طباعة هذه الصفحة

ثمن العناية التي يوليها رئيس الجمهورية للزوايا

ملتقــى “مدرســة التصــوف“ يـبرز الروابـط بـين الجزائــر وإفريقيـا

أدرار: فاتح عقيدي

دعا المشاركون في اختتام فعاليات الملتقى الدولي حول “مدرسة التصوف الجزائرية وامتداداتها الإفريقية”، المنظم بمبادرة من الزاوية الكنتية بولاية أدرار، إلى ضرورة إنشاء مجمع دولي متخصص لتكوين الأئمة والدعاة لتكريس مدرسة التصوف الجزائرية وامتداداتها الإفريقية تحت مسمّى المجمع الإفريقي الشيخ الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي لتكوين الأئمة والدعاة.
أكد المشاركون في هذه الفعاليات، التي احتضنتها جامعة أدرار، على إطلاق قناة فضائية تهتم بنشر تعاليم الإسلام السمحة وسط ساكنة إفريقيا، بالإضافة إلى المحافظة على تنظيم الملتقى دوريا وتثمين العناية الكبيرة التي يوليها فخامة رئيس الجمهورية للزوايا والمدارس القرآنية، ودعوة الزوايا والمدارس القرآنية إلى مواكبة هذه العناية من الجهود لحماية المجتمع من التطرف، فضلا عن تفعيل دور المركز الوطني للمخطوطات بأدرار.
هذا وقد اعتبر الإمام عبد الكريم الدباغي، شيخ المدرسة القرآنية برقان، أن انعقاد هذا المؤتمر العلمي جاء في وقته المحدد، لأن الأمة بحاجة إلى كل فضاء يجمع الشمل ويقوّي النسيج الاجتماعي والأخلاقي والديني الموجود بين الناس. كما أن منطقة أدرار، بحسب الشيخ، تعتبر مشتلة للزوايا والمدارس والجهود الروحية عبر التاريخ، كما أن المشاركين في هذا الملتقى شكلوا مائدة دسمة، حيث تشارك في هذه الفعاليات أكثر من 10 دول عربية وإفريقية، وهذا يؤكد إمكانية كبيرة للجزائر في أنها رقم أساسي في المعادلة الدولية والإقليمية. كما أن موضوع التربية الروحية والتصوف للإنسان المعاصر والفرد العربي المسلم، لا يحتاج إلى تنظير قوي أو توعية فكرية بقدر ما يحتاج إلى معالجة روحية وعمق روحي.
بدوره الوزير السابق للشؤون الدينية بوعبد الله غلام الله، اعتبر أن هذا المؤتمر العلمي بمثابة اجتماع دولي. وقال غلام الله، إن المسلمين عبر أرجاء العالم تجمعهم كلمة التوحيد التي يتوحد حولها كل المسلمين. وقال، إن أعداء الأمة الإسلامية يريدون أن يخلقوا منا شعوبا متفرقة وأن يبعثوا فينا العنصرية وهذه ظلامية وجاهلية تفرقنا، بينما الإسلام دين الحق يوحّدنا وهم لا يردون لنا الإسلام إنما يريدون لنا الفُرقة ومثل هذه اللقاءات العلمية تحيي هذا الجانب في نفوس الطلبة والشباب، باعتبارهم عماد المستقبل لتنشئتهم على الأخلاق الفاضلة.
وقال غلام الله إن ما يفرق الأمة كثير جدا، حيث تفرقنا الجغرافيا، والحياة الدنيا... ونحن من نتحكم في الطبيعة لا العكس والإنسان بحد ذاته يتحكم في الطبيعة، إنما الشيء الذي يوحّد هو الإرادة الحسنة والإحسان إلى الناس ومحبة الآخرين وهذا ما يدعونا إليه الإسلام.
من جهته الدكتور لمين حمادي عبد الرحمان من دولة النيجر، اعتبر أن هذا الملتقى يجدد الصداقة والعلاقة المتينة القديمة المتجددة بين الجزائر وإفريقيا بعموم بلدانها، وهو مدد جزائري لن ينقطع جاء ليرسخ الروابط العلمية والروحية والتجارية التي امتدت من الجزائر إلى ربوع القارة السمراء فأنار ربوعها وأضاء ظلمتها، وهو دليل على تمسك الجزائر بالعلاقة وتقويتها مع جميع إفريقيا، فالقارة السمراء ليس منها بلد إلا ونهل من علماء الجزائر ودعاتها وبذلك فهي تشعر بانتماء حقيقي لبلد المليون ونصف مليون شهيد، هذا الانتماء الذي ورّثه الأجداد للأبناء فهو متأصل ودائم.
شيخ الزاوية الكنتية بزاوية كنتة، محمد كنتاوي، أوضح أن التيار الصوفي يعمل على تماسك المجتمع ووحدته، فكتابنا واحد وديننا واحد وأمتنا واحدة وقبلتنا واحدة والفرقة عذاب والوحدة نعمة، داعيا الشباب إلى البحث في التصوف وحقيقة المتصوفين وأن يعرفوا أهدافها حتى يلتفوا حولها ويحموا مجتمعاتهم من الأفكار الهدامة ويحموا بلدانهم من الفتن التي وقعت فيها دول الجوار.