فاقت نسبة تقدم أشغال إنجاز مهبط الطائرات المروحية (الهليكوبتر)، الذي يقع فوق المستشفى الجامعي 1 نوفمبر 1954 بوهران على مساحة قدرها 1 هكتار، الـ40 بالمائة، حسبما علم أمس لدى مكتب الدراسات المعني بهذا المشروع المموّل من قبل “الجيش الوطني الشعبي”.
أكّد مكتب الدراسات في تصريح لـ«الشعب”، أنّ الناحية العسكرية الثانية تولي أهمية خاصة لهذا المشروع الحيوي وتسهر على متابعة تقدّم أشغاله لضمان استلامه في آجاله المحدّد دون المساس بالمعايير المتفّق عليها في نقل الحالات الطارئة التي تحتاج إلى عملية إجلاء سريعة.
ويأتي هذا المشروع الذي انطلقت الأشغال به شهر نوفمبر المنصرم، وينتظر أن تنتهي قبل نهاية الصائفة القادمة، حسب البروفيسور منصوري محمد مدير عام المستشفى الجامعي 1 نوفمبر 1954، الكائن بحي إيسطو “ليثبت ما تشهده الخدمات الصحية في الجزائر من اهتمام كبير بتحقيق الجودة في الأداء الطبي”.
مع العلم، أن المهبط، بإمكانه استقبال ثلاث “03” طائرات مروحية في حالة الطوارئ، في حين تم تكييفه لهبوط مروحية واحدة بسعة 40 مقعدا، حسبما جاء في التوضيحات المقدّمة على مستوى الورشة، حيث أسندت مهمّة تجسيد المشروع على الميدان إلى “المؤسّسة العمومية لأشغال الطرقات”.
وقد استطاع، أمس، فريق طبي بقيادة رئيس مصلحة المخ والأعصاب بالمستشفى الجامعي 1 نوفمبر بوهران البروفيسور “بن لبنة بشير” والبروفيسور “مارتنز” من مدينة ليون الفرنسية، إجراء ثالث زراعة “للمحفّزات الكهربائية الدماغية “ في مدّة، لم تتعد الأسبوع استفاد منها أشخاص في مرحلة الكهولة والشيخوخة يعانون من مرض الرعاش “الباركنسون”.
وقال البروفيسور منصوري في ندوة صحفيّة، أن “زراعة المحفزات الكهربائية الدماغية، باستخدام الجراحة الدماغية المصوّبة “الستيريوتاكتيك”، أحد أهم اتجاهات الطب الحديث في علاج الباركينسون، معتبرا أنّ تجربة المؤسسة الإستشفائية 1 نوفمبر “الأولى من نوعها على المستوى المغاربي”، بعد توقيعهم لاتفاقية شراكة في مجال الجراحات الدقيقة مع مجموع المستشفيات العمومية بفرنسا.
ولفت إلى أنّ “الباركنسون”، هو خلل في حركة الجسم، ينتج عن تلف متزايد والمستمر بالعقدة السوداء الدماغية، والمسؤوله عن إفراز هرمون الدوبامين، مما يؤدي إلى بروز نشاط كهربائي دماغي زائد بالعقد القاعدية الدماغية، يظهر من خلال الرجفه، وتصلب الأطراف، وبطئ الحركه، ومع تقدم المرض تظهر أعراض أخرى منها التجمد، وعدم الإتزان والسقوط، ضعف الصوت، سيلان اللعاب، ألم العضلات، تصلب المفاصل وغيرها من الأعراض الأخرى.
وتتم هذه العمليّة، حسب توضيحات، رئيس مصلحة طب الأعصاب البروفيسور بن لبنة بشير، بواسطة الجراحة المصوّبه الثلاثية الأبعاد “الستيريوتاكتيك”، وباستخدام التخدير الموضعي، يثبّت جهاز “الستيريوتاكتيك” على رأس المريض، ويجري تصويراً بالمرنان المغناطيسي الثلاثي الأبعاد للدماغ، ليتم بعدها احتساب الإحداثيات الدقيقة للعقد التحت مهاديه بجهاز الكمبيوتر بناءً على معطيات تشريحية دقيقة ومدروسة للدماغ.
ووفق نفس المصدر يكون المريض بكامل وعيه لمراقبة استجابته للتحفيز الكهربائي أثناء العمليّة، والتي تتم من خلال إدخال أقطاب كهربائية دقيقة داخل الدماغ، عبر جرح صغير بفروة الرأس وفتحه صغيرة بالجمجمة، بهدف التأكّد من الاستجابة الحقيقية للمحفزات الكهربائية والمكان المناسب لعملية الزرع، ناهيك عن تلافي الأعراض الجانبية، أثناء زراعة القطب الدائم.
وتأتي المرحلة الثانية، وهي زراعة البطاريه، تحت جلد صدر المريض، باستخدام التخدير العام، وإيصال الشحنات الكهربائية المناسبة بأسلاك تمتد تحت جلد الرقبة وفروة الرأس إلى الأقطاب المزروعة بالدماغ، على أن يخضع المريض بعدها لسلسلة من الفحوصات السريرية، بهدف تأهيل المعني نفسيا وحركيا، مع إجراء تعديل على التوليف بين المحفزات الكهربائية والعقد الدماغية، كل ستة شهور أو عند حدوث تقدم ملحوظ بأعراض المرض، كما أوضح نفس المصدر.
ليؤكّد في الختام على الأهمية البالغة، التي توليها الدولة الجزائرية للقطاع الصحي بمختلف تخصصاته الطبية، مذكّرا بأنّ الخدمات المقدمة من التشخيص والتحليلات الطبية والعلاج
«مجاني” بالمستشفى الجامعي 1 نوفمبر، على الرغم من أنّ تكلفتها المريض الواحد بـ«الرعاش”، بإمكانها أن تتجاوز 2 مليون دج، فيما تتراوح ما بين 25 و30 ألف أورو بفرنسا وتفوق بأمريكا 100 ألف دولار.