أحيت ولاية المدية، صبيحة أول أمس، الذكرى السابعة والخمسيين (57) لاستشهاد العقيد امحمد بوقارة المدعو “سي امحمد بوقرة”، بكل من جامعة الدكتور يحيى فارس، و بلدية أولاد بوعشرة دائرة سي محجوب وهذا تحت إشراف والي الولاية والأسرة الثورية .
نظمت كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية والمتحف الجهوي للمجاهد وملحقاته بالمدية قبل هذا الموعد، ندوة تاريخية حول حياة الشهيد وكفاحه بقاعة المحاضرات “محمد بن شنب” بالجامعة، شارك فيها عشرات أفراد الأمن ونشطها أساتذة جامعيون وأكاديميون، كما تمّ التطرق فيها إلى خصال الشهيد الذي كان يرى في الشهادة طريقة مثلى للايمان بالحرية وفي التضحية مبدأ للحياة، كما دعا جمهور القاعة للتماثل بصفاته والاحتذاء بسيرة أمثال هذا البطل للذود عن الوطن أمام التحديات الحالية وكذا الاستلهام من سيرته الثورية ومبادئ ثورة نوفمبر 1954 التي بها تحقق التحرر من المستعمر ومن الجهل في نفس الوقت.
كما تمّ إقامة معرض بالمناسبة لأهم المّحطات التي أبرزت النشاط الإعلامي لجيش التحرير الوطني بالولاية التاريخية الرابعة و عن نماذج لمختلف الإصدارات والنشرات بالولاية من تاريخ استقلال الجزائر إلى غاية اليوم، حيث كان للأمين العام للولاية مقداد الحاج ممثلا عن والي الولاية جولة عبر أجنحته وفي تكريم الأساتذة المحاضرين، لتتبع الذكرى في اليوم الثاني من 05 ماي بتخليد رسمي ببلدية “أولاد بوعشرة” بحضور الوالي والأسرة الثورية على رأسهم شعواطي فؤاد الأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين بهذه الولاية وكذا أعضاء لجنة الأمن والمجلس التنفيذي ومنتخبي المجالس المحلية وأسرة الشهيد والإعلامية، حيث خص شعواطي الأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين بهذه الولاية المشاركين في مراسيم هذه التظاهرة بكلمة حول الشهيد الذي وافته المنية في مثل هذا اليوم من سنة 1959، بعد أن قضى سنتين على رأس قيادة الولاية التاريخية الرابعة، معرّجا على أهم محطات سيرة البطل ذاكرا أنّه كان ذو شخصية متميّزة بالتفكير الهادف والنظرة البعيدة ورحابة الصدر والتواضع بما جعله ينال حظوة الاحترام من قبل الجميع.
اعتبر مدير المركز الوطني للبحث في الحركة الوطنية نيابة عن وزير المجاهدين، في مداخلة بأن سقوط “العقيد سي أمحمد بوقرة” على أديم هذه الأرض كان مثالاً وصرفا عن الإرادة القوية للشعب الجزائري في استرجاع حرّيته، مُستدلا بما أشار إليه ئيس الجمهورية “عبد العزيز بوتفليقة” بمناسبة اليوم الوطني للشهيد على أنّ العبرة من استحضار قيم الشهادة وتمجيد شهداء ثورة نوفمبر هي لأجل تعميق معاني التضحية في سبيل الوطن، وبهدف استثمار هذا الرصيد الرمزي من القيم والعبر في رص الصفوف وشحذ الهمم لمواجهة التحديات وكذا لتعزيز الأمل في نفوس أبناء الوطن للمضي قدما على درب البناء والتقدم.
وقال كل من الرائد لخضر بورقعة و الرائد عمار رمضان اللّذان كانا تحت إمرة العقيد الشهيد، إن تخليد هذه الذكرى دلالة واضحة على التزام جيل الثورة وجيل الاستقلال بالذّود عن الجزائر في كل مراحلها التاريخية وعلى أنّ هذا التقليد يعكس روح التواصل المنتظم بين الجيلين، معتبرين ثورة التحرير الجزائرية بأنّها كانت ولا تزال عظيمة عظمة رجالها ومنهم الكثير عبر كافة التراب الوطني، كما رأوا في الحدث مُناسبة جليلة يقف فيها الجميع على سيرة الشهداء لتجديد العهد الذي أخذوه على أنفسهم في الكفاح والدفاع عن الوطن.