جدد رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، دعوته لكافة الشركاء السياسيين من معارضة وموالاة إلى التخندق في خندق واحد من أجل الجزائر، داعيا إلى ضرورة تقاسم المساحات المشتركة للدفاع عن استقرار ووحدة البلد وسلامته الترابية أمام المخاطر المحدقة به داخليا وخارجيا، والوقوف صفا واحدا إلى جانب الجيش الوطني الشعبي.
جدد رئيس حركة مجتمع السلم في تجمع نشطه مساء أمس، بالمركز الثقافي محمد الشيخ بدلس دعوته للجميع من اجل الفطنة والحذر مما يحاك للجزائر في الخفاء وقال “أمتنا تواجه ظروفا صعبة وفترة عصيبة وبالتالي نحن هنا من أجل بلدنا الذي يعيش تهديدات حقيقية من مختلف الجهات، لكن لما يتعلق الأمر بالمخاطر الخارجية يجب أن نكون في خندق واحد سواء معارضة أو موالاة وسندا قويا للمؤسسة العسكرية التي تقوم بدور كبير في حماية حدود الوطن ضد كل أشكال التهديدات في الجنوب والحدود الشرقية مع ليبيا، لكن الذي يمكن أن يؤثر على هذا الانسجام هو قلة الرشد السياسي والفساد المالي المتفشي في بعض الدوائر.
كما حذر مقري من المخططات الغربية والفرنسية بالخصوص الهادفة إلى تقسيم العالم العربي مثلما هو حاصل في العراق وسوريا وصولا إلى ليبيا، معبرا بالقول”هناك إرادة قوية لتقسيم العالم العربي على شاكلة تجربة سايكس بيكو والأمر وصلنا إلى ليبيا وأكبر ما يدفع إلى تقسيم هذا البلد هي فرنسا التي تريد أن يكون لها موطئ قدم في الجنوب ومنفذ إلى إفريقيا ومنطقة الساحل، وهو نفس المشروع الذي تسعى إليه في الجزائر للسيطرة على ثروات البلاد بعد أن تصل إلى أهدافها الثقافية بسلخ المجتمع الجزائري من هويته وانتمائه الحضاري والدليل على ذلك هي الحرب المعلنة على الأسرة والمدرسة الجزائرية ومحاولة التمكين للغة الفرنسية..
ولدى تشريحه لواقع المشهد السياسي في الجزائر من منظور حركة مجتمع السلم، عاد مقري للحديث عن فضل الحركة وحضورها في مختلف المحطات التاريخية والسياسية للجزائر منذ الاستقلال، مشيدا بمواقف ودور مؤسسها الشيخ محفوظ نحناح في توجيه النصح والتحذير من بعض الخيارات الخاطئة وقال “حركة مجتمع السلم تمثل مرجعية فكرية وسياسية أصيلة وهي تريد أن تقوم بواجبها السياسي ولا تتخلى عن ذلك للمساهمة في إنجاح المسار الديمقراطي وهذه الحركية التي تشهدها الجزائر”، محذرا من مغبة إفساد العمل السياسي وتخريب هيبة الدولة الجزائرية والاقتصاد الوطني في إشارة إلى اللغط الكبير الذي أثير حول قضية عودة شكيب خليل إلى الجزائر، الذي قال بشأنه “نحن ليس لدينا مشكلة مع شكيب خليل” لكنه مع ذلك أسهب كثيرا في حديثه عن الموضوع لاستقطاب الرأي العام مستغلا الأحداث الأخيرة أبرزها عملية التكريم التي حظي بها من طرف إحدى الزوايا بالجلفة، حيث وصف عبد الرزاق مقري وبصراحة خليل برمز المنظومة الرأسمالية الاقتصادية المتوحشة التي أضرت بالاقتصاد الوطني وأضاف “أن مجيئه بهذه الطريقة يخيفنا ويتحمل وحده مسؤولية الوضع الاقتصادي الراهن بسبب الضخ المبالغ فيه للثروة البترولية كطاقة غير متجددة تعدت قيمتها ألف مليار دولار دون التفكير في حق الأجيال القادمة.
في الأخير، عبر رئيس حركة مجتمع السلم عن تفاؤله بمستقبل الجزائر، رغم كل هذه الحالة السوداوية التي أشار إليها، داعيا إلى ضرورة انتقال ديمقراطي واقتصادي سلس ومتفق عليه عن طريق انتخابات حرة وديمقراطية تحترم فيها الإرادة الشعبية.