طباعة هذه الصفحة

دراسات نقدية

«إزوداجية المقدس وتحصيل المندس في قصيـــدة «افتخر بانتمائي» للشاعرة السورية مروة النايف..»

بقلم الناقد الجزائري: محمد حمام زهير

افتخر بانتمائي إليك افتخر بوضع اسمي بجانب اسمك في جميع جميع المناسبات شيء مفرح لي أننا نتقاسم بعض الأحرف في اسمينا يسعدني وقع تلك الأحرف حين يلفظها البقية وكأنها زخات مطر تهطل على روحي الشقية أي إحساس يغمرني حين أتحدث عنك كأنني أميره تحكي قصه عشقها الخيالية وأي فرح يعتريني حينما أجد بين أشيائي مايعود إليك كتلك القطعه القماشية التي اهديتني إياها ومازلت أشتم عبق أنفاسك عليها أحتفظت بها كقطعه من روحي الحية أتنفسها أعيشها واطلقها بحيوية أه أيتها الروح الخفية أظهري وانفضي عني تلك الأسية..
  لم أتعرف على ما كتبت الشاعرة مروة النايف إلا من  خلال صديقي الإعلامي عباس. الذي تراه في كل مرة يطلعني على شاعرية القلم السوري له موفور الشكر والرحبانية...  
 عندما يحس الإنسان أحيانا أنه يمتلك العالم بين يديه، لايفكر في شيء آخر يأتيه بغتة من  ذلك المملوك، فكل هوانه أو انسيابه هي حالات مغتفرة، وان استدعى الأمر تكسير الحواجز، انا ارمز هنا الى تلك اللحظة التى ارادت الشاعرة السورية مروة النايف ان تبديها من خلال قصيدة الافتخار بمن سيكون مملوكها، بين هذه التداعيات حاولت أن اتنصص في النص بعضا من المتناصات الشخصية لعلي أصل من خلالها إلى غور الشاعرة السورية، وأنا متيقن من خلال تجربتي لمتابعة الشعر السوري انطلاقا من الشاعر فهمي واسحاق اقومي مرورا بدلا وغيرهن كثيرات..بأن الروعة الخفية تقضمهم تارة من خلال جنيات شاعرية في الوطن التدمري الخلاق سورية الحبيبة، نأتي إلى مورفولوجية التركيب الإسمي أن ما يعرف بالثنائية الدوغامية إلى تحيا في الذوات من خلال فصيلة الذكر والمؤنث، في أحايين كثيرة يرتبط الجسدان على اختلافهما السايكوماني ولكن يتباعد في المد الآخر شرعة التثاني العاطفي، عندما تقول الشاعرة النايف، أنها تفتخر بانتمائها اليه وبوضع اسمها الى جانب اسمه، قد تكون سورية في جواز سفرها أو في برقة عيون عربية دامعة، او هو رجل من زمن الوفاء لازال يمدها بتراقين المودة للتطعيم بحب سورية.
    كل القضية هنا سورية بآثارها وروعتها وروعة ساكنيها ولهفة دموعها المارة في  عثيمين المروغ، وهي كررت المكرر في قولها «جميع جميع المناسبات،» مهما عددتها فهي الكل المتكابر في ذاتها والعزيز المتصاغر في لمسته، عندما يكون القرب إلى من نحب  ثمة، بطل وثمة توله في تفحم الإسمين كوردتين أو سهمين في قلب واحد، تظهر خمصية الجوى على اشطان التبرك من زيزفون الميسلون.
 ما أراك هنا وأنت خارجة من زمن الهدوء عندما كان القلب يداعب اسمه، وانا مدرك  لذلك الاحساس وانت ترقبين ملفوظات البشر وهميقرؤون  ثنائية (جميل وبثينة أو عنترة وعبلة..أو قيس وليلى)، تستعمل الشاعر زخات المطر للتعبير عن حنية  وشعور بالحماسة والترفع فوق الاسم عندما تسمع طرطقات اسمها واسم المملوك لها على السنة المارة أو المتشدقين، فروعة ذلك الاحساس أجمل ولا سيما لكل عاشق لتناغم الروح في الاسم  وتطرب بجوهرها الذي لا تريد ان تخفيه كاي بنت مرت من سن التميز تتلذذ بدكر افضال مملوكها على يرعات  المحبة ونقاوة القلب  وعفة الودق واسنيتها  المارة الى بطينات القلبـ توقع فيه من ترانيم  العفة الخالصة، فهي تتروى من جديد من حكايات اخرى  شغلتها لما سمعت اميرة تحكي حكاية حبها .
  هنا وقع لديها اسقاط جارف وتقمصات دور الأميرة في حكاياتها العاطفية  فمن الممكن ان  ندعها شهريار وهو  تتلفت  ذات اليمين وذات اليسار ولكن مروة فتشت بين نظراتها فسعدت حين وجدت  أروع ذيافين القش المجازي معتوما على برقة كلها ذكرى ونسائم فواحة من عرين الاسد، وهنا عادت الشاعرة إلى متنها السردي بوضع قطعة القماش المكتوبة  بغبن البعد والفرقة  تداعب ذيافينها  كل مرة أنفها المزكوم بعطر التذكر: لكل ما مضى في عرف رجل هو سوريا في حد ذاتها، قال الشاعر ماركيز ذات مرة ان من الحب ما يجعلنا نتصيد حتى نأكل ما في صنارتنا فلا نموت..هكذا هي مروة مررت بنا الى محطات رومانسية  تتعذب من خلالها من  قياسات اللون المنفع في كل مكان  لون مجازي عكسه دمج الاسمين ورسم القلبين ولفهما بقطعة  قماشية، رغم ان القصيدة في تعابيرها بسيطة  لكنها تحتكم  الى العقل والحدود والحشمة والوقار .
احييك ايتها الشاعرة الوارفة في عالم الشعر اصنعي التميز وافصحي أكثر عن  حقائق المملوك  فلاشك ان هناك  فضاء بحجم سورية  يعتري  كل شيء فيك من هواء وتسنيم وورؤية وتفخيم، احي فيك منهجية المراحل وقياسات التداعي في ملفوظاتك المعبرة فعلا  لوحدها قبل ان تندمج في نظائرها..