أحيا نهار أمس مسؤولون وإطارات سامية ومجاهدون، الذكرى السنوية لمعركة أهل الوادي، التي وقعت أحداثها بضواحي حي سيدي المدني في الشفة غرب البليدة، والتي خلفت استشهاد 37 من الكومندوس من الفرقة الخاصة التابعة لوحدات جيش التحرير الوطني في 15 أفريل 1957، وإلحاق خسائر مادية وبشرية في صفوف العدو الفرنسي.
إحياء الذكرى شمل زيارة رسمية ترأسها والي البليدة ومجاهدو وأهالي وسكان المنطقة بالخصوص، حيث تم وضع إكليل من الورود على مقام الشهداء بمنطقة «شعواو» بالضواحي، وتلاوة الفاتحة على أرواح من سقوا المنطقة بدمائهم الطاهرة الزكية، ليفسح المجال للمؤرخين بالحديث عن الذكرى.
وحسب رواة ونشطاء ومهتمين بكتابة تاريخ المنطقة، فإن معركة «أهل الوادي»، وقعت بالتحديد في النصف الثاني من شهر رمضان المبارك في العام 1957، وتحديدا في الـ 15 من شهر أفريل، حيث يذكر أحد أبناء المنطقة وواحد من أبناء الأسرة الثورية العربي فقاير لـ «الشعب»، أن منطقة «شعواو» كانت «قاعدة خلفية» للثوار، يستريحون فيها
ويجددون طاقاتهم لمباشرة عمليات فدائية هنا وهناك، ويضيف أن المنطقة بحكم أنها جبلية وغابية ووعرة الوصول إلى قلبها، شكلت درعا وحصنا أمينا للمجاهدين، ويحدث أنه في الـ 14 أفريل من العام 57، قام فريق مدرب من الكومندوس بشن هجوم كاسح، ضد ثكنة عسكر العدو الفرنسي بشرشال، كبدوهم خسائر في الأرواح والسلاح، حيث يعترف حسب ما تناقله من عايشوا الحدث، أن فرقة الكومندوس، تمكنت من الاستحواذ على نحو 100 قطعة سلاح
وعدد مهم من الذخيرة، ثم اختفوا بعد أن سلموا فرقة أخرى الغنيمة، وعادوا إلى قاعدتهم الخلفية لكن أحد عملاء العدو الفرنسي، أبلغ عن موقعهم وفضح مخبأهم، وهنا لم تنتظر فرنسا الاستعمارية كثيرا وفورا جهزت جيشا من حوالي 5 آلاف عسكرى، تتقدمهم طائرات حربية واستكشاف ودبابات ثقيلة، وطوقت كل المنافذ التي يمكن أن يلجأ إليها فريق الكومندوس ويفلت من قبضة العدو، وفي فجر يوم 15 أفريل1957، وتحديدا مع وقت السحور في حدود الـ 4 صباحا، تحولت الغابة الجبلية إلى نيران مضاءة بالرصاص المكثف، أمطرت به قطع السلاح الاستعمارية الجوية
والبرية رؤوس الكومندوس وكانوا 40 نفرا، واستمرت المعركة من وقت السحور تقريبا إلى حدود الـ 7 مساء، خسرت فيها فرنسا حسب الروايات بين 160 و300 عسكريا، فضلا عن تدمير قطع سلاح مهمة، واستشهد في تلك المعركة الساخنة 37 شهيدا، بينما تمكن 3 من الإفلات من قبضة العدو الفرنسي، ويؤكد لعربي فقاير أن فريق الكومندوس الذين استشهدوا، نفذت لديهم الذخيرة ولم يعد لديه ما يصدون به دبابات وطيران عسكر فرنسا، وإلا كانت الحصيلة أثقل، ويختم بأن المعركة زادت في أهل المنطقة ذخرا وفخرا واعتزازا، بانتسابهم لشهداء تلك المعركة، الذين رفعوا من هممهم ودونوا تاريخا مشرفا لن يمحى.