تعاني بلدية خناق مايون بأقصى غرب سكيكدة، أوضاعا صعبة زادتها عزلة التضاريس الغابية الوعرة، فأوضاع المعيشة الاقتصادية والاجتماعية أقل ما يقال عنها انها صعبة، الا ان المجلس البلدي يحاول الخروج من عنق الزجاجة، وذلك بالتفكير في بدائل اكثر فعالية من الارتباط بميزانية الولاية الشحيحة.
بالرغم من ذلك تتوفر خناق مايون علي ثروة سمكية هائلة تعدّ من أهم الثروات البحرية في الولاية، إذ أن ساحل البلدية الممتد على طول سبعة عشر كيلومترا يختزن أنواعا مهمة من الأسماك منها السردين، وهناك سمك صرصور البحر الذي لا يوجد إلا في شواطي خناق مايون ويستغله الصيادون المحليون في دعم مدخولهم الذاتي وربط الصلة بهده المهنة التي تكاد تكون الوحيدة في الجهة، كما تتوفر سواحل البلدية علي أنواعا عديدة من الأسماك البيضاء ذات الاستهلاك الكبير خصوصا وان المنطقة بعيدة عن مصادر التلوث البتروكيماوي القادم من المنطقة الصناعية في العربي بن مهيدي، فهذه الثروة المتجددة والدائمة يرفع رئيس البلدية مطالب من السلطات الولائية مساعدة البلدية للاستثمار واستغلالها لصالح البلدية، والأكيد عند استلام ميناء الصيد البحري لواد الزهور قبل نهاية السنة الجارية، يحقّق هذا التوجه، لأن عمليات الصيد التي يمارسها الصيادون في خناق مايون بواسطة 20 صغيرا تتم في حيز بحري فقط، والعمل يوميا بمحاذاة الشاطئ وفي ظروف صعبة وأحيانا قاسية إن هبت عواصف بحرية أو أمطار قوية.
كما تطمح البلدية الاستثمار في السياحة الجبلية والصيفية لما تتوفّر عليه البلدية من غابات جميلة، علاوة على ذلك فإن للبلدية شاطئان بارزان ما زال المصطافون من كل جهات الوطن يقصدانهما، ويتعلّق الأمر بشاطئ مرسي الزيتون وشاطئ سيدي عبد الرحمان ويمتدان على طول ثمانمائة متر ويقعان بجوار مناطق غابية كثيفة تغطيها الأشجار والمناظر الطبيعية الرائعة، إلا أن هذين الموقعين السياحيين لا يتوفران لحد الساعة على شبكات للطرق تربطهما بمقر البلدية، حيث يقصدهما المصطافون من خلال دروب أقامها السكان بأنفسهم لتسهيل المرور إليهما صيفا، وكان من الممكن أن تتحوّل البلدية إلى مركز استقطاب سياحي رائع، يؤدي إلى مضاعفة المداخيل المحلية وخلق مناصب شغل تتحول من مؤقتة إلى دائمة وزيادة الدخل الجماعي، وذلك بتدعيم الشاطئ بمخيم عائلي يمكن للوافدين من العائلات التي تأتي من جهات بعيدة من الإقامة الطويلة والتحرك نحو المتاجر والمحلات لتموين نفسها بالمواد الغذائية وحاجياتها الضرورية طيلة فترة الإقامة.
كما تمتلك البلدية ثروة هائلة غير مستغلة في بعض جوانبها الرئيسية من الفيلين والصنوبر الحلبي والبحري والقسطل والجوز واللوز، كما توجد بغابات البلدية التي تندرج ضمن السلسلة الجبلية الغابية المسماة بغابات أولاد عطية، نباتات وفطريات مهمة للغاية يمكن استغلالها والإستثمار فيها من خلال إقامة وحدات صناعية خفيفة سواء في إطار عمومي أو ضمن تشجيع الإستثمار الخاص تمتص اليد العاملة العاطلة وتؤدي إلى تلبية حاجيات السوق المحلية والوطنية من العطور والأدوية. وفي المقابل يرى سكان البلدية أن إقامة مصنع واحد فقط لمعالجة ثروة الفلين ضمن الإستثمار العمومي أو الخاص كفيل بالقضاء على أزمة البطالة التي استفلحت بقوة مند بضعة سنوات، وكذا وقف الهجرة نحو المدن، وإحداث وثبة حقيقية ولا مفر منها في الجانب الإقتصادي والاجتماعي للشباب خاصة وللبلدية عامة.