أجمع المشاركون في الندوة التاريخية التي نظمتها جمعية مسجد القطاطشة ببلدية الدهاهنة بالمسيلة، أمس، تحت عنوان “ دور مسجد القطاطشة و مركز العبور والاتصال و مساهمتهما الفعالة في الثورة التحريرية “ إحياء للذكرى 71 لمظاهرات 08 ماي 1945، على أن المساجد لعبت دورا كبيرا في تحرير الجزائر من المستعمر الغاشم .
أكد المجاهد وممثل المنظمة الولائية للمجاهدين لخضر عاشوري، في مداخلته، أن تاريخ منطقة القطاطشة معروف و عال بعلو التاريخ، خاصة وأن مسجد القطاطشة و مركز العبور للمجاهد الطاهر قطوش لعبا دورا كبيرا من خلال إطعام المجاهدين وتزويدهم بمختلف حاجياتهم الضرورية .
وذكر عاشوري أن مركز العبور أطعم نحو 1100 جندي في ليلة واحدة . وأحصى وجود 525 مركز عبور و اتصال، و هو ما أعطى حسبه نفسا للجيش التحرير الوطني و خاصة وأن هذه المراكز تعطى فيها الكلمة للمجاهدين وتوزع فيها المهام .
ومن جانبه الأستاذ والباحث في التاريخ إبراهيم قطوش، أشار في مداخلته إلى أن مسجد القطاطشة ومركز العبور والاتصال يعتبران من بين أهم ما زرع حب الوطن في نفوس المجاهدين وأبناء المنطقة من خلال تعليم الطلاب واستقبال المجاهدين .
وبخصوص مظاهرات 08 ماي 1945 أكد أن المسيرة السليمة التي دعا إليها حزب الشعب تحولت إلى مأساة من قبل الاستعمار الفرنسي الذي ردّ بالسلاح على الذين طالبوا بالاستقلال ووفاء فرنسا بوعودها التي قطعتها لهم . وأن النساء في تلك المرحلة دفعن بأبنائهن إلى المظاهرات بالزغاريد .
وذكر المتحدث بحادثة استشهاد 47 شهيدا في الثامن والتاسع ماي سنة 1960 بالمنطقة أشبه بكثير إلى نموذج مظاهرات الثامن من ماي لسنة 1945 . وعدد الأسباب التي أدت إلى ذلك من بينها حسب ما ذكر هو زغاريد النساء بعد الاشتباك الذي وقع في ذراع لقطاطشة بين المستعمر والجيش الفرنسي .
الدكتور سليمان بوراس تطرّق في كلمته إلى البعد الروحي للثورة والذي استقاه رجال الثورة حسبه من المسجد، مستشهدا بعبد الحميد بن باديس في مقولته لو طلبت مني فرنسا أن أقول لا اله إلا الله ما قلتها. و أن مدافع المستعمر تقابلها مدافع الله أكبر . وأن اختيار أول نوفمبر لم يأت عبثا إنما كان يصادف المولد النبوي الشريف وعيد المسحيين .
و دعا في خلاصة حديثه أبناء الجزائر إلى ضرورة الالتفاف حول الجيش الشعبي الوطني لحماية الجزائر .
في حين وصف عبد الكريم خضري رئيس الجمعية الوطنية للحفاظ على الذاكرة و تبليغ رسالة الشهداء في حديثه لـ “الشعب” منطقة القطاطشة بـ “الثورية” التي امتزجت فيها دماء 47 شهيد بترابها الطاهر، موضحا أن مثل هذه المبادرات تعتبر بمثابة ربط التواصل بين الأجيال والتعريف بالمحطات الهامة للثورة التحريرية قصد زرع الثقافة التاريخية و الهوية الوطنية في أنفس شبابنا.