انتخب أحمد أويحيى، أول أمس، أمينا عاما للتجمع الوطني الديمقراطي، بأغلبية ساحقة، متجاوزا منافسه بلقاسم ملاح بفارق شاسع من الأصوات، لينهي بذلك الحزب مرحلة انتقالية دامت أشهرا عديدة، ويفتح جبهات سياسية مليئة بالصعاب والتحديات.
لم يتفاجأ مندوبو المؤتمر الاستثنائي للأرندي، بفوز أويحيى بالأمانة العامة والذي تم لأول مرة عبر الاقتراع السري، ومع ذلك كانت فرحتهم عارمة بإعلان النتائج النهائية من قبل المشرفين على المحضر القضائي للانتخابات.
هؤلاء المؤتمرون، لا يحبذون كثيرا كلمة «انتخاب»، ويفضلون بدلا عنها مصطلح «العودة»، والعائد لقيادة الحزب بشكل رسمي هو أحمد أويحيى، الذي غادر في هدوء قبل 4 سنوات. وهذا ما يفسر ابتهاجهم الشديد بالنتيجة النهائية للتصويت، المعلنة في حدود السابعة والنصف من مساء أول أمس، حيث احتفلوا بالهتاف والزغاريد والألعاب النارية.
قراءة المحضر القضائي للاقتراع السري، الذي أشرف عليه 4 محضرين قضائيين و16 مساعدا لهم، أبانت عن مشاركة إجمالية في الانتخابات قدرت بـ 1537، ألغي منها 24 صوتا، ليبلغ عدد الأصوات الصحيحة 1513، لم يحصل منها المترشح بلقاسم ملاح إلا على 21 صوتا، ليتأكد الفوز الكاسح لأحمد أويحيى بـ 1492 صوت.
الفرحة بفوز الأخير، لم تمنع المجتمعين في قاعة المؤتمر بفندق الأوراسي، من التصفيق لملاح، خاصة وأنه كان المنافس الذي فرض إحداث القطيعة مع عهد التزكية برفع الأيدي، واللجوء للاحتكام لنتيجة الصندوق، وهي سابقة في تاريخ الأحزاب الوطنية للبلاد، وقد تكرّس لتقليد جديد تعتمده باقي التشكيلات السياسية.
ولعل هذا ما جعل بلقسام ملاح، لا يتحرج من نتيجة التصويت، وهو الذي ظل متفائلا إلى غاية الدقيقة الأخيرة قبل بدء عملية الفرز، بكونه الفائز بالأغلبية، فبالنسبة له « تحققت 50 بالمائة من أهدافه، وجسد حلما دام 10 سنوات، بأن يترشح لقيادة الحزب وينهي عهد التزكية والتصفيق».
وقال ملاح « أحمد أويحيى من المؤسسين الأوائل للتجمع وأنا أحترمه كثيرا وأهنئه على الفوز، لكنني سأترشح لمرة ثانية وثالثة وسأكون يوما أمينا عاما للحزب»، وبين أمانيه وحقيقة الصندوق ومكانة منافسه لدى المناضلين فرق شاسع.
بدور صرح أويحيى، فور إعلانه أمينا عاما بأنه «سعيد جدا بثقة المندوبين وتمنى أن يكون في مستوى تطلعاتهم والمسؤولية التي حملوه إياها»، وأضاف» أتوجه بالشكر والتنويه لبقاسم ملاح الذي أعطانا فرصة للسير نحو الصندوق».
نهاية مرحلة انتقالية
كان التنظيم الجيد وانضباط المناضلين، من أهم مميزات اليوم الأول للمؤتمر الاستثنائي للتجمع الوطني الديمقراطي، وذلك بحكم النتيجة المتوقعة سلفا لصالح المرشح الأبرز أحمد أويحيى، الذي تمت تزكيته بشكل علني في كافة الندوات الجهوية التحضيرية، من جهة، وبسبب ضعف المعارضة الداخلية التي نشأت خلال الأسابيع القليلة الماضية مطالبة بتأجيل المؤتمر.
معارضو أويحيى، لم يظهر لهم أثر أو صدى لدى المناضلين، الذين انخرطوا في صف الأمين العام عبر بيانات مساندة تهاطلت على المقر المركزي للحزب من كافة الولايات، منددين بما اصطلح عليه «ديكتاتورية الأقلية».
العودة السهلة والهادئة لأحمد أويحيى، لتولي قيادة الأرندي، تنهي مرحلة انتقالية، دامت سنة كاملة، غيبت الحزب عن المساهمة بالشكل المطلوب في الأحداث الوطنية الكبرى، حيث انصب الاهتمام بشكل أكثر على الأمور الهيكلية والتنظيمية.
وسبق للأمين العام للأرندي، أن ربط بين النظرة المستقبلية للحزب ونتائج المؤتمر الاستثنائي في عدة خرجات، ما يعني أنه سيتفرغ بشكل كامل بدءا من يوم غدا، لتنفيذ برنامج سياسي شامل والتحضير للاستحقاقات المقبلة المليئة بالتحديات.
وستكون القضايا المطروحة على الساحة الوطنية في الوقت الراهن والانتخابات التشريعية والبلدية العام القادم، من الورشات التي سيباشر العمل عليها، ولعل الورشة الأكبر تتمثل في الانتخابات الرئاسية القادمة التي قد تبدو بعيدة ولكنها لا تخلو من أحاديث العام والخاص.
انتخاب المجلس الوطني والاختتام اليوم
عرف اليوم الثاني للمؤتمر الاستثنائي للتجمع الوطني الديمقراطي، انتخاب أعضاء المجلس الوطني للحزب، حيث قدم الأمناء الولائيون قوائمهم، ظهيرة أمس، وعرضت القائمة النهائية للمصادقة.
وستجري مراسيم الاختتام صبيحة اليوم السبت، وينتظر أن ينشط الأمين العام أحمد أويحيى، ندوة صحفية يتطرق فيها إلى مجريات المؤتمر، والرد على مختلف الأسئلة.