اتخاذ إجراءات لضمان استقرار أسعار الخضر والفواكه في شهر رمضان
استحدثت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، أمس، استراتيجية جديدة أطلقت بموجبها شبكات بحوث تنموية تخص سبع شعب زراعية كمرحة أولى لتمكينها من الاستفادة من البحوث العلمية للجامعات، وذلك بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، حيث أشرف وزيرا القطاعين على لقاء تم خلاله وضع الآليات لإدماج الشعب في المرحلة المقبلة لدعم الاقتصاد الوطني عبر رفع الإنتاج وتفادي الاستيراد.
تشمل الشعب المعنية القمح الصلب، الطماطم الصناعية واللحوم الحمراء للغنم والبقر، إضافة إلى شعبتي الحليب والبطاطس والاقتصاد الغابي، وفي هذا الصدد أعلن وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري سيد أحمد فروخي أن المشروع يهدف إلى تفادي الاستيراد والاعتماد على الإنتاج الوطني لتحقيق الاكتفاء الذاتي لاسيما شعبتي القمح واللحوم، مشيرا إلى أنه من غير المقبول أن نستمر في استيراد كميات كبيرة من القمح وبلادنا تتوفر على إمكانيات كبيرة لتطوير هذه الشعبة.
وأوضح فروخي خلال إشرافه رفقة وزير العليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار على يوم دراسي حول شبكات الشعب الإستراتيجية الزراعية بالمعهد الوطني الزراعي بالحراش بالعاصمة، أمس، أن استغلال البحوث العلمية لدعم الإنتاج الوطني يمكن من وضع مخطط واضح لدعم القطاع، وأضاف الوزير أن هناك شعبا أخرى سيتم إطلاقها في الأسابيع القليلة القادمة في إطار إدماج الإنتاج الوطني لتحقيق التنافسية التي تعتبر عصب التصدير.
وبخصوص التصدير أكد وزير الفلاحة أن الدخول إلى المنافسة هو شرط أساسي للأسواق التي نوجه إليها إنتاجنا، داعيا المؤسسات الاقتصادية العاملة في القطاع الفلاحي إلى إنشاء مراكز بحث تنموية تعتمد عليها في الإنتاج، مذكرا بالنصوص التشريعية الجديدة التي تسمح المتعاملين بإنشاء معاهد بحث خاصة، موضحا أنه تم تصديرعدد معتبر من بعض المنتجات الفلاحية نحو عدة بلدان لكن ذلك يحتاج إلى استمرار العملية لضمان مكانة في الأسواق العالمية.
ولم تتمكن بلادنا من تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال اللحوم الحمراء والقمح بسبب غياب إرادة الفلاحين لرفع الإنتاج رغم أن الجزائر حسب فروخي تعد من الأوائل في تربية الأغنام لكن النوعية ونقص الوفرة وضعف الأنظمة الإنتاجية يبقى عائقا أمام تحقيق الاكتفاء والتوجه نحو التصدير.
ونوه فروخي إلى استحداث أكثر من 100 قطب فلاحي في أكثر من 600 بلدية لزراعة القمح الصلب وإنتاج اللحوم الحمراء إلا أن ذلك يبقى ضعيفا مقارنة بالآليات الموضوعة التي تتطلب مرافقة علمية من طرف المعاهد والجامعات لدعم المستثمرات الفلاحية وهو ما اعتبره الوزير ضرورة ملحة.
وفي سياق آخر طمأن وزير الفلاحة بأن أسعار الخضار والفواكه لن تعرف ارتفاعا خلال شهر رمضان، مؤكدا أن كل الإجراءات تم اتخاذها لضمان استقرار الأسعار ووفرتها في الأسواق طيلة الشهر الكريم، قائلا إنه قد ترتفع الأسعار خلال الأسبوع الأول بسبب ارتفاع الطلب لكن كل الظروف مهيأة لبقاء الأسعار على حالها سواء ما تعلق بالخضر والفواكه وحتى اللحوم الحمراء.
إقحام الجامعات في المجالات الإنتاجية الاقتصادية بات ضرورة ملحة
من جهته قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار، إن إقحام المؤسسات العلمية والبحوث في متابعة الإنتاج الفلاحي بات ضرورة ملحة لتطوير الاقتصاد الوطني، مؤكدا على ضرورة إشراك الجامعة في المجالات الصناعية والفلاحية وغيرها من القطاعات الاقتصادية لتعزيز النمو الاقتصادي عن طريق دعم البحوث العلمية.
ويسمح قانون البحث العلمي المصادق عليه في ديسمبر الماضي بإنشاء علاقات مع المحيط الاقتصادي والتعاون مع المؤسسات الإنتاجية في توجيه أهدافها وتحقيق نتائج إيجابية حسب ما أشار إليه حجار، داعيا الباحثين للنزول إلى الواقع والمساهمة في المخطط الوطني لدعم المؤسسات الاقتصادية والتحول إلى اقتصاد قائم على المعرفة العلمية.
وفي إطار إطلاق سبع شعب زراعية تعمل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على إعداد دراسات ميدانية علمية لمتابعة إنتاج الشعب الزراعية وفقا لمخطط محكم يسمح برفع الإنتاج، حيث قال حجار إن العمل لن يتوقف عند الشعب المعنية فقط ولكن يتعداها مستقبلا لفروع أخرى في إطار تكريس البحوث والدراسات لفائدة القطاع الفلاحي وتقليص الاستيراد.