دخل فريق ليستر سيتي تاريخ كرة القدم الإنجليزية بعد تتويجه بالدوري لأول مرة في تاريخه واضعا الحد لسيطرة الأندية الكبيرة على هذه المسابقة بفضل مجموعة من اللاعبين الذين تألقوا في صفوفه ويبقى أبرزهم الدولي الجزائري رياض محرز
أصبح محرز أول لاعب عربي وجزائري يتوج بلقب «البريمييرليغ» بعد قيادته فريقه ليستر لتحقيق الإنجاز الذي عجز عنه منذ تأسيسه في 1883 ليكون رفقة الجيل الحالي من لاعبي الفريق قد كتبوا أسمائهم بأحرف ذهبية في تاريخ النادي.
ومن المنتظر أن يتسلم الفريق درع الدوري خلال مباراة الجولة المقبلة عندما يواجه ايفرتون بملعبه حيث ستتجه أنظار الجميع لمشاهدة محرز وزملائه وهو يعانقون لقب الدوري لأول مرة.
لم يكن أشد المتفائلين يؤمن بإمكانية تحقيق ليستر سيتي للدوري الانجليزي عند انطلاق الموسم حيث رشح الجميع أندية مانشستر سيتي وجاره مانشستر يونايتد إضافة إلى ارسنال وتشلسي وليفربول لتكون في المراكز الأولى لكن حقيقة كرة القدم كانت مخالفة لكل التوقعات.
واستمر تشاؤم الكثير من إمكانية تتويج ليستر حتى بعد أن احتلوا المرتبة الأولى لعدة أسابيع وكانوا ينتظرون عودة الأندية الكبيرة للمنافسة بقوة على الدوري وإزاحة أشبال رانييري من الريادة لكن العكس هو الذي حدث حيث استمرت الحكاية الجميلة لغاية اللحظات الأخيرة.
وبدأ الحلم يتحول إلى حقيقة بعد هدف البلجيكي هازارد في مرمى تشلسي وحينها ظهر من كان رهانه عكس أحلام جماهير ومحبي ليستر منكسرا وتأكد أن حلمه بتتويج توتنهام كان مجرد تخمينات بما أن حقيقة الميدان أكدت العكس.
محرز وفاردي ... مسيرة ناجحة في انتظار المزيد
صاحب تألق لسيتر سيتي هذا الموسم ظهور عدة لاعبين لم يكونوا معروفين حيث صنعوا الحدث وارتفعت قيمتهم السوقية إلى عشرات المرات عما كانت عليه من قبل ويبقى أبرز العناصر الهداف فاردي وزميله محرز.
ومثلما حدث مع فريقهم حدث لهم حيث لم يكن أحد يتوقع قبل انطلاق الموسم أن يظهر محرز وفاردي بهذا المستوى المميز ويسيطران على أهم جائزتين تمنحان للاعبين بعد تتويج محرز بجائزة أفضل لاعب والتي منحت لهم بعد تصويت رابطة اللاعبين فيما تحصل فاردي على نفس الجائزة من رابطة الصحفيين الرياضيين.
وارتبطت هاتين الجائزتين بأسماء معروفة قبل انطلاق الموسم حيث رشح الجميع كلا من اوزيل والكسيس من ارسنال إضافة إلى هازارد واوسكار من تشلسي واغويرو من مانشستر سيتي للمنافسة عليها لكن العكس هو الذي حدث حيث فرض محرز وفاردي نفسيهما ليكونا الأفضل بدون منازع وعن جدارة واستحقاق.
رانييري ... مثال المثابرة رغم الانكسارات
حصل المدرب الايطالي كلاوديو رانييري على أهم لقب في مسيرته الكروية الطويلة التي لم تعرف نجاحات كبيرة مقارنة بمدربي جيله ولقب بعد ألقاب عكس تاريخه التدريبي خاصة أنه لم يستطيع الفوز بأي لقب مهم واكتفى بأكثر من مرة باحتلال المركز الثاني مع مختلف الأندية التي دربها.
حصيلة رانييري «الهزيلة» من حيث الألقاب جعلته «مضحكة» لدى زملائه خاصة مورينهو الذي تهكم عليه في أكثر من مناسبة وقال عنه ذات مرة «لقد فزت بالعديد من الألقاب بينما هو قارب السبعين ولم يحصل إلا على كأس ممتازة وبطولة صغيرة لأنه لا يملك عقلية الانتصارات كما أنني تعلمت الايطالية في 5 ساعات وأتواصل بها مع الإعلام بينما هو درب 5 سنوات في انجلترا وبالكاد يقول صباح الخير ومساء الخير».
وكان رد رانييري قويا من خلال السيطرة هذا الموسم على الدوري الإنجليزي وقيادة ليستر لتحقيق الإنجاز وهو الآن ينظر للجميع من الأعلى لأنهم ببساطة يتواجدون في الأسفل.