تعرف أسعار الخضر والفواكه في الأسواق هذه الأيام ارتفاعا محسوسا مقارنة بالأسابيع الماضية، حيث شهدت بعض الخضر ارتفاعا متباينا على غرار البطاطا والخس، ويبقى المواطن في حيرة لغياب أسباب مقنعة أدت إلى ارتفاع الأسعار رغم الوفرة المحققة وحديث عن تصدير فائض الإنتاج، في حين تعرف أسعار اللحوم البيضاء والحمراء انخفاضا في أسواق الجملة والتجزئة على حد سواء.
تراوحت أسعار البطاطا المادة الأكثر استهلاكا من طرف المواطن الجزائري خلال الأسبوع الحالي بين 60 إلى 70 دينارا، مسجلة ارتفاعا قدرته الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين بنسبة 30٪ خلال عشرة أيام فقط، حيث أشار رئيس الجمعية الحاج طاهر بولنوار، إلى أن ارتفاع الأسعار ظرفي يتزامن مع نهاية موسم الإنتاج بالنسبة لشهري مارس وأفريل الخاص بمنطقة الجنوب.
وأوضح بولنوار في اتصال بـ»الشعب» أن أسعار البطاطا عرفت ارتفاعا قياسيا مقارنة بالأيام الماضية نتيجة ارتفاع الطلب عليها نهاية شهر مارس وبداية الشهر الحالي، موعزا ذلك إلى ثقافة المستهلك بالجزائر الذي يفضل البطاطا خلال هذا الفصل، مرجعا أسباب ارتفاع الاستهلاك إلى استغناء المواطن الجزائري عن الحبوب التي تعتبر الغذاء الأساسي في فصل الشتاء وبداية الربيع.
وبالنسبة لبعض الخضر، تراوحت أسعار الخس بين 160 إلى 170 دينار في أسواق التجزئة بالعاصمة على غرار السوق الجواري باش جراح، في حين سجلت الطماطم سعر 70 دينار للكيلوغرام، كما عرفت الفواكه ارتفاعا هي الأخرى، على غرار الموز الذي سجل سعره في بعض الأسواق 230 دينار، في حين لم يتجاوز 170 دينار سابقا.
وحسب رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، فإن الخضر الموسمية تعرف أسعارها ارتفاعا باهظا في الغالب على غرار الفاصولياء الخضراء، مضيفا أن أسباب ارتفاع الأسعار يرتبط كذلك بتباين مناطق الإنتاج، حيث من المتوقع انخفاض الأسعار خلال نهاية الشهر الحالي وبداية شهر ماي مع دخول منتجات ولايتي مستغانم وعين الدفلى بعد نفاذ موسم منطقة الجنوب.
وتطرح جمعية التجار والحرفيين إشكالية نقص غرف التبريد والتخزين المخصصة لفائض الإنتاج وهو المبرر الذي لا يقنع المواطن، معتبرا ذلك مضاربة لرفع الأسعار ورفع هامش الربح على حساب المواطن، وفي هذا الصدد أكد بولنوار أن معظم غرف التبريد غير مجهزة وكثيرا ما تتلف المنتجات المخزنة بسبب نقص ظروف التخزين الملائمة، الأمر الذي يؤدي إلى رفع أسعارها نتيجة ضعف التموين الذي ينعكس سلبيا على استقرار الوفرة وتوازن العرض والطلب في الأسواق.
كما يعتبر نقص الأسواق الجوارية سببا آخرا يساهم في ارتفاع الأسعار حسب بولنوار، مؤكدا أنه يتوجب استحداث أسواق عبر المجمعات السكنية الكبيرة، مشيرا إلى أن ذلك من شأنه تحسين الوفرة والعرض للمستهلك أمام نقاط تجمعه، موضحا أن الأسواق الحالية لاسيما على مستوى العاصمة تبقى غير كافة ومعظمها غير منظم.
وفي مقابل ارتفاع أسعار الخضر والفواكه تعرف أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء انخفاضا منذ أسبوعين، الأمر الذي استحسنه المواطنون لاسيما أسعار اللحوم البيضاء، حيث تراوحت أسعارها بين 160 إلى 170 دينار، وتراوحت أسعار اللحوم الحمراء بالنسبة للحم البقر بين 850 إلى 900 دينار، وتوضح المؤشرات أن الأسعار ستبقى مستقرة إلى غاية شهر رمضان.