طباعة هذه الصفحة

خلال تقديمه البرنامج الرمضاني للتلفزيون الجزائري.. توفيق خلادي:

«منحنـا الأولويـة للـبرامج الجزائريـة»

مقر التلفزيون الجزائري: أسامة إفراح

«نحرص على الخدمة العمومية رغم ضعف الميزانية»

نشط المدير العام لمجموعة المؤسسة العمومية للتلفزيون توفيق خلادي، ندوة صحفية أمس الأربعاء بمقر التلفزيون، قدّم فيها حوصلة لبرنامج المؤسسة الخاص بشهر رمضان المعظم. وقال خلادي إن الحيّز الأكبر كان من نصيب الإنتاج الوطني، الذي ما فتئت حصته تتزايد عاما بعد عام، وهذا رغم تناقص الميزانية مقارنة بالسنة الماضية، وذلك بفضل «عقلنة نفقات الإنتاج وشراء البرامج وتنويع موارد قنوات المجموعة».
أكد السيد توفيق خلادي في مستهل حديثه للصحافة، على المجهود المبذول في التعامل مع الظروف المالية الاستثنائية من أجل تأدية مهام الخدمة العمومية: «ضاعفت المؤسسة العمومية للتلفزيون جهودها حتى تكون في مستوى الموعد التلفزيوني الكبير الذي يفرض نفسه كل عام (...) رغم الظروف المالية الصعبة وضعف الميزانية. وقد وضعت المؤسسة لهذا الموعد برنامجا متنوعا ذا جودة عالية لتستجيب لتوقعات وترقب الجمهور بميوله المتعددة التي تزداد إلحاحا بالنظر لتنوع فئاته وحساسياته».
عقلنة النفقات
وأضاف خلادي بأنه، من أجل تأدية مهام الخدمة العمومية على أحسن وجه، انتهجت مؤسسته أسلوبا لعقلنة النفقات لإنتاج وشراء البرامج وتنويع موارد القنوات واللجوء إلى الرعاية مع الشركات المفضلين للمؤسسة قصد تمويل البرامج، هذه الأخيرة تمّ تصورها «من منظور المرجعيات لهذا الشهر الفضيل المحبب للجمهور الجزائري مع الالتزام بهوية كل قناة، وانطلاقا من الانشغال بالتوفيق بين ضرورة الالتزام بهوية كل قناة وبين متطلبات التكامل وتضافر الجهود الذي يمليه الظرف الاقتصادي والانعكاسات المترتبة عن التنافس» الذي أصبح يميز واقع المشهد السمعي البصري بالجزائر، يقول خلادي.
ومن الأمور التي تم أخذها بعين الاعتبار، أخذ الفوارق الساعية لمختلف أنحاء الوطن بعين الاعتبار، حيث تمت إعادة تنظيم المواعيدد الإخبارية اليومية الإحدى عشر، إلى جانب تكييف فترات المشاهدة المكثفة، أو ما يسمى بالذروة، مع أخذ الفوارق الساعيّة بين مناطق البلاد في الحسبان، من خلال تتابع غير متزامن لبث بعض البرامج على القنوات الشمولية الثلاثة، والبث المتزامن للبرامج على القناة الأرضية والجزائرية الثالثة خلال الفترة المحددة بين الساعة الخامسة والنصف والساعة العاشرة والنصف مساءً.
حصة الأسد للبرامج الجزائرية
وأكد خلادي على أن مؤسسته منحت الأولوية للبرامج الوطنية التي ينتجها التلفزيون ومحطاته الجهوية والمنتجون الخواص، وذلك لتشجيع الإبداع الجزائري والحد من استيراد البرامج الأجنبية، «هذا وحتى إن سلّمنا بأن كلفة البرامج الوطنية أعلى من كلفة البرامج الأجنبية في الوقت الراهن»، يلاحظ المتحدث.
واستشهد خلادي بمجموعة من الأرقام تدلّ على الاهتمام المطّرد الذي يولى للإنتاج الوطني، إذ بلغ حجم البرامج الوطنية في الشبكات البرامجية الرمضانية نسبة 85 بالمائة سنة 2013، ليرتفع إلى 89 بالمائة في 2014، ثم إلى 90 بالمائة السنة الماضية 2015، ليصل 96 بالمائة هذه السنة 2016، وتقريبا نسبة 100 بالمائة بالنسبة للقناة الرابعة وكانال ألجيري.
