سهرات فنية أمتعت الجمهور العريض في حفل اختتام عاصمة الثقافة العربية، حضور عدد من الأسماء الفنية اللامعة في مجال الفن والطرب العربي صانعة جوا من الإيقاعات العربية والموسيقى الأندلسية حولت قسنطينة إلى صالة عرض كبرى تزف عبرها شغف الاحتكاك العربي والتبادل الثقافي الذي عايشته مدينة العلم والعلماء مدة سنة كاملة.
تصادف الاختتام الشعبي والرسمي لتظاهرة عاصمة الثقافة، أول أمس، بيوم العلم ونظمت بالمناسبة الوطنية والعربية مهرجان شعبي متميز حضرت فعالياته وزيرة التربية، ووزير العمل جابت قوافله شوارع وسط المدينة بعروض فلكلورية تقليدية لتختتم التظاهرة الثقافية بالفن والتراث القسنطيني.
جرى ذلك عبر محور الافتتاح الرسمي والذي ضم ما يقارب 970 فنان حضروا من 48 ولاية للمشاركة باحتفالية قسنطينة وتعريف ضيوفها بتراث الجزائر الثري بالعادات والتقاليد.
تحولت قسنطينة لمهرجان كبير زاده توافد الجمهور الذي عبر عن إعجابه بالقوافل الاستعراضية التي رسمت لوحة فنية عنوانها تراث الجزائر، لتتواصل بوادر الاختتام إلى القاعة الكبرى «أحمد باي» هذه الأخيرة التي شهدت أضخم التظاهرات العلمية والثقافية وتنظيم ما يقارب 48 أسبوعا ثقافيا جزائريا،11 أسبوعا ثقافيا عربيا، و18 أسبوعا ثقافيا أجنبيا خلال سنة كاملة من فعاليات تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015.
أسدل الستار باحتفالية فنية متميزة، انطلقت بسلسة من التكريمات الخاصة بوسام الاستحقاق، من طرف السيد الوزير الأول عبد المالك سلال لجملة من الشخصيات الوطنية على رأسهم الكاتبة القديرة «زهور ونيسي»، «الحاج محمد الطاهر الفرقاني» وغيرهم من الفنانين، الكتاب والشعراء الذين رسخوا بفنهم تاريخ الجزائر.
حفلة الاختتام الرسمي كانت إشعاعا ثقافيا امتدت جذوره لخارج أسوار المدينة الجميلة، التي احتضنت ضيوفها بكرم وجود سكان الشرق الجزائري، فكان الختام الشعبي بداية النهاية، حيث وقعت فعالياته 48 ولاية عبر شوارع وسط المدينة بعروض فلكلورية وفنون شعبية نالت إلاعجاب، وهي لوحة رسمها 900 فنان جزائري جاؤوا من كافة ربوع الوطن حاملين معهم حب وأمل في استكمال مشوار الثقافة والحراك بالجزائر عموما، لتتواصل الاحتفالية بقاعة العروض الكبرى أحمد باي، تحت إيقاعات الجوق القسنطيني للمالوف المتكون من أكثر من 60 فنانا، تقدمهم «برمكي فوزي»، «ريغي عباس»، «ذيب العياشي»، «بودة كمال» و»عدلان فرقاني»، تفاعل خلالها الجمهور وإقاعات الموسيقى الأندلسية، هذا وتلاها الجوق العيساوي الذي ألهب ركح القاعة لتكون بذلك سهرة الاختتام قسنطينية بالدرجة الأولى، زادتها تقنية الإضاءة جمالا ورونقا.