وفية لمبادئ سياستها الخارجية وتحركها الدائم في دائرتها الإفريقية، محيطها الجيواستراتيجي الحيوي، احتفلت الجزائر، أمس، بيوم إفريقيا الذي يصادف ذكرى تأسيس المنظمة القارية يوم 25 ماي من كل عام.
كانت المناسبة متاحة للوقوف على إنجازات القارة السمراء وإخفاقاتها في سبيل تعزيز الأمن والسلم، اعتمادا على قرار إفريقي مستقل لا يقبل إملاءات الآخر ووصفاته. وهي إملاءات زادت في تعميق الجرح الإفريقي وأحدثت شرخا يعمل القادة على علاجها دون اتكالية.
هذا ما تضمنته كلمة وزير الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة، أمس، في اليوم الإفريقي، حيث كانت بمثابة وقفة تقييمية لما أنجز، ساهمت فيه الدبلوماسية الجزائرية باعتراف الجميع. كيف لا وخطة السلام المالية التي تجسد في الميدان بعد إمضاء الأطراف المالية الاتفاق منذ عام مضى.
كيف لا والمقاربة الجزائرية في تسوية الأزمات الملتهبة بإفريقيا سلما تجد الأذان الصاغية والتأييد. والأمثلة تقدمها ليبيا التي أكدت حكومة الوفاق برئاسة السراج أكثر من مرة، أنها تثق في المسعى الجزائري السياسي وتراه مرجعية في الحل القريب.
الجزائر التي قادت موجة التحرر الإفريقي في بداية الستينيات من القرن الماضي، انتهت بتصفية الاستعمار في مختلف جهات القارة، في انتظار القضية الصحراوية، لم تتوقف لحظة عن مواصلة المسعى من أجل بناء إفريقيا قوية تتخذ من الأزمات قوة انطلاق وتسوية دون السقوط في اليأس والتمادي في طلب النجدة من الخارج الذي يتحرك دوما وفق ما تمليه مصلحته وتطالب به حسابات النفوذ.
في هذا الشأن قال لعمامرة: «إن الجزائر كانت دوما في طليعة الدول المكافحة من أجل وحدة العمل الإفريقي وانتصار قضايا شعوب القارة. وأن العمل المشترك الذي مافتئ الاتحاد الإفريقي يقوم به، والذي يستحق كل تقدير، من أجل استكمال تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية يبرز وفاء إفريقيا لتاريخها ولمبادئها».
ظلت الجزائر مرجعية في مد جسور التواصل بين إفريقيا والعالم العربي وإقامة شراكة تضع إقامة الدولة الفلسطينية عاصمتها القدس الشريف أولوية.
ظلت الجزائر مرجعية في المرافعة لمحاربة الإرهاب وتجريم دفع الفدية، التي اعتمدت مادة قانونية تفرض على الجميع تطبيقها بعيدا عن لغة «تخطي راسي» أو تطبيق سياسة المكيالين.
يوم إفريقيا جدير بالاحتفال به لرصد ما أنجز في مسار العمل الإفريقي المشترك والمطالب المرفوعة والنضالات التي تخوضها الدبلوماسية الإفريقية بقيادة الجزائر من أجل دمقرطة العلاقات الدولية وإصلاح مجلس الأمن والكف عن إبقائه آلية في خدمة الكبار المحتكرين للقرار الدولي، مثلما تمخضت عنه قمم يالطا، بوتسدام وسان فرانسيسكو.
الجزائر التي ترافع من أجل هذه القضايا، التي كانت في صلب خطب رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، تراهن على أبناء القارة في الذهاب الى الأبعد في تجسيد هذا المطلب الذي يبقى استقلال الدول الإفريقية دونه ناقصا.
الجزائر التي تعتبر هذا المطلب أولوية واستعجالا تراهن على النخبة الإفريقية في مواصلة مسعى النضال، تطبيقا لتوصيات الأسلاف ورسالتهم. وهي نخبة كونت الجزائر 50 ألف إطار منها خلال حقب عدة وأوصلتها إلى قمة الهرم السياسي في أكثر من بلد.
..يشارك في اجتماع مصغر بأوسلو حول الهجرة
«الشعب»- يشارك وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة، يومي ٢٦ و٢٧ ماي الجاري، بأوسلو، في اجتماع مصغر لوزراء خارجية ١٥ وزيرا إفريقيا خارجيا و٥ وزراء لبلدان الشمال، هذا ما أكده بيان لوزارة الخارجية تلقته «الشعب». مضيفا، أن الاجتماع يدرس مسائل الحوار السياسي والأمني، التنمية المستديمة والتعاون في مجال الهجرة.
وبالمناسبة يلتقي لعمامرة رؤساء المؤسسات وممثلي رجال الأعمال النرويجيين للتباحث حول فرص الاستثمار والشراكة، كما يترأس لعمامرة رفقة نظيره الفنلندي جلسة عمل تخص مأساة الهجرة.
من جهة أخرى، يجري الوزير لقاءات ثنائية مع نظرائه الأفارقة وبلدان الشمال.