تتواصل بدار الثقافة أبي رأس الناصري بمعسكر، على غرار باقي ولايات الوطن، فعاليات الصالون الوطني للتشغيل «سلام 216» الذي حمل عنوان «المؤسسة المصغرة أداة لتفعيل الاقتصاد الوطني».
ينظم الصالون تحت رعاية رئيس الجمهورية، لأهدافه المنصبّة على التعريف بمختلف الأجهزة الخاصة بترقية التشغيل واستحداث المؤسسات المصغرة لفائدة شريحة الباحثين عن الشغل والشباب حاملي المشاريع. هذا ما توقفت عنده «الشعب» بعين المكان.
يعد الصالون المنظم بداية من 19 ماي الجار إلى غاية يوم غد، فرصة لتبادل الخبرات والأفكار بين 40 مؤسسة مصغرة مشاركة في الصالون بمعسكر وفضاء لعرض الخبرات والقدرات الإنتاجية المحلية عبر 55 جناحا، استقطبت شريحة واسعة من الزوار من فئة الطلبة والشباب والمتعاملين الاقتصاديين، حيث دعت كل تلك الأطراف إلى ترسيم التظاهرة وجعلها مناسبة لإثراء النقاش حول سبل تطوير آليات التشغيل وترقية الاقتصاد الوطني على أسس ترتكز على سواعد شباب المؤسسات المصغرة، خاصة إذا ما تم ربط ذلك بالاحتفالات الوطنية المخلدة لعيد الطالب.
المشاركون يشيدون بنجاح التظاهرة
من خلال معارض المؤسسات المصغرة التي أقيمت بدار الثقافة، في إطار فعاليات صالون «سلام 2016»، تبين تعطش فئة الشباب حملة المشاريع الاقتصادية إلى فضاءات تجمع بين الخبرة والقدرات وتُعرف بآليات التشغيل والإصلاحات التي طرأت على القطاع عموما، كما تعرف بمؤسساتهم المستحدثة في إطار أجهزة الدعم المختلفة.
«الشعب» نقلت انطباعات الفئة التي تعكس اهتمام الشباب بتنظيم تظاهرات مماثلة تروج وتعرض خدمات مؤسساتهم في ظل انعدام سبل الإشهار والتسويق.في هذا الإطار، قالت صبرينة حركات، صاحبة مؤسسة مصغرة في مجال الإشهار، إنها تمكنت من خلال عرض خدمات مؤسستها في الصالون، من ربط علاقات عمل جدية مع متعاملين اقتصاديين والتعرف أكثر على شتى التدابير التحفيزية المقدمة من طرف الهيئات الإدارية على اختلافها في مجال التأمين. وأضافت، أن الوقت مناسب جدا للإبداع والربح المادي، مادامت كل سبل دعم الدولة متوفرة، موضحة أن الشباب الراغب في استحداث مؤسسة مصغرة عليه الإتيان بفكرة قابلة للتجسيد وتتناسب مع متطلبات سوق الشغل حتى يكون نجاح فكرة المشروع فعليا.
كما أبدى صاحب مؤسسة متخصصة في إنتاج المادة الأولية للبلاستيك من خلال رسكلة النفايات، إعجابه بالصالون المنظم، مشيرا أن التظاهرة كانت فرصة لعرض تجربته ومنتجاته، كما كانت فرصة لتذليل أتعاب الإشهار والتسويق للمنتوجات الأولية المصنعة محليا.
ورشات تكوينية وفضاء لطرح الانشغالات
خلال استطلاعنا للصالون، أكد لنا بعض الشباب الباحث عن فرص عمل والطلبة الجامعيين، أنهم وجدوا ضالتهم بـ «سلام 2016»، الذي تضمن إلى جانب معارض المؤسسات المصغرة، ورشات تكوينية في تقنيات البحث عن العمل، تمشيا مع المستجدات الطارئة على السوق العالمي للشغل.
من خلال هذه الورشات التكوينية، تعرف الشباب والطلبة على تقنيات تحرير الرسائل التحفيزية المعتمدة في طلبات التوظيف، وكيفيات إنشاء السيرة الذاتية لطالب الشغل، فضلا عن تقنيات التعامل الاحترافي مع رؤساء العمل وخلال مقابلات التوظيف.
كان صالون التشغيل فرصة لطرح انشغال الطلبة المؤطرين من طرف دار المقاولاتية في مجال الاتصالات فيما تعلق بحصولهم على مشاريع تجريبية والتسريع من وتيرة إدماجهم في سوق الشغل، فضلا عن انشغالات الحرفيين الذين طلبوا دعم السلطات المحلية لقاء الاستفادة من المحلات المهنية.
وخلاف ذلك، ثمّنت صاحبة مشروع لتربية المائيات، الدعم المطلق الذي حظيت به في تجسيد مشروعها الذي اعترضه سابقا مشكل التمويل المالي المكلف من أجل إقامة الدراسة التقنية للمشروع. وذكرت صاحبة المؤسسة، بحضور مديرة محطة الصيد البحري والموارد الصيدية لمعسكر، أنها ستتمكن بفضل دعم وكالة «أونساج» من إطلاق مشروع إنتاج الأسماك في المياه العذبة وتسويقه محليا.
تكييف سوق الشغل مع المتطلبات
من جهته مدير التشغيل أحمد البواعلي، وفي ردّه على سؤال لـ «الشعب»، ذكر أن معدل البطالة بمعسكر يصل إلى عتبة 8 من المائة مقارنة بالسنة الماضية، حيث ناهزت نسبة 9 من المائة، موضحا أن ذلك لا يعني أن المنطقة تشهد نسبة مرتفعة من البطالة، خاصة إذا ما قورنت بالنسبة الوطنية وأن أكثر من 23 ألف طلب عمل تحصيه الوكالة الولائية لتشغيل الشباب يقابله 23 ألف عرض عمل غير مُلبّى.
وتحدث مدير التشغيل عن ظاهرة العزوف عن العمل في بعض الشُّعَب المهنية، على غرار البناء والفلاحة وعدم ضبط الأرقام غير المصرّح بها بالسوق الموازية. مؤكدا في نفس السياق، أنه يجب تكييف سوق الشغل مع المتطلبات من خلال تقريب عروض العمل مع الطلبات، موضحا أيضا أن الرهان يقف على عقود العمل المدعمة في المؤسسات الاقتصادية والتي أثمرت إلى الآن تنصيب أكثر من 5 آلاف شاب بعقد عمل مدعم منذ إطلاقه، تمكن 2335 منهم من الإدماج المباشر في مؤسسات اقتصادية خلال السنة الجارية.