وتملك حظيرة شاوشاوة قيمة تاريخية كبيرة مما جعل السلطات الجزائرية تصنّفها ضمن المواقع الأثرية الجزائرية العام 1995، حينما قضى مرسوم تنفيذي لوزارة الحرب الفرنسية بإنشاء مركز لتربية الجياد أيام الاحتلال الفرنسي للجزائر (1830 – 1962)، ولعبت تلك الحظيرة بحسب الرواة والباحثين دورا مفصليا في الاعتناء بالجياد العربية الأصيلة وكذا البربرية.
وتمتد حظيرة «شاوشاوة «على مساحة بحدود 876 هكتار على طول الشريط السهلي لمنطقة تيارت، وتمتاز تازة بعدة خواص، فهي تحتوي على أنواع هائلة من النباتات الطبية وببحيرتها الساحرة، ما يدفع السكان المحليين للمواظبة على زيارتها بشغف وسط طبيعة عذراء وبرية وهواء نقي.
ويذكر أن الملكة البريطانية اليزابت قد أهديت خيلا عربيا أصيلا من المركز.