أكّد المدير العام للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي، عبد الحفيظ أوراغ، أمس، على هامش الأبواب المفتوحة لمركز البحث التقني والعلمي في التحاليل الفيزيائية الكيميائية ببوسماعيل، أنّ هجرة الأدمغة الجزائرية نحو بلدان أوروبا وأمريكا وآسيا على مدار عدّة سنوات خلت مع تسجيل طلب متزايد عليها يبقى دليلا قاطعا على المستوى العلمي الرفيع الذي بلغته الجامعة الجزائرية.
بخصوص تموقع الجامعات الجزائرية في مراتب جدّ متأخرة وفقا لما تمّ الترويج له، قال عبد الحفيظ أوراغ بإنّ الجامعات الأولى وفقا للترتيب العالمي، هي جامعات خاصة وتعتمد في معاملاتها على توفير كمّ هائل من الوسائل البيداغوجية والعلمية والتقنية لتحقيق مآربها التي ترتبط أساس بعرض خدماتها على اكبر المؤسسات العالمية، بحيث تبلغ ميزانية إحدى ذات الجامعات ما تستهلكه الجامعات الجزائرية مجتمعة، كما ثمّن المدير العام للبحث نشاطات مركز البحث العلمي والتقني في التحاليل الفيزيائية الكيميائية لبوسماعيل الذي يحوز على 4 وحدات بحث متخصصة تعنى بالطب والفيزياء والكيمياء والبيولوجيا ويقدّم خدمات جليلة لمختلف المتعاملين الاقتصاديين والاجتماعيين بحيث يعتبر معظم الباحثين العاملين به من فئة الشباب ولا يتجاوز معدل سنهم حدود 40 سنة و45 منهم من فئة النساء.
وفي سياق ذي صلة قال المدير العام للبحث بالوزارة، بأنّ مشكلة البحث في الجزائر تبقى مرتبطة بقلّة الباحثين الدائمين الذين ينشطون بمراكز البحث المتخصصة، بحيث تمّ تسجيل قرابة 3 ألاف باحث من هذه الفئة مقابل ما يربو عن 30 ألف باحث بمختلف الجامعات التي تعنى بتنمية العلوم التكنولوجية والإنسانية أكثر مما تهتم بالبحث التطبيقي، إلا أنّه بالرغم من ذلك فإنّ ميدان البحث في الجزائر شهد تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة بحيث لم يسجل الديوان الوطني للبحث العلمي سنة 1974 سوى 450 باحث عبر الوطن و65 مقالا علميا بمختلف النشريات المتخصصة في حين يبلغ عدد المقالات المنشورة سنويا حاليا 45 ألف حالة نشر، الأمر الذي يبرز بوضوح مدى تطور مقياس التطور العلمي بالجامعات الجزائرية.
أما مدير مركز البحث ببوسماعيل بشاري خلدون، فقد أشار بدوره إلى أنّ المركز الذي أنشئ سنة 1992 بجامعة العلوم والتكنولوجيا “هواري بومدين” لم يكن يحوز على مدار عقدين من الزمن على مجمل الامكانيات التقنية والمادية التي تتيح له أداء مهامه غير أنّ نقله إلى بوسماعيل سنة 2010 سمح له بتحقيق قفزة نوعية في خدماته من حيث التنظيم والتأطير والتكوين المعاملات مع باقي القطاعات ومن المرتقب بأن يشهد المركز قفزة نوعية أخرى عقب نقله إلى المركز الجامعي لتيبازة مستقبلا باعتباره متخصصا في مجال التحاليل الفيزيائية الكيميائية في مجالات كيمياء المواد والأمن الغذائي والصحة والبيئة مشيرا إلى استقرار 85 باحثا دائما به حاليا، وبخصوص النشاطات المنجزة والتي يتم انجازها حاليا، أشار مدير المركز إلى عدّة اتفاقيات تربطه بكل من وزارة الفلاحة والصيد البحري و وزارة الثقافة إضافة إلى ولاية تيبازة من خلال دعمه لمشروع “تيبازة ولاية نموذجية في الاقتصاد الأخضر”، مشيرا إلى كون تظاهرة الأبواب المفتوحة تعتبر فرصة سانحة لعرض انشغالات المتعاملين مع عرض الاقتراحات والحلول الممكنة بحيث تعتبر مختلف القطاعات الاجتماعية والاقتصادية التي لها علاقة بمجال البحث مستهدفة ومدعوة في ذات التظاهرة التي تدوم يومين بمعية طلبة الجامعات وأساتذتها ومجمل الفاعلين في الاقتصاد الوطني.