بعد أن نالت معظم دول إفريقيا استقلالها، سعى الاستعمار الأوروبي إلى شرذمة شعوبها بتأجيج الصراعات التي لا تكاد تنتهي فيما بينها، باتباع سياسة«فرق تسد». لكن رغم كل الصعوبات، سعت دول القارة إلى تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا وتم الإعلان عنها في 25 ماي 1963 بمشاركة 30 دولة، وقّع قادتها على ميثاق تأسيس المنظمة في أديس أبابا، وأصبحت في ما بعد تضم 52 بلدا تعمل على تعزيز الوحدة بين الشعوب الإفريقية وتقوية المنظمة.
كانت أهداف هذه المنظمة آنذاك، تتمثل في تحرير القارة نهائيا من الاستعمار الأوروبي والقضاء على التخلف الاقتصادي وتوطيد دعائم التضامن الإفريقي والارتقاء بالقارة إلى المكانة التي تليق بها كمؤسسة قادرة على التأثير في صنّاع القرارات الدولية، رغم ظروفها الصعبة وإمكاناتها المحدودة.
إلا أنه مع مرور الوقت لم تتمكن المنظمة من تحقيق بعض ما كانت تربو إليه، إذ اندلعت صراعات إثنية وعرقية في عديد البلدان الإفريقية، وعانت معظم الدول الإفريقية من هجرة عقولها إلى أوروبا.
وفي 9 جويلية 2002، تأسس الاتحاد الإفريقي خلفا لمنظمة الوحدة الإفريقية على أمل تحقيق ما فشلت فيه المنظمة السابقة، إلا أن ذلك لم ينتج عنه تغير كبير، فهناك بؤر صراع عديدة مثل الصومال والسودان ومالي ونيجيريا وإفريقيا الوسطى، كما دخلت ليبيا لتكون ساحة صراع جديدة.
وفي عام 1984، انسحبت المملكة المغربية، التي كانت عضوا في منظمة الوحدة الإفريقية، عقب اعتراف المنظمة بـ «الجمهورية الصحراوية».
أهم مشاكل الاتحاد
من أبرز المشاكل التي عجز الاتحاد عن التعامل معها مشكلة نهر النيل، الذي يعد أهم أنهار القارة والعالم. فهذا النهر الدولي، الذي تشترك فيه، منبعا ومصبا، 11 دولة إفريقية، بات عنوان أزمة لم يتم تسويتها، إلا من خلال المبادرات الدبلوماسية بعيدا عن الاتحاد.
ومن أخطر القضايا التي تواجه القارة السمراء وباء إيبولا، الذي لم تفلح معه مساعي الاتحاد الإفريقي ونجحت معه الجهود الدولية، في حين أن القارة تملك سجلا سيئا في الانتشار السريع والمخيف لفيروس نقص المناعة البشرية «الإيدز».
ورغم فشل الاتحاد الإفريقي في ملفات كثيرة، إلا أنه قام بأول تدخل عسكري له في دولة عضو في ماي 2003، حيث نشر قوة لحفظ السلام من جنوب إفريقيا وإثيوبيا وموزمبيق في بوروندي للإشراف على تنفيذ عديد الاتفاقات العسكرية المختلفة هناك.
كما نشر أيضاً الاتحاد قوات لحفظ السلام في السودان في صراع دارفور، وذلك قبل تسلم الأمم المتحدة تلك المهمة في يناير 2008، فيما قام الاتحاد بنشر قوات حفظ سلام من أوغندا وبوروندي في الصومال.