أشرف وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، أول أمس، على حفل تكريم الفنانة التشكيلية نجاة صراع، بعد نيلها جائزة الإمارات العربية المتحدة للفنون التشكيلية بمناسبة العيد الوطني.،الحفل الذي احتضنه قصر الثقافة مفدي زكريا، حضرته إلى جانب الأسرة الفنية العديد من الوجوه الثقافية.
التكريم جاء بمناسبة تتويج أعمالها خارج الوطن، ولا غرر أن تلقى التكريم في بلدها الأم خاصة من طرف وزارة الثقافة، التي يحرص فيها أكثر من مرة المسؤول الأول على هضبة العناصر، ليكون الاهتمام والرعاية بأولئك الذين يتنفسون الإبداع في الجزائر العميقة، البعيدين عن الأضواء الكاشفة ومراكز الإشعاع الثقافي.
تعتبر الفنانة نجاة صراع إضافة إلى أنها مولعة بالريشة والألوان فهي أستاذة اللغة الإنجليزية وابنة الهضاب العليا بولاية سطيف، لذلك كللت مشاركتها بالإمارات بميدالية الابتكار العربي الثاني في الفنون التشكيلية بدبي خلال نوفمبر الفارط، وقد اتسمت أعمالها الفنية بأسلوب الرغبة في توظيف الألوان ذات الأبعاد الإنسانية والعميقة كما في بنيتها الجمالية، بحيث يخيل للزائر في أول وهلة أنه أمام لوحة نفسية يبوح لها، بكل ما في كينونته من الآلام وأحاسيس صعب عليه سردها أو إخراجها، وبالتالي، فنادرا ما تجد لوحات تحيلك إلى طرح الأسئلة النفسية، كما عبر عنها ميهوبي بأنها تتبنى مدرسة العلاج النفسي بالرسم وقد خاضت عدة تجارب في مستشفى سطيف.
ذكر الوزير ميهوبي بأن تكريم نجاة هو تكريم للإبداع المتميز والتفاتة بسيطة لروح فنانة ومبدعة صادقة مع رؤيتها وهويتها، وتكريمها في هذا اليوم هو اعتراف بعطائها ورؤيتها للأشياء الجوهرية بروح تملك الجمال لا تزال في الواجهة كغيرها من النساء الجزائريات المبدعات في مختلف الفنون والآداب، مذكرا بالمناسبة اهتمام الدولة ورعايتها للفنون والآداب، مشيرا إلى تألق الأعمال الفنية الجزائرية في الخارج.
وقد شاركت ضيفة التكريم في معرض دبي بلوحتين فنيتين تحمل الأولى شعار “جسر” أما الثانية فتحمل عنوان “بصمات أطفال”، وبما أن لغة الريشة تحتاج إلى عملية تفكيك رموزها ودواخلها فإن نجاة صراع أرادت أن تعبر عن رسالة سلام من الجزائر إلى كل الإخوة في الوطن العربي عن طريق هذا الجسر، وكانت بصمات الأطفال اللاجئين المحاطين بالألوان الوطنية وأخرى إماراتية أكثر حضورا وتمازجا.
أما الفنانة صراع، فقد عبرت عن سعادتها بهذا التكريم، معتبرة أنه تشجيع للفنان على المزيد من العطاء والاهتمام بالمواهب الشابة.
للتذكير ضيفة التكريم خاضت عدة تجارب مختلفة وإقامات للوحاتها في كل من تونس والمغرب وإسبانيا وفرنسا وعدة ولايات بالجزائر.