طباعة هذه الصفحة

خبراء وجامعيون من سيدي بلعباس:

المناولة عصب تطوير الاقتصاد البديل للمحروقات

سيدي بلعباس : غ شعدو

يناقش خبراء ومختصون في المجال الإقتصادي، بداية من أمس وعلى مدار يومين، موضوع «المناولة ودورها في تطوير المؤسسات والصناعات الصغيرة والمتوسطة» في ملتقى دولي بقاعة المحاضرات لرئاسة جامعة الجيلالي اليابس بسيدي بلعباس.
الملتقى المنظم من قبل كلية العلوم الاقتصادية التجارية وعلوم التسيير، يعرف مشاركة 25 أستاذا من مختلف الجامعات الوطنية على غرار جامعة تلمسان، وهران، معسكر، الجزائر، بجاية، سعيدة، قسنطينة، مستغانم وسيدي بلعباس، فضلا عن مشاركة أساتذة من دول تونس، فرنسا، إنجلترا، المغرب، موريتانيا وكذا مسيري مؤسسات إلكترونية، ميكانيكية وفلاحية.
أجمع المشاركون خلال مداخلاتهم على أهمية المناولة في تمكين الصناعة الوطنية من تطوير منتجاتها والرفع من مستوى تنافسيتها في الأسواق المحلية والخارجية، فالمناولة أسلوب إقتصادي رائد في تفعيل علاقات التكامل بين مختلف وحدات القطاع الصناعي الذي لا يزال يعاني من مشاكل كثيرة أهمهما التركيز على الصناعات الأولية،التخلف التكنولوجي، تدني مستوى الكفاءة والإنتاجية.
وقالوا إن هذا الأسلوب لا يزال غائب التطبيق بعديد المنشآت الصناعية بسبب عدم فهم الأهداف التي وجد من أجلها، بما في ذلك خصائصه وآلياته، وعدم التعاطي معه بشكل نظامي بدليل الإحصائيات التي تشير إلى العدد القليل من المؤسسات الإقتصادية التي تعمل في قطاع المناولة في حين تفضل أخرى منح جزء من مخططات إنتاجها لشركات مناولة أجنبية على حساب منتوج مؤسسات وطنية بحجة نقص الإحترافية، مما يحرم الكثير من المؤسسات المتوسطة والصغيرة من النمو والاستفادة من الموارد الوطنية ومن الخبرة أيضا.
وركّز المتدخلون أيضا على الدور الاستراتيجي الذي تلعبه المناولة في تنمية المؤسسات المتوسطة والصغيرة التي يمكنها العمل في نشاطات الصناعة والصناعة الميكانيكية، الإلكترونية، الصناعة الفلاحية وإكتساب الخبرة والكفاءة وكذا الحصول على التكنولوجيا الحديثة لتطوير وسائل الإنتاج والتسيير الجيد للمؤسسة.
وأبرز المتدخلون أيضا أهمية المناولة في تطوير وتنويع المنتجات وفق متطلبات السوق، والمساعدة على الاستغلال الأمثل للطاقات المتاحة، وتأهيل الوحدات الصناعية لمواجهة المنافسة المحلية والأجنبية، كما تساهم في دعم النسيج المحلي الصناعي وتشجيع المؤسسات على التخصص في مجال التقنيات الحديثة، فضلا عن تشغيل العمالة الوطنية والحد من نسب البطالة وكذا الحد من نزيف العملات الصعبة التي تستخدم في جلب مواد يمكن إنتاجها محليا وبجودة عالية .
وأكد المشاركون من أساتذة وخبراء على دور الشراكة أيضا في تنمية المناولة الصناعية ودور التكامل بين المؤسسات المتوسطة والصغيرة بما يسمى بالصناعات المغذية وأهميته في استمرارية هذه المؤسسات وتسويق إنتاجها.
كما نوّه المشاركون بضرورة قيام الشركات الكبيرة بدور فعال في تنمية المناولة الصناعية الوطنية والحد من المناولة الخارجية، مع وضع استراتيجية وطنية واضحة المعالم بمشاركة كل الفاعلين وتحسيس الأوساط الصناعية بالفعاليات التي تقام حول مجال المناولة من ملتقيات، ندوات وأيام دراسية بهدف التعرف أكثر على هذه الاستراتيجية التي تعد محورا أساسيا في تحقيق التنمية الصناعية والاندماج الإقتصادي.
وكانت الفرصة مواتية لعرض تجربتين في هذا المجال من تونس وفرنسا حول المناولة بالارتكاز على الابتكار إلى جانب تنظيم معرض يضم منتجات صناعية لمؤسسات محلية خاصة وعمومية ومؤسسات مختلطة.