بتنظيم من مديرية الثقافة لولاية برج بوعريريج، سيحتضن المركب الثقافي عائشة حداد بعاصمة الولاية «الملتقى الدولي عبد الحميد بن هدوقة في دورته الخامسة عشرة»، وهي التظاهرة التي تحظى بالرعاية السامية لرئيس الجمهورية، وبإشراف وزير الثقافة ووالي الولاية.. وقد فتحت الجهة المنظمة أبواب المشاركة بمداخلات علمية في المؤتمر، الذي ينعقد شهر نوفمبر المقبل، وحددت آخر أجل لاستقبال الملخصات بنهاية شهر ماي الجاري.
يعود الملتقى الدولي، الذي ينعقد على مدار ثلاثة أيام ابتداء من الثامن نوفمبر من السنة الجارية، والذي يحمل اسم واحد من أهم الأقلام الروائية عربيا ودوليا، الأديب عبد الحميد بن هدوقة، يعود ليكون فضاء للحوار والنقاش حول راهن الإبداع الروائي وآفاقه، وفرصة للقاء بين مختلف الأجيال وعديد التجارب، لمناقشة ظاهرة التجدّد الدائم والتطور المتنامي لهذا الجنس الكتابي، بانفتاح بنيته الحكائية على مختلف الفنون والأجناس الأدبية، وبتوظيف جمالياتها وأدواتها الفنية في بلورة توليفة إبداعية جديدة تسمى الرواية، مع ما رافق ذلك من تغيّر في الكثير من المفاهيم والتصورات النقدية المؤطرة للإبداع الروائي، ما غيّر مقاربات الناقد للإبداع، وألزمه بأن يجدد باستمرار أدواته النقدية، وإلا تجاوزته الأحداث، يقول منظمو الحدث.
وفي هذا السياق، يأتي الملتقى الدولي «عبد الحميد بن هدوقة» في طبعته الخامسة عشرة ليعالج مسألة التجربة الروائية الجزائرية، التي استطاعت، على الرغم من حداثتها مقارنة بغيرها، أن «تحقق تمايزها وفرادتها، وأن تكرس نفسها خطابا أدبيا وفنيا استوعب ألوانا متعدّدة من القضايا والأفكار والإشكاليات»، يقول بيان التظاهرة الذي تلقينا نسخة منه.. ويضيف المشرفون عن المؤتمر بأن التجربة الروائية الجزائرية نجحت خلال مسيرتها القصيرة في إنجاب مجموعة من الأسماء التي «أحدثت تحولات متميزة في الكتابة الروائية، طالت البنية اللغوية ومرتكزاتها الجمالية، والبنية التخييلية ضمن تجليات اجتماعية وسياسية وثقافية»، مرتهنة في كل ذلك إلى التجريب الذي طال الموضوع والأسلوب والقوالب الفنية.
كل ذلك أدى إلى أن تحظى التجربة الروائية الجزائرية باهتمام كبير من طرف الأكاديميين والإعلاميين، وخصصت لها المسابقات والملتقيات، وصدر في نقدها عشرات المؤلفات، وكانت حاضرة في الرسائل الجامعية، وفي معارض الكتاب وفي الصحافة الورقية والالكترونية، دائما حسب منظمي التظاهرة.
ويطرح الملتقى الدولي مجموعة من الأسئلة الإشكالية، منها مدى وجود أجناس إبداعية جديدة في ضوء تجارب الانفتاح المتماهية مع مختلف أشكال الخطاب الأخرى، أم أنها تنويعات وتلوينات روائية جديدة؟ وهل تسلم الرواية من الهجنة وهي تقحم عناصر أخرى في نسيجها النصي؟ وهل تداخل الأجناس الأدبية / فنية الذي أضحى موضة العصر مبرر للانفلات من كل المعايير والضوابط الفنية، أم أنه من الضروري الالتزام بشروط وقوانين النوع الأدبي؟ هل استنزفت الرواية كل مساحتها وآلياتها، حتى تتوجه إلى التخوم وتسطو على أملاك الغير؟ وهي الأسئلة الإشكالية التي ستشكل قلب النقاش في التظاهرة.
أما محاور الملتقى، فقد حددت بأربع: أولا، جماليات الرواية الجزائرية: دراسات في أعمال الرواد وتجارب جيل الشباب. ثانيا، الاغتراف من الأجناس الأخرى بين حرية الإبداع وخصوصية الرواية. ثالثا، أهم تجليات الانفتاح على الفنون الأخرى: الشعر، السينما، المسرح، الرسم وغيرها (دراسة في تجارب). ورابعا وأخيرا، الحركة النقدية الأدبية أي دور
وأي أثر.
وقد حدّد منظمو الملتقى آخر أجل لاستقبال الملخصات بيوم 31 ماي الجاري، على أن يتم الرد على المشاركات المقبولة بداية من 15 جوان المقبل، كما حدّد آخر أجل لاستلام البحوث كاملة بالـ15 أكتوبر من السنة الجارية.