طباعة هذه الصفحة

البروفيسور صالح للو من وهران:

90 % من المصابين بسرطان الرئة في الجزائر مدخنون

وهران: براهمية مسعودة

شرعت لجنة ضد التدخين، التابعة للمؤسسة الإستشفائية 1 نوفمبر 1954، بوهران، أمس، في تطبيق المرحلة الثانية من المخطط الوطني لمكافحة التدخين، الذي دخل حيّز الخدمة سنة 2015.
ويرمي أساسا إلى تحسيس المواطنين وتوعيتهم، حول مخاطر آفة التدخين، بمختلف أشكاله، حسبما علم أمس، لدى البروفيسور، صالح للو، رئيس مصلحة الأمراض الصدرية و رئيس لجنة ضد التدخين، على هامش الأبواب المفتوحة، المنظمة من قبل المستشفى الجامعي 1 نوفمبر، حول مخاطر التدخين، استهدفت 120 تلميذا في الطور الثانوي، بعدما تمّ التركيز في بداية الأمر - حسب نفس المختص- على مكافحة التدخين بين عمال المستشفى.
قال البروفيسور، صالح للو، في تصريح  لـ»الشعب»، إنّ الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التدخين في الحادي والثلاثين من شهر ماي، من أصل 360 يوما، لا يكفي لمحاربة هذه الآفة القاتلة، مؤكّدا بأنّ  تكلفة علاج الأمراض الناتجة عن التدخين في الجزائر، تعادل، أربعة أضعاف، ما يساهم به هذا القطاع من الرسوم والضرائب.
كما لفت نفس المسؤول، إلى أن شركات التبغ، وضعت داخل كل سيجارة 4 آلاف مادة كيميائية، بينها أكثر من 50 مادة مسرطنة، بهدف تكريس الإدمان، في الوقت الذي تعرف فيه نسبة التدخين في الدول المتقدمة، تراجعا ملحوظا بفضل تنامي الوعي الصحي والبيئي، وفق نفس المتحدّث.
وبلغة الأرقام والملاحظة الميدانية، أكّد للو أن 90 % ممن يصيبهم سرطان الرئة في الجزائر هم من مدخني السجائر، فيما يحتل سرطان الرئة المرتبة الثالثة وطنيا، بعد سرطان الثدي عند المرأة وسرطان القولون عند الجنسين.
بدورها أكّدت الدكتورة، قزّة، من مصلحة الأمراض الصدرية، أن المدخّن،  يفقد سبعة سنوات من حياته، موضّحة بأنّ التدخين، مرض، يرتبط أيضا بالإدمان، من خلال مادة «النيكوتين»، المصنّفة كثامن (08) مخدّر عالميا، وكذا أول أكسيد الكربون CO: وهو غاز سام يوجد في أنبوب عادم السيارات، يقلل كمية الأكسجين التي تصل إلى الخلايا، مما يفسر، حسبها، عجز كبار المدخنين عن القيام بأبسط التمارين الرياضية، ويفسر كذلك حدوث الأزمة القلبية، إضافة إلى القطران، وهو عبارة عن خليط من عدة مواد تسبب السرطان، ناهيك عن مواد أخرى: تشمل، الأمونيا (ويستخدم في تنظيف الحمامات) وأرسنيك (يستخدم لقتل الفئران)...
وأشارت متحدّثة «الشعب « إلى  منتجات التبغ المقلدة، القادمة أساسا من الصين، تعرف رواجا كبيرا، وأكّدت أن مخاطر التدخين، هي نفسها، سواء أكانت سيجارة عادية أو إلكترونية، فيما تزداد الخطورة، تضيف، في حالة استهلاك الشيشة: تحتوي الجرعة الواحدة منها على 12 سيجارة، وتؤدي إلى سرطان الرئتين، القرحة المعدية، أمراض القلب والشرايين، التهاب الكبد الوبائي والتهاب الحلق المزمن، ناهيك عن تناقص الخصوبة عند الذكور وكثرة الإجهاض عند الإناث، وأمراض أخرى، لا تقل خطورة، على غرار « السل»، بسبب الاستعمال المشترك للرأس بين المدخنين.
جدير بالذكر، أنّ  التظاهرة العلمية الطبيّة،  نظّمت بمبادرة من لجنة ضد التدخين، التابعة للمؤسسة الإستشفائية الجامعية 1 نوفمبر بوهران، والتي نوّه رئيسها، البروفيسور، صالح للو، بمجهودات وحدة الإقلاع عن التدخين، التابعة لذات المؤسسة، مؤكّدا، بأنّ الوزارة الوصيّة وعدتهم بأجهزة خاصة بقياس نسبة أول أكسيد الكربون.