طباعة هذه الصفحة

بدوي خلال الملتقى الدولي «مدرسة التصوف الجزائرية وامتدادها الإفريقي» بأدرار:

للزوايا دور أساسي في محاربة الإرهاب والتطرف

أدرار: فاتح عقيدي

الأمة الجزائرية واحدة لصون الأمن والاستقرار الوطني
تداعيات المحيط الإقليمي المضطرب تفرض التماسك

أشرف وزير الداخلية والجماعات المحلية نورالدين بدوي، على فعاليات الملتقى الدولي «مدرسة التصوف الجزائرية وامتداداتها الإفريقية»، الذي تحتضن فعالياته الجامعة الإفريقية بأدرار، برعاية رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، والمنظم بمبادرة من الزاوية الكنتية، بحضور العلماء والمشايخ من داخل وخارج الوطن، على غرار مشاركة 09 دول عربية وإفريقية.
المشاركون في هذا المؤتمر العلمي وعلى مدار يومين من البحث والنقاش، يبرزون صلة الربط التاريخي بين الجزائر وإفريقيا ودور الطرق الصوفية في نشر الفكر الوسطي.
وزير الداخلية نورالدين بدوي وخلال كلمة له بالمناسبة، اعتبر أن للمدارس القرآنية والزوايا دور كبير في المحافظة على مرجعية الأمة الجزائرية وأمن واستقرار الوطن، حيث كانت ولاتزال تحافظ على الوسطية التي نادى بها ديننا الحنيف، فكانت صمّام أمان وأمن وضمان للوحدة والتماسك وحصنا منيعا من العواصف المختلفة التي تهدد وحدة أمتنا واستقرار بلادنا في ظل محيط إقليمي مضطرب ومتذبذب مفتوح على كل الاحتمالات.
وأكد بدوي على الدور الفعال الذي لعبته الزوايا في مكافحة العنف والتطرف والإرهاب، معتبرا إياها ظاهرة غريبة على مجتمعاتنا، باعتبارها مجتمعات مسامحة ومسالمة.
واعتبر بدوي أن الأمة الجزائرية واحدة موحدة على كلمة سواء لصون أمن واستقرار الجزائر، بفضل تضافر جهود أبنائها والتفافهم حول برنامج رئيس الجمهورية الذي يدعو إلى التصالح والتسامح والذي التفّ حوله الشعب الجزائري في كل المحطات التي عاشتها بلادنا.
وقال بدوي، إن خبرة الجزائر في مكافحة الإرهاب، جعلها محل استشارة من قبل الدول للاستفادة من خبرتها، حيث جابهت الجزائر، بتكاتف أبنائها وصلابة دينها وعمق حضارتها وقوة مؤسساتها، كل من سولت له نفسه المساس بأمنها. ويضيف بدوي أنه ما كان ذلك ليتحقق لولا حكمة فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، باعتباره رجل المصالحة والسلم الذي شمل هذا الملتقى برعايته الكريمة.
وأكد بدوي، أن المحور الأساسي لهذا الملتقى هو مدرسة التصوف الجزائرية وامتداداتها الإفريقية والذي سيسلط الضوء على الدور الريادي لمنطقة أدرار التي تعتبر مدرسة للتصوف في الجزائر، كما سيكون اللقاء، لا محالة، علامة فارقة في تاريخ المنطقة. كما حيّا الدور الهام الذي يلعبه العلماء والمشايخ والعلماء الحاضرون في الملتقى الدولي، معتبرا إياهم ركائز للأمة ومساهمين في نهضتها وتقدمها، معتبرا أن الشيخ محمد بلكبير أحد المصابيح الذي ينطفئ نورها عبر العالم، إذ أشع بعلمه كافة أرجاء المعمورة.
من جهته أوضح بونعامة هامل، رئيس الملتقى، أن الفعاليات العلمية ترمي إلى توطيد صلة الربط التاريخي بين الجزائر ومحيطها الإفريقي، والوقوف على تاريخ مدرسة التصوف الجزائرية في جذورها وامتداداتها الإفريقية، بالإضافة إلى إبراز دور الطرق الصوفية في نشر الفكر الوسطي وتوطيد أواصر الأخوة والمحبة بين جميع مختلف الساكنة بإفريقيا.
ومن بين أهداف هذا المؤتمر العلمي، المشاركة في وضع الخريطة الجغرافية والتاريخية لأهم أركان مدرسة التصوف الجزائرية في إفريقيا، والتعريف بجهود علماء الجزائر ودورهم في نقل العلوم والمعارف داخل القارة الإفريقية، إضافة إلى التعريف بالتراث الصوفي المخطوط في إفريقيا وتسهيل مهمة الوصول إليه تحقيقاً ودراسةً، والمساهمة في إنجاز الموسوعة الإفريقية الكبرى للتصوف، فضلا عن التذكير بمبادئ الإسلام السمحة من خلال الوقوف على جملة من القيم والمثل العليا، التي طبعت حياة ومعاملات الصوفية ومكنتهم من ولوج أبواب إفريقيا وكسب الملايين من ساكنتها.
الملتقى الدولي، يتضمن 20 محاضرة علمية، موزعة على أربع جلسات علمية على مدار يومين كاملين. كما يتضمن الملتقى عديد الأنشطة الثقافية على غرار زيارة الزوايا والمناطق الأثرية بالولاية، بالإضافة إلى زيارة خزائن المخطوطات وغيرها من الأنشطة المتنوعة، التي تبرز التراث الثقافي لولاية أدرار والضارب بجذوره في عمق التاريخ.