طباعة هذه الصفحة

في ظل انتشار الأفكار الغريبة عن المجتمع

زاويـة “عبــد اللـــه بـن حسان” ببنــــي دوالـة تستغيــث

تيزي وزو: ز/ كمال

تشهد زاوية الولي الصالح عبد الله بن حسان ببني دوالة بولاية تيزي وزو، ركودا كبيرا في النشاط وأداء رسالة تحفيظ القرآن الكريم للطلبة، حيث تعيش اليوم توقفا غير معلن عن استقبال الطلبة المقيمين منذ سنة 2014 بعد انتهاء عهدة اللجنة الدينية المشرفة على عملية تسيير المعلم الديني، ورغم إعادة تجديد الهيئة السنة الماضية إلا أن الزاوية تبقى شبه خاوية ما عدا بعض الحلقات المؤقتة لفائدة أطفال المنطقة والقرى المجاورة.
دعا رئيس اللجنة الدينية لمسجد وزاوية عبد الله بن حسان لبلدية بني دوالة الشيخ أعمر حمداد، من خلال تصريح لجريدة “الشعب” أن وزارة الشؤون الدينية، بضرورة التحرك لتدعيم الزاوية وإعادة بعث الحياة في هذا المعلم الديني العريق الذي يعود تاريخ إنشاؤها إلى أواخر القرن الـ7 الهجري من قبل الولي الصالح التي أخذت اسمه، وقال “نغتم فرصة الحديث لندعو الأولياء والطلبة الراغبين في حفظ القرآن والحديث إلى الالتحاق مجددا بالزاوية لإعادة اعمار هذا المعلم الديني، مع مناشدة وزارة الشؤون الدينية إلى التدخل لتقديم ما يلزم من دعم للزاوية للحفاظ على استمرارية أداء الرسالة الدينية والعلمية التي دأبت عليها لسنوات، وما شكلته من حصن منيع في مواجهة مختلف أساليب الطمس والتشويه التي تعرضت لها الهوية الوطنية الأصيلة لسكان المنطقة خلال العهد الاستعماري وتتعرض له حاليا بمختلف الأشكال والأساليب.
كما كشف رئيس اللجنة الدينية وعضو تنسيقية الزوايا لولاية تيزي وزو بالمناسبة “أن الزاوية التي دشنت في شكلها الحالي من قبل وزير الشؤون الدينية الأسبق بوعبد الله غلام الله سنة 2003، كانت تستقبل 50 طالبا مقيما حتى سنة 2014، حيث انقطعت تقريا عن النشاط للأسباب المذكورة، وتراجعت درجة الإقبال لدى شباب المنطقة لأسباب كثيرة منها إشكالية غياب التكفل بالحفظة المتخرجين من الزاوية وصعوبة الحصول على منصب عمل وقلة حظوظ النجاح في مسابقة الأئمة للالتحاق بمعهد تكوين الإطارات الدينية ببلدية ايلولة، وعليه نسعى مجددا لبعث النشاط بالزاوية التي تعتبر مرجعا تاريخيا وفكريا للمنطقة والوطن.
للإشارة فإن زاوية الولي الصالح عبد الله بن حسان ببني دوالة التي شكلت لعقود منارة إشعاع بالولاية، توقفت عن النشاط سنة 1958 نتيجة الضغوط الاستعمارية وأعيد فتحها سنة 1963 بعد تجديدها، ودشنت من قبل وزير الشؤون الدينية أو التعليم الأصلي آنذاك توفيق المدني الذي اقترح على أعيان القرية تحويلها إلى معهد إسلامي وطني وبالفعل أصبحت ثالث معهد وطني استقبل الطلبة من مختلف إرجاء الوطن بفضل وجود نخبة من العلماء الازهريين الذين كان يسهر على تعيينهم وزير الشؤون الدينية مولود قاسم نايت بلقاسم إلى غاية سنة 1977 مع ظهور فكرة إدماج التعليم الأصلي والتعليم العام فتحولت إلى متوسطة رغم اعتراض السكان ومحاولة استرجاعها ما جعلهم يفكرون في إنشاء زاوية جديدة غير بعيد عن الأولى بداية من سنة 1988.
هذا وقد دق العديد من الأئمة وشيوخ الزوايا الذين تحدثت إليهم «الشعب» على هامش الطبعة الخامسة للملتقى الوطني حول البعد الروحي في التراث الوطني الأمازيغي، من خطورة توسع الأفكار الهدامة على المنطقة على غرار بعض أفكار التشيع، التنصر وأفكار انفصالية بدعم من جهات أجنبية ومنها دولة مجاورة عن طريق استدراج شباب بما فيه تقديم إعانات بـ5 آلاف دينار لغسل عقولهم على حد قول مصادرنا، الذين دعوا السلطات المعنية إلى التحرك سريعا.