استعادت القوات العراقية بلدتي السجر والكرمة (شمال شرق الفلوجة) بمحافظة الأنبار، بينما قتل عشرون عنصرا من قوات النخبة العراقية في تفجيرات نفذها التنظيم الإرهابي “داعش” شمال المدينة.
قالت مصادر أمنية في قيادة العمليات المشتركة بمحافظة الأنبار، إن القوات العراقية مدعومة بمليشيا الحشد الشعبي وقوات من أبناء العشائر، تمكنت أيضا من السيطرة على جسر السِجِر الحيوي الذي يربط بين بلدة السجر ومدينة الفلوجة.
وكانت مصادر أمنية تحدثت في وقت سابق، عن مقتل أكثر من عشرين عنصرا من قوات النخبة في الجيش العراقي في هجوم بسبع سيارات مفخخة في بلدة السجر.
وفي تطور آخر، سيطرت القوات العراقية على مركز بلدة الكرمة التي تقع على بعد 16 كيلومترا شمال شرق الفلوجة.
من جهته، قال قائد عمليات الأنبار في الجيش العراقي، اللواء إسماعيل المحلاوي، إن قوات الجيش والشرطة ومقاتلي العشائر يواصلون تقدمهم نحو الفلوجة، مقابل تقدم آخر نحو جزيرة الخالدية، في إطار العملية العسكرية لاستعادة الفلوجة التي بدأت الأثنين الماضي.
نازحون ومحاصرون
بالموازاة، نزحت عشرات العائلات من مدينة الفلوجة بسبب المواجهات والقصف الناجم عن العملية العسكرية التي يشنها الجيش والمليشيات العاملة معه من أجل استعادتها من سيطرة تنظيم الدولة الإرهابية، بينما لم تستطع منظمات الإغاثة إيصال المساعدات لغياب الممرات الآمنة.
وقالت مصادر عسكرية، إن أكثر من خمسمائة نازح تمكنوا من مغادرة الفلوجة. بينما تقول مصادر أممية، إن 800 شخص من المحاصرين بالفلوجة تمكنوا من مغادرتها بشكل آمن.
وقال بيان لمنسقة البعثة الأممية للشؤون الإنسانية في العراق، إن الأمم المتحدة وباقي منظمات الإغاثة غير قادرة على إيصال المساعدات إلى الفلوجة بسبب عدم وجود ممرات آمنة.
وجددت الأمم المتحدة، الخميس، نداءها إلى جميع الأطراف المتحاربة في العراق بضرورة بذل كل الجهود الممكنة لحماية المدنيين في مدينة الفلوجة والحفاظ على بنيتها التحتية وفقا لمبادئ القانون الدولي، وحذرت من المخاطر المحدقة بعشرات آلاف المحاصرين بالمدينة.
دعوات للتهدئة
سياسيا، اتهم المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في بيان، “جماعات معينة” - لم يسمها - بنية القيام بـ “تصعيد خطير”، في إشارة للاحتجاجات والمظاهرات التي كانت مقررة نهار أمس.
وأوضح البيان، أن العبادي أمر وزارة الداخلية بالقيام بمهامها في حماية المواطنين والممتلكات العامة والخاصة في وسط بغداد، وذلك لانشغال القوات العسكرية وقيادة عمليات بغداد في عمليات استعادة الفلوجة، فيما عدَّ البيان أن أي إرباك “غير مقبول وذلك بناء على تقارير استخباراتية أظهرت أن بعض الجماعات دعت للتصعيد في أنحاء العاصمة بغداد”.
جاء هذا مع إعلان متظاهري ساحة التحرير، تأجيل التظاهرات إلى إشعار آخر، مؤكدين أن التظاهرات ستعود أقوى من ذي قبل.
من ناحيتها، دعت قيادة عمليات بغداد المواطنين، إلى عدم التجمع في أي مكان دون الحصول على موافقة، وذلك لعدم إشغال القوات الأمنية في تأمين المتظاهرين.
وأصدر وزير الداخلية، محمد الغبان، بياناً، طالب فيه ضباط ومنتسبي الوزارة بحماية السلم الاجتماعي من “مندسين” قال إنهم يسعون للعبث بأمن بغداد.