نظمت مؤسسة «كيبلر تكنولوجيز» الناشطة في مجال توريد البرامج المعلوماتية وخدمات التكنولوجيات الجديدة في السوق الجزائرية، والمتخصصة في القطاع البنكي، ملتقى أمس الأربعاء بفندق السوفيتال، قدمت فيه الحلول التي تقترحها لإجراء المعاملات البنكية عبر الهاتف النقال M-Banking. وتمّ في هذا الملتقى عرض الفرص التي يمثلها ما أسمته المؤسسة «ملتقى المتعاملين»، من خلال تقديم تجربة دفع الفواتير عن طريق الرسائل القصيرة SMS بالتعاون مع سيال، جازي، وكل من البنك الخارجي الجزائري و»بي أن بي باريبا الجزائر».
افتتحت اللقاء غنية هوادرية المديرة العامة السابقة لبريد الجزائر، وحاليا الخبيرة المتعاونة مع كيبلر، وتطرقت إلى سياسة إدخال التكنولوجيا في معاملات الصكوك البريدية، حيث رجعت إلى إطلاق «مونيتيك»، والاعتماد على البطاقات المغناطيسية والموزعات، وكان الهدف إعطاء الإمكانية للمواطن للقيام بعمليات نقدية بسهولة. قبل أن تؤكد: لو كانت التكنولوجيا الحالية متوفرة حينها، لكنت اخترت الهاتف النقال، لأنه متوفر لدى الجميع، وصار جزءا من حياتنا جميعا»، مستبعدة التحجج بمبررات مثل كون الجزائري غير مستعد بعد لمثل هذه الحلول.
أما عبد القادر صالحي، مسير «كيبلر تكنولوجيز»، وهي الشركة المختلطة الجزائرية الرومانية، فقدّم شرحا مطولا لفكرة الخدمات البنكية عبر الهاتف النقال، وفرّق بين الـ»أم بانكينغ» والبيع الإلكتروني، فـ»الأول يمثل البنك عن بُعد، بمعنى كل ما هو خارج الوكالة التقليدية». مشيرا إلى عمليتين سابقتين لم يتم توسيع استعمالهما: التعبئة عن طريق حساب بريدي (راسيمو) والاطلاع على الحساب البريدي عن طريق النقال (رصيدي).
وأضاف بأن العمل على هذا المشروع بدأ سنة 2012، ولخصه في خلق «بيئة وشبكة تربط بين مختلف الفاعلين: متعامل النقال، البنك، والشريك التكنولوجي».. مؤكدا بأنه تم الاعتماد على الخبرات الجزائرية و»لم يتم اللجوء البتّة إلى الخبرة الأجنبية».
ومن هؤلاء نجد نذير قارة، الخبير في الإعلام الآلي وصاحب 20 سنة في المجال إضافة إلى عمله في القطاع البنكي، والذي قال إن التفكير انصب على تفادي الأخطار والحفاظ على سمعة المتعامل، وكيفية التأكد من أن الرسالة القصيرة أدت مهمتها.
لذلك وقع الاختيار على «إيكوس نت»، لتوفير الأرضية مع ضرورة التأكد من الحفاظ على سرية وخصوصية المعطيات، خاصة وأن بنك الجزائر يلزم بأن تكون كل المعطيات البنكية داخل البنك وداخل الجزائر، وهو ما تم تحقيقه يقول قارة.
وللتأكد من استمرارية الخدمة، قال صالحي إن الشبكة تعتمد على سيرفر رئيسي وسيرفر آخر موجود في موقع جغرافي مختلف تحسبا للأخطار الزلزالية، أما الثالث فيكون داخل البنك للحفاظ على خصوصية وسرية معلومات الزبون.
في الأخير تم شرح النموذج العملي لهذه الخدمة، إذ قال روزيق عصام حسني ممثل سيال، إن مؤسسته اختارت هذا الحل لتسهيل دفع فواتير المياه على الزبائن، خاصة وأن سيال تغطي 10 بالمائة من الجزائريين (4 ملايين نسمة)، ولها رقم أعمال يبلغ 9 ملايير دينار سنويا، وتعالج 3 ملايين فاتورة سنويا.. ومن فوائد هذه التقنية عدم تنقل الزبون، وتفادي الدفع نقدا ما يصعب المهمة على عمال المؤسسة.
ثم اختتم صالحي العرض بتلخيص عملية الدفع بالهاتف النقال في 3 مراحل: الأولى، بعد الاشتراك وتأكيد المعلومات في البنك وتحديد المفتاح السري، هي إرسال الزبون للرسالة القصيرة، الثانية هي معالجة الرسالة على مستوى البنك وسيال، والثالثة هي تأكيد عملية تسديد الفاتورة للزبون. وقال مسير كيبلر إن هذه الخدمة تعتمد منطق ترشيد النفقات.