تمكنت، أمس، بصعوبة بالغة، مصالح الحماية المدنية التابعة لولاية باتنة، وبعض وحدات ولاية سطيف المتاخمة لباتنة، من إخماد الحريق المهول الذي شب في مصنع نقاوس لإنتاج العصائر والمصبرات، في ساعة متأخرة من ليلة الجمعة.
الحريق، شب، أول أمس، بالبناية الجديدة للمصنع، حيث انتشرت ألسنة اللهب بسرعة كبيرة، حسب ما أفاد به بعض العمال والمواطنين لـ»الشعب»، أمس، خلال تنقلنا لعين المكان، مؤكدين أن ألسنة النيران بدأت تنتشر تدرجيا في أحد المستودعات المخصصة لتخزين المواد الأولية المستخدمة في صناعة العصير، وكذا علب الكرتون ومختلف المواد المستعملة في تجميع العصير، ما أدى إلى إتلاف المئات من العلب الخاصة بالمواد الأولية لصناعة وإنتاج العصائر والمصبرات.
ويتربع المخزن على مساحة تقدر بـ7000 متر مربع، يتكون من ثلاثة طوابق، تحتوي على براميل كانت معبأة بمختلف المواد التي تستخدم في تصنيع المشروبات والعصائر، تعرض الأول للحريق.
200 رجل إطفاء و45 آلية من ولايتي باتنة وسطيف لاحتواء الحريق وإخماده
بمجرد إنتشار خبر الحريق بمصنع نقاوس، جندت مصالح الحماية المدنية التابعة لباتنة، بالإستعانة بوحدات الحماية المدنية لسطيف المتاخمة، كل إمكانياتها المادية والبشرية، لإحتواء الحريق وإخماده، كون المصنع يتواجد بمنطقة صناعية وعلى الطريق، وأي تهاون في عملية الإطفاء يزيد من الخسائر المادية ويصعب جهود عناصر الحماية المدنية القائمة منذ 25 ساعة، حسب ما وقفنا عليه، من أجل اخماد هذا الحريق المهول.
كشفت خلية الإعلام بالحماية المدنية لـ»الشعب»، عن تسخيرها لأكثر من 196 عون من مختلف الرتب، من 07 وحدات ثانوية من ولاية باتنة، يضاف لها الدعم من ولاية سطيