العاصمة وتيبازة الملاذ الأول للعائلات والشريعة الوجهة المفضلة خلال موسم الثلوج
كلما حلّت العطلة المدرسية شتوية كانت أم ربيعية وصيفية، وأحيانا حتى عطلة نهاية الأسبوع، تجد عائلات في البليدة وبمدنها الشرقية والغربية، في حيرة من أمرها، تبحث عن مكان مناسب عائلي، يمكّنها أمن قضاء تلك العطلة، لتروّح عن أبنائها بعد فصل وموسم دراسي متواصل واختبارات مرهقة ومتعبة.
في الغالب ما تمر تلك العطل دون أن تستطيع العائلات الترفيه عن أبنائها والخروج في رحلات نزهة، والسبب الظاهر يكمن في نقص بل وانعدام لفضاءات الاستجمام والترفيه والتسلية، وأيضا بسبب نقص تهيئة بعض المناطق السياحية التي تزخر بها الولاية محليا ووطنيا وعالميا، ما ينفر قاصديها ويجبر القليل من أصحاب الحظ اختيار وجهات ترفيه ولعب، تنحصر في الغالب نحو الجزائر العاصمة، أو الاقتصار في عقد زيارات للأهل فقط والقليل ممن حالفهم الحظ التوجه إلى الوديان الخطرة للسباحة وقضاء يوم بعيدا عن البيت، تجنبا للصراخ في الوجه أوالتعرص لعقوبات لفعل طائش صبياني يحدث من حين لآخر.
مشاريع الجزائر البيضاء موجهة للنظافة وتجميل المحيط ...
يقر الواقع والبحث العميق، من أن توجه المستثمرين خواصا كانوا أو حتى رسميين عموميين، بعيد في اختيارات هذه الفئة التوجه والاستثمار في قطاع التسلية والترفيه، بدليل أن الولاية في حدها الغربي من وادي جر، إلى إقليمها الشرقي في مفتاح، تفتقد لمساحات وفضاءات وحظائر ترفيه وتسليه وحتى حظائر حيوانية مثل بقية المدن والعوالم، اللّهم تلك الطبيعية، التي حولها المواطنون جبرا، إلى أماكن يأخذون إليها أبناءهم للعب والابتعاد عن الضجيج وجو العمل، خاصة أيام نهاية الأسبوع، رغم أن تلك الفضاءات ترابية أو شبه مهيّأة، وهو ما نلحظه بقرية السعادة في الصومعة مثلا، حيث تتوافد على محيط القرية العشرات من العائلات كل نهاية أسبوع وعلى مدار أيام السنة، لتقضي ساعات في ممارسة نشاطهم الرياضي، في الغالب ينحصر في ممارسة مقابلات في كرة القدم، أو في التمتّع بجبل الشريعة وهو يطلّ شامخا ثابتا غير متحرك في الأفق، والبساتين التي بالجوار، وأشجار البلاطان العالية وهي ملتفة حول طريق جميل، ولمن حظي بفرصة فيقصد منطقة سيدي سالم إلى الجنوب من بلدية بوعرفة المهيأة حديثا بشكل بسيط، ولكن الغريب أن القليل فقط من العائلات علم بأمرها، فبقيت شبه مهجورة ومعزولة تنتظر ربما دعاية مكثفة لها، وما عدا هاتين النقطتين، فالشريعة والشفة وحمام ملوان، هما الوجهات الأكثر توافدا ومقصدا في الولاية على مدار أيام السنة فيما العاصمة وتيبازة في شرقهما وغربهما هما الفرصتان المتبقيتان.
العاصمة وتيبازة الملاذ الأول والأخير للعائلات المحظوظة فقط ...
الكثير من العائلات في البليدة، لم ولن تنجح في التخطيط بعد، لأجل ضبط برنامج منظم ومنهجي للقيام بزيارات وجولات سياحية ترفيهية، تصطحب فيها أبناءها التلاميذ، نحو وجهات سياحية حتى يجددوا طاقاتهم الذهنية والمعنوية قبل الدخول المدرسي من العطلة، والملفت أن عائلات محظوظة فقط، باتت تجد مخرجا في اختيار أماكن لقضاء العطلة، وتجدها في الغالب تضبط بوصلتها نحو الجزائر العاصمة في حظائرها للتسلية ببن عكنون أوبرج البحري أوغابة بوشاوي، وأحيانا قليلة القيام بزيارات إلى منطقة سيدي فرج، ومقام الشهيد ورياض الفتح، وحديقة التجارب العلمية بالحامة، فيما اختارت عائلات أخرى التوجه نحو مدينة تيبازة، أين تجد ضالتها في حديقة التسلية قليلة الألعاب وغير المهيأة بالصورة الفنية والترفيهية الجيدة هي أيضا، أو أخذ فسحات على شواطئها الساحلية ومتاحفها ومعالمها الأثرية وذلك لمن استطاع إليه سبيلا
حمام ملوان والشفة الاختيار الثالث لقضاء العطلة...
لكن الكثير من العائلات المتبقية تجبر طوعا، على زيارة منطقة حمام ملوان والقرية السياحية بالشفة، أين تختلط مجبرة مع الباعة المنتشرين فوضويا، في بيع الملابس والأواني المنزلية والألعاب البلاستيكية، أو عقد زيارة على منبع القردة غير النظيف، والواقع على الحدود الجنوبية مع ولاية المدية، وهناك لدى الزائرين فرصة مقابلة والاستمتاع بالسعادين وهي تقفز من جدار نحو آخر، ومن شجر إلى أخرى، تبحث عمن يقدم لها طعاما من حلوى أو فول سوداني، أوالاستمتاع كذلك بطيور البط والإوز وهي تسبح في مياه متّسخة، مزينة بالقمامة تطفو وتنتشر على ضفاف مجرى مائي جبلي، والمحزن وسط ذلك التجمع شبه السياحي، سجنت حيوانات برية بطريقة مؤسفة وغير مريحة، تنتظر زائرا يمر بجوارها ليطعمها قليلا، وحينما تحل عطلة الصيف، تصبح منطقتا الشفة وحمام ملوان، الوجهتان رقم 1 في الزيارات اليومية، يقصدها الشباب والعائلات للسباحة وسط مياه ملوثة، غالبا ما تنتهي فرصة الاستجمام بغرق طفل أوصبي، غفل أهله عنه، أو لا يحسن السباحة وسط مياه طينية خطيرة.
حظيرة الشريعة ... نشوة الروح مع عودة الثلوج لقممها...
غالبا ما تكون عطل الشتاء والربيع ونهاية الأسبوع، فرص حقيقية لعشّاق البرد والثلوج، في تنظيم رحلات استجمام مريحة الى حظيرة الشريعة الشامخة، لكن الجو هذه السنة جاء مغايرا هذه المرة، بعد عطلة شتوية دافئة على غير المعتاد، لأن المناخ تغيّر والطقس تبدّل والحرارة خلفت وعوضت البرد القارس، ولم يعد الثلج يكسو قمم الشريعة على عادته، لكن كرم السماء في ايام قليلة جاء ملائما، وسمحت لعائلات محظوظة فقط أن تقضي ما تبقى لها من أيام عطلة، في الاستمتاع بالثلج رغم قلته، ولأن التليفيريك لا يزال معطلا والنقل إلى نادي التزلج و3 عصافير وغابات الأرز بالشريعة غير متوفر، تجاهلت العائلات البليدية وغيرها من بقية ربوع الوطن، أن تقصد تلك الجنة الساحرة، وهي بدروها رغم أنها قبلة سياحية أخذت وتأخذ أبعادا وطنية وعالمية لتصنيفها بـ «المحمية»، فهي تخلو من فضاءات ترفيه وتسلية، والشريعة من دون ثلوج، هي مثل المناطق الجرداء والصحراوية، مهجورة وغير مقصودة.
عودة الأمل في خلق فضاءات نشاط ترفيه بالضواحي...
وأمام هذا النقص الفادح في فضاءات السياحة والترفيه واللعب بربوع الولاية، باتت الكثير من العائلات تفكّر إلا في عقد وتبادل الزيارات للأهل والأقارب، علها تغير من نفسياتها وتجدد طاقات أبنائها، حتى تستعيد قواها وتستقبل فصلا وموسما دراسيا جديدا بحيوية متغيرة، وآمالها وأحلامها أن تنجز مشاريع لحظائر وحدائق ترفيه وتهيأ المناطق السياحية التي تزخر بها مستقبلا، خاصة وأن بوادر ذلك بدأت تظهر مؤخرا، مع انطلاق مشاريع لتهيئة مساحات لعب وترفيه وراحة للعائلات بمداخل المدينة وعلى أطرافها، والمسؤولون مصممون هذه المرة بشكل جدي، على أن تستعيد عاصمة المتيجيين جمالها وسحرها التاريخي، وتتحول إلى محج سياحي بامتياز.