يعاني أصحاب السيارات بولاية بجاية من نقص حظائر السيارات، مما جعلهم في رحلة بحث دائمة عن مكان لركن سياراتهم، فقد أصبحت عملية إيجاد مكان لركن السيارة في وسط المدينة أمرا صعبا، بل وفي بعض الأحيان مستحيلا، خاصة وأن عدد السيارات المتنقلة عبر الطرق يتزايد يوما بعد آخر.
بحسب عديد السائقين الذين التقت بهم ‘الشعب»، غالبا ما تبوء محاولاتهم في البحث عن موقف لسياراتهم بالفشل الذريع، وذلك في الشوارع الرئيسية للمدينة، على غرار شارع الحرية، طريق سطيف، وشارع طوبال، القريب من مقر الدائرة ومصلحة بريد الجزائر ومصالح الحالة المدينة.
كما يستمر الازدحام في الطرق المؤدية إلى إحدادن وسيدي أحمد، لذا يفضل الكثير من المواطنين صف سياراتهم وركوب الحافلات من أجل التنقل بسهولة لقضاء حاجاتهم وتسوقهم، أو الحصول على مختلف الوثائق الإدارية الرسمية من مصلحة الحالة المدنية، وبعد إنهاء أشغالهم يعودون أدراجهم، إما راجلين، أو باستعمال الحافلات العمومية.
في هذا الصدد، يقول عبد العلي، صاحب سيارة، «إن المتنقلين بسياراتهم عبر شوارع مدينة بجاية، نادرا ما يجدون مكانا صالحا للتوقف، فأغلب الأرصفة مطلية بطلاء أبيض وأحمر وبالرجوع إلى قوانين المرور، فهي تمنع التوقف في رصيف مطلي بالأبيض ثم الأحمر. أي أن المواطن محروم من التوقف لشرب فنجان قهوة رفقة صديق، أو حتى التجول في أرجاء المدينة، فالتوقف ممنوع، وليس أمام السائق سوى السير بسيارته دون توقف، وتضيع معه مشاوير التي خطط لها دون جدوى، ويظل الحل الوحيد هو ركن السيارة في الشوارع المعزولة بضواحي المدينة كتزبوجت أو تالة مرخة».
من جهتها تقول السيدة آمنة، «هناك من المواطنين من اختار حلا آخر لمشكل توقيف السيارات، حيث فضلوا ركن سياراتهم بعيدا عن المدينة، بين وادي غير وإيبوراسن على الطريق الوطني رقم 12 على المدخل الغربي للمدينة، ثم يترجلون ليسهل عليهم بعد ذلك التنقل بسهولة عبر مختلف المحلات أو المراكز التجارية.
والغريب في الأمر أن بعض الشوارع، التي يكون فيها لون الرصيف أحمر وأبيض، فإن الشرطي المكلف بتنظيم حركة المرور لا يعاقب على التجاوزات، إلا أن المشكل المطروح هو أن السائق، خاصة الغريب عن المدينة، لا يمكنه أن يميز بين الرصيف الذي يسمح به التوقف أو يمنع، فلا يوجد أيّ إشارة مرور أو لافتة تسمح أو تمنع التوقيف».
إن الشغل الشاغل للسائقين في مدينة بجاية، لا يتمثل في شكل أو نمط التوقف، بقدر ما يتمثل في إيجاد مكان للتوقف وركن سيارتهم للتفرغ لإنجاز أعمالهم المتراكمة والكثيرة، تاركين سياراتهم في مأمن من كل سوء أو عقوبة، خاصة مع عدد السيارات المتزايد.
الكل يدرك أن الحل الجذري لهذا المشكل هو إنجاز مواقف ذات طوابق، لكن سيان بين ما هو كائن وما يجب أن يكون، فالحل يظل مجرد مشروع، حبر على ورق. ويبقى الأمل كبيرا في النظر إلى هذا المشكل بجدية من قبل السلطات المعنية بالولاية، وذلك للقضاء على المشكل نهائيا وخدمة المواطن.
وكحل مؤقت أو مبدئي لها لا يتم طلاء الرصيف الذي يسمح به توقف السيارات، كما يجب متابعة التجار الذين يحتكرون الأرصفة، بل ويعتبرها بعضهم جزءاً من محلاتهم، فيعرضون فيها سلعهم أو يضعون الكراسي لحجزها، علما أن الرصيف من حق الراجلين وليس التجار.