حجزت مصالح المراقبة 61 كلغ من اللحوم الحمراء غير الصالحة للاستهلاك بحي بوزعرورة ببلدية البوني في عنابة، بعد عملية تفتيش ومراقبة المحلات ومقصبات بيع اللحوم. هذا ما رصدته «الشعب» بعين المكان.
تمكنت المفتشية البيطرية للصحة العمومية، بالتنسيق مع نيابة البيئة والمحيط ببلدية البوني، نهاية الأسبوع من حجز أكثر من 60 كلغ من اللحوم الحمراء غير الصالحة للاستهلاك. بعد عملية معاينة تبين أنها لحوم أبقار مذبوحة بطريقة غير شرعية وغير قانونية لا تحمل ختما من قبل المصالح البيطرية الموجودة على مستوى المذابح الشرعية، حيث قامت المفتشية بحجز اللحوم بالإضافة إلى اللحوم المفرومة. قامت المصالح المختصة لنيابة البيئة والمحيط من اتخاذ الإجراءات اللازمة في حق صاحب المقصبة التي حُجزت بها اللحوم الحمراء المذبوحة بطريقة غير شرعية، حيث تم إغلاق المحل، وإتلاف اللحوم من خلال دفنها، ناهيك عن تحرير محضر إتلاف وتحويل الملف على الجهات المختصة. وتنتشر بعنابة ظاهرة بيع اللحوم البيضاء والحمراء بطرق غير شرعية بالمقصبات المتوزعة عبر إقليم الولاية، حيث لا تتوانى المفتشية البيطرية للصحة العمومية في القيام بعمليات تفتيش ومراقبة روتينية، لتقف على التجارة غير الشرعية لعديد المقصبات ونجحت في إطار حماية المستهلك في ضبط القناطير من اللحوم الحمراء والبيضاء مذبوحة بطريقة غير شرعية على غرار الدجاج والديك الرومي.
كما تنتشر بذات الولاية ظاهرة بيع اللحوم الحمراء والبيضاء على قارعة الطرق، والشيء الخطير أنه يُجهل مصدرها، حيث يتم عرض لحمها في الهواء الطلق وتحت أشعة الشمس وتباع بأسعار زهيدة. تكثر هذه الوضعية خاصة مع حلول الشهر الفضيل، والأغرب أن الكثير من الناس يلجأون لشرائها، وهم على دراية بمخاطرها الصحية. هم يقتنونها لثمنها المنخفض خاصة مع التهاب الأسعار في رمضان، دون أن يولوا اهتماما إن كانت حقيقة لحوم البقر أو الكباش أو هي لحوم الحمير التي أضحت تجارة معدومي الضمير.
وفي هذا الصدد، تقف مصالح الأمن والجهات المختصة لهؤلاء التجار بالمرصاد، حيث تقوم بعمليات مداهمة، في إطار محاربة ظاهرة الباعة المتجولين، وتعمل على حجز طاولات بيع اللحوم الحمراء، وأحشاء الذبائح وضبط كل العتاد المستعمل في عمليات الذبح والسلخ والآلات المستعملة في قطع اللحوم. مع العلم أن الباعة لا يهمهم مكان نصب طاولاتهم إذا كان المكان نظيفا أو معرضا لأشعة الشمس، فالمهم بالنسبة لهم هو البيع، مع ترك المكان في آخر النهار محاطا بالنفايات والعودة في الغد إلى نفس المكان دون تكليف أنفسهم عناء تنظيفه. وبالرغم من أن هؤلاء الباعة يتلقون تهديدات بمتابعتهم قضائيا إذا ما عادوا لامتهان هذه التجارة غير الشرعية، إلا أنهم يضربون بهذه التهديدات عرض الحائط طلبا للربح السريع، وعلى هذا الأساس يكثف أعوان المراقبة وقمع الغش التابعين لمديرية التجارة لولاية عنابة من عمليات المراقبة، والتعامل بشدة مع هؤلاء الباعة وتحرير محاضر مخالفات في حق أصحابها، الذين حاولوا إغراق السوق بلحوم غير صالحة للاستهلاك.