المادة الدينية والفكاهية في المقدمة
وأشار خلادي إلى أن البرنامج قد عرف تركيزا على المادة الدينية، ومادة الراحة والتسلية، بالنظر إلى أن شهر رمضان يصادف موسم العطل. وهناك حصتان دينيتان كبيرتان مبرمجتان هذه السنة هما «تاج القرآن» و»هادي الأرواح»، تبثان على القناة الخامسة كما تبثهما القنوات الشمولية في فترة الذروة. وستنقل القناة الخامسة صلاة التراويح مباشرة من مسجد الأمير عبد القادر بقسنطينة.
وذكر السيد خلادي أربعة مسلسلات أنتجها التلفزيون، منها مسلسل «قلوب تحت الرماد» وهي دراما اجتماعية من إخراج بشير سلامي، ومن بطولة بهية راشدي، مصطفى لعريبي، رانية سيروتي وسارة لعلامة، ويروي المسلسل قصة انتقام بين عائلات وأجيال مختلفة.. «طوق النار» وهو مسلسل تاريخي مقتبس من وقائع حقيقية، يتطرق إلى مقاومة رمز من رموز المقاومة الجزائرية التارقية الشيخ أمود ضد الاستعمار بمنطقة الصحراء الكبرى، ومن الفنانين المشاركين فيه نذكر عبد الباسط بن خليفة وإيمان نوال.. «فصول الحياة» وهي دراما اجتماعية أبطالها الزوجة سارة، الخادمة شيماء، والزوج أحمد الذي يصاب بحادث يوم عرسه ما يتسبب له في إعاقة دائمة.. إضافة إلى المسلسل بالأمازيغية «أرقا سنّي» (ذاك الرجل»).
ويقترح التلفزيون 18 سلسلة فكاهية هزلية وسيتكوم وبرامج هزلية، مثل «تحت الحراسة»، «فاطمة فطيمة وفطومة»، بوضو 4» وغيرها. وتبث القنوات خمس سلاسل للكاميرا المخفية واحدة منها خاصة بالأطفال، إضافة إلى 25 حصة بلاطو من منوعات وحوارات وفنون وثقافة، مثل «لمة رمضان»، «القهوة واللاتاي»، «توحشت بلادي»، «سهرات المدينة»، «تيمليليت دي رمضان» (لقاء في رمضان)، «إمزادن تلفزيون» (بورتريهات لوجوه تلفزيونية شهيرة)، وحصص تستعيد الأعمال الفكاهية القديمة مثل «ريحة زمان»، «أضحكونا». وفي الثقافة نجد الموسم الثاني من «قصائد وفوائد» (الشعر الشعبي)، سلسلة أسبوعية عنوانها «ليمزاد»، و»سهرات الجنوب» من إنتاج محطة ورقلة الجهوية. أما مسابقة رمضان فستكون مخصصة لمشاهير الكوميديا الجزائرية.
وستكون السينما حاضرة في البرنامج الرمضاني بمعدل فيلمين في الأسبوع، حيث تعرف سهرة الثلاثاء عرض أفلام متوسطة المدة، فيما تشهد سهرة الجمعة عرض أفلام عالمية، ولكن على الأرضية فقط لاعتبارات حقوق التأليف والبث.
الثقافة مسؤولية الجميع
وعن سؤالنا حول الشكوى المتجددة التي يرددها الفنانون الجزائريون، من كون الإنتاج الدرامي يكاد يكون مقتصرا على شهر رمضان، فيما يبقى الكثير من الفنانين ضحية «البطالة» لما تبقى من السنة، أجاب السيد خلادي، الذي أكد على تعاطفه مع المبدعين وحبه للثقافة، بقوله إن مؤسسة التلفزيون الجزائري تقوم بما في وسعها وبما توفر لها من إمكانيات، مؤكدا أن التفكير في إنتاج أكبر يجب أن يمسّ كل الإنتاج الثقافي وليس الدراما التلفزيونية فقط، لأن حلقات الثقافة مترابطة بعضها ببعض: «هي سياسة متكاملة ومرتبطة على المستويين الأفقي والعمودي»، يقول خلادي، الذي اعتبر بأن التلفزيون لا يستطيع أن يحل مشاكل الجميع.. كما فنّد ضمنيا القول بانعدام الإنتاج خارج شهر رمضان، ولو كان ذلك صحيحا لأغلق التلفزيون أبوابه بقية السنة.