خبراء ومراقبون يكشفون دور فرنسا في المنطقة لإشعال الفتنة
حذر خبراء ومراقبون للملف الصحراوي من تداعيات محتلمة لنشوب نزاع مسلح في المنطقة تزامنا مع وقف عمل البعثة الأممية «المينورسو» وقرار مجلس الأمن بإعادتها بعد مهلة 90 يوما، الأمر الذي يراه متابعون قد يؤدي إلى تراجع مستوى درجة الأمن بالمنطقة وحصول نتائج وخيمة على دول المغرب العربي الذي لم يلتئم بسب تجدد الخلافات.
يرى حزب تجمع أمل الجزائر» تاج» أن استمرار الاحتلال المغربي للصحراء الغربية سيؤدي لا محالة إلى حالة انفلات في المنطقة، لاسيما بعد فشل المساعي الدبلوماسية الأممية في تنظيم استفتاء تقرير المصير وذلك بتواطؤ واضح من طرف دول كبرى في مقدمتها فرنسا مع المحتل لانتهاك حقوق الإنسان وثروات الصحراويين.
وفي هذا الإطار عبر رئيس الحزب عمر غول عن قلقه من استمرار التملص المغربي من الشرعية الدولية التي تنص على ضرورة استفتاء تقرير المصير معتبرا القضية تصفية استعمار، مشيرا خلال وقفة تضامنية مع الشعب الصحراوي نضمها حزبه، أمس، بمقره الوطني بالعاصمة، بحضور سفير البوليساريو ببلادنا وخبراء ومراقبين للملف أن الأزمة قد تتوسع وتؤدي بالمنطقة إلى بؤرة توتر.
وأوضح غول أن مسألة النزاع بين جبهة «البوليساريو» والمغرب تخص الطرفين ولا يمكن للجزائر التدخل فيها متأسفا على الدعاية المغربية المستمرة التي تقحم الجزائر في صراعها مع الجبهة، مؤكدا أن مخاطر حقيقية باتت تهدد كيان المنطقة والساحل الإفريقي باستمرار النزاع الذي قد تجعله دول غربية ذريعة للتدخل لحل النزاع.
من جهته قال سفير الجمهورية العربية الصحراوية ببلادنا حمدي بشرايا بيون أن تداعيات الملف الصحراوي باتت تلقي بظلالها اليوم على المشهد الدولي أكثر من أي وقت مضى بعد أن فضح بان كي مون مساعي المغرب التوسعية ورفضه الانصياع لقرارات الشرعية الدولية التي تؤكد في مجملها أن القضية تصفية استعمار.
ويمثل تفاوض المغرب مع الأمم المتحدة حسب سفير البوليساريو حول قرار عودة بعثة «المينورسو» الذي أقره مجلس الأمن بحر الأسبوع الفارط خلال مهلة 90 يوما تلاعبا مغربيا لصرف أنظار المجتمع الدولي عن الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان بالأراضي المحتلة وفي مقدمتها ملف المعتقلين السياسيين وعمليات التعذيب المستمرة، بالإضافة إلى استغلال الثروات الطبيعية رغم قرار المحكمة الأوربية بإلغاء اتفاقية الصيد مع المغرب.
بدوره دعا سعيد العياشي رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي إلى الوقوف مع طرح جبهة «البوليساريو» لتنظيم استفتاء تقرير المصير، مذكرا المغرب بأن الجزائر لا تمثل طرفا في النزاع ولكن مبدأ التضامن يقتضي تلقين الأجيال الحاضرة مبدأ مناصرة حركات التحرر في العالم الذي لن يحيدنا عنه أي طرف على حد تعبيره.
ويتجدّد الدور الفرنسي الداعم للمغرب بشكل واضح مؤخرا لاسيما تأثيرها على قرار مجلس الأمن الأخير، حيث أوضح الأستاذ بجامعة الجزائر ورئيس المركز الصحراوي للأبحاث مصطفى السيد أن فرنسا تقوم بحرب بالوكالة على الصحراويين وهي المعرقل للمساعي الدولية، في حين اعتبر الأستاذ الجامعي بوجمعة صويلح أن القضية أخذت أبعادا إعلامية على المستوى الدولي الأمر الذي فضح مساعي المغرب التوسعية.
كما حذر المحلل السياسي ماروك لزهر من مغبة تأثير قضية الصحراء الغربية على المنطقة إقليميا ودوليا في حال استمر النزاع، في وقت تتحدث فيه أوساط عن رغبة الشعب الصحراوي في العودة إلى الكفاح المسلح.