كشف المحلل السياسي الأستاذ بكلية العلوم السياسية بجامعة الجزائر، د.إسماعيل دبش، أن رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية الراحل محمد عبد العزيز، كان مناضلا فذّا ومقاوما يميّزه حبّه الكبير لشعبه وتفانيه في خدمة قضيته العادلة وتسيير أموره السياسية والعسكرية والاجتماعية والإنسانية والمرافعة عنه وتبليغ رسالة كفاحه في كل المحافل الدولية، مستعينا بحسّه الدبلوماسي القوي وإنسانيته وتواضعه الكبير.
إن الرئيس محمد عبد العزيز، يقول د. دبش، في تصريح «للشعب»، «رجل مقاوم كبير، له علاقات جد منسجمة وعميقة مع شعبه، سواء في مخيمات اللجوء، أو في الأراضي المحتلة وجنوب المغرب وبالمهجر، وهذا الاحترام والتقدير والدعم الذي ناله من شعبه ناتج عن علاقته الإنسانية والاجتماعية وتواضعه المتميز وإقامته مع شعبه بالمخيمات، بنفس الظروف المعيشية والقاسية وتحديات الطبيعة الصعبة، ولم يغادر المكان إلا لطلب العلاج، بعد المرض العضال الذي لازمه خلال الأشهر الأخيرة الماضية».
بالرغم من المرض، يقول د.دبش، «فإن الرئيس الصحراوي الراحل، أشرف شخصيا على فعاليات المؤتمر الأخير للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، البوليساريو، الذي انعقد شهر ديسمبر 2015، والذي خرج بنتائج تعكس الإرادة الموحدة لشعب الصحراء الغربية بمختلف نخبه وتواجده، فكلهم كانوا على كلمة واحدة، تجاوبا مع الرئيس محمد عبد العزيز».
وأضاف المحلل السياسي، قائلا إن «هذا التقدير الكبير الذي حظي به المناضل الرمز محمد عبد العزيز وسط شعبه، قد ساهم أيضا في نيله إعجابا وتثمينا ودعما خارجيا كبيرا، إفريقيا وأوروبيا وعالميا ككل، بما فيه الشعب الأمريكي، الذي صادف تواجد، في هذا اليوم، وفد من الكونغرس الأمريكي بالمخيمات».
عن تجربته الشخصية واحتكاكه بشخص الرئيس الراحل، أشار د.دبش قائلا: «كانت تربطني بالفقيد شخصيا علاقة خاصة متوحدة وكان كل ما يراني لا ينتظر أن آتي إليه، بل هو الذي يبادر بالقدوم تعبيرا عن امتنانه للدور الذي نلعبه كأساتذة وإعلاميين في دعم قضية الشعب الصحراوي المقدسة، موجها من خلالنا رسالة إلى الجزائر بقيادة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي كانت له مكانة خاصة عند محمد عبد العزيز، رحمه الله. فقد شكلت زيارة الرئيس بوتفليقة إلى المخيمات الحدث الأكبر، فالشعب الصحراوي وقياديوه، يذكرونه دائما (الرئيس بوتفليقة) في كل محطة كرجل مناضل مدافع عن الشعوب المستعمَرة وحقها في تقرير مصيرها».
فرحم الله الفقيد وألهم أهله وشعبه الصبر والسلوان، ولابد، يقول المحلل السياسي، من القول أن «كل الشعب الصحراوي هم محمد عبد العزيز، قيادات مقاومة، ولها إرادات سياسية ونضالية قوية جدا، والكل سيكون حتما في مستوى تضحيات الرئيس الراحل من أجل تمكين شعبه الأبي من حقه في تقرير المصير واسترجاع أراضيه المحتلة».