تراهن بلدية باتنة باعتبارها عاصمة للولاية على فظاءاتها وحدائقها ومساحاتها الخضراء لإستقبال العائلات الأوراسية خلال سهرات شهر رمضان العظيم وفصل الصيف، حيث دخلت ومنذ أشهر في سابق من الزمن لتهيئتها وإعادة الاعتبار لها، من خلال تجهيزها بأحدث الكراسي الخشبية الصنع والتي منذ تثبيتها بالفضاءات العامة والحدائق لاقت استحسان سكان باتنة والوافدين عليها.
يعتبر رئيس بلدية باتنة، الأستاذ عبد الكريم ماروك، أن الاهتمام بالمحيط ونظافته من أولويات مصالحه، خاصة بعد تسجيل ارتياح كبير للمسؤول الأول عن الولاية والسكان لواقع النظافة ببلدية باتنة، غير أن ذلك حسب ماروك لا يكفي لتكون الفضاءات العامة والحدائق في مستوى تطلعات الساكنة، حيث يقطن بباتنة أكثر من 400 ألف نسمة، دون الحديث عن الآلاف من المواطنين القاطنين ببلديات الولاية الوافدين يوميا على عاصمة الولاية ما يشكل ضغطا أخر يضيف ماروك يجعل من ضرورة تقديم خدمات عمومية تليق بثقة المواطن تحد لا بد من تحقيقه.
تهيئة 09 حدائق عمومية بأكبر الأحياء السكنية
كشف، رئيس بلدية باتنة، عبد الكريم ماروك، لجريدة «الشعب»، عن تخصيصه لغلاف مالي معتبر يقدر بـ47 مليار سنتيم لتهيئة العديد من الحدائق العمومية بالإضافة إلى تجديد وتهيئة بعض الطرق وشبكات التطهير والصرف الصحي.
وتتضمن العملية حسب ماروك، الذي يقوم ببرمجة هاته المشاريع بالتنسيق والتشاور مع لجان الأحياء وفعاليات المجتمع المدني في إطار الديمقراطية التشاركية ومشاركة المواطنين في تسيير شؤونهم المحلية، استحداث ساحات عمومية جديدة وتهيئة الساحات والحدائق العمومية القديمة وكذا تهيئة مفترق الطرق بمستشفى الأمراض السرطانية وتهيئة المساحات الخضراء حول متحف المجاهد وإنشاء حديقة عمومية في حي عميروش وحديقة أخرى في حي كشيدة الذي يعتبر من بين أكبر وأقدم التجمعات السكانية بمدينة باتنة.
وأكد المتحدث أخذ المجلس على عاتقه إعادة الاعتبار للحدائق والمساحات الخضراء المهملة، موضحا، قيام البلدية بتهيئة 09 حدائق بأحياء وساحات كشيدة، بوعقال، أول ماي والثامن ماي، والمجزرة، ساحة الشهداء، والحديقة المجاورة لمسجد أول نوفمبر، بالإضافة لمواقع ومساحات أخرى، منها المحاور الدورانية وجوانب بعض الطرق الرئيسية على غرار مداخل المدينة كطريق تازولت، والمدخل الشمالي، وطريق بارك أفوراج وطريق الباطوار التي زينت بمزهريات من الحجم الكبير، مؤكدا بأن عملية إعادة تأهيل الحدائق والمساحات ستستمر.
مجهودات جبارة لتوفير فضاءات راحة للساكنة
قامت، «الشعب»، بجولة استطلاعية لبعض الحدائق العمومية والفضاءات التي أعيد الاعتبار لها، بمدينة باتنة، أين وجدنا بها العديد من العائلات، التي أكدت لنا حاجتها لمثل هاته الفضاءات خاصة في فصل الصيف وسهرات الشهر الفضيل، حيث تجدها المتنفس الوحيد لها، للترفيه وقضاء بعض الأوقات الممتعة رفقة الأبناء، وكذا لتناول بعض المثلجات، كون باتنة تفتقر لمرافق ترفيهية كبيرة تليق بمدينة يقطن بها نصف مليون ساكن.
وأشار ماروك إلى مواصلته رفقة السلطات المعنية وتنفيذا لتوجيهات السيد الوالي محمد سلماني، بسعيه لاستحداث ساحات عمومية جديدة وتهيئة الساحات والحدائق العمومية القديمة، وتحولت مدينة باتنة منذ الثلاث سنوات الأخيرة، إلى ورشات كبرى، لإنجاز العديد من المشاريع الحيوية وتهيئة أخرى إذ يتم توسعة الممرات الكبرى والطرق المزدوجة في الشارع الرئيسي للأخوة نزار والممرات، وفي الأحياء الكبرى بوعقال ودوار الديس وكشيده ولمباركية لتمكين المركبات من المرور عبرها في ظروف جيدة.
حدائق بأصناف نباتية جديدة ذات قيمة جمالية عالية
يعتقد مير باتنة، أن المدينة تعرف تدريجيا نقلة نوعية في كل مناحي التنمية المحلية، حيث تم ترقية مساحات خضراء قديمة بواسطة تزويدها بأصناف نباتية جديدة ذات قيمة جمالية عالية كإنجاز مساحات خضراء جديدة في المدينة الجديدة حملة، الأمر الذي لمسه المواطنين الساكن والمارين بالطرقات الأساسية لمدينة باتنة وكذلك المواطنين القاطنين الجدد للمدينة الجديدة حملة وهو زيادة في الحس البيئي للمواطن وكذلك رفع المستوى الجمالي والبيئي للمدينة وخلق نوع من التوازن بين البنايات وما هو مساحات شاغرة تستغل عقلانيا كفضاءات ترفيهية وتسلية لصالح المواطن بغرس مختلف النباتات، وفي هذا الصدد كشف ماروك عن ضرورة تفعيل المتابعة لمشاريع المساحات الخضراء.
إذا كانت عاصمة الولاية باتنة تمثل أكبر نسبة سكان بالولاية فهي بالمقابل تفتقر تماما لفضاءات عائلية وأماكن ترفيهية كون كل ما تزخر به الولاية من مرافق سياحية وكنوز تاريخية تتواجد خارج إقليم عاصمة الولاية حيث تجد عائلات مدينة باتنة من طريق بسكرة وممرات بن بولعيد ملجئا وحيدا لها لقضاء أوقات الفراغ خاصة في أمسيات الصيف الساخنة .
وبالرغم من إنشاء القطب الترفيهي والثقافي والرياضي بكشيدة والذي يعتبر تحفة معمارية كلف خزينة الدولة الملايير إلا أن العائلات تتساءل عن اقتصار نشاطه في تنظيم ملتقيات وندوات في النهار وبعض السهرات الفنية في الليل والتي تنظمها مديرية الشباب والرياضة خلال شهر رمضان الكريم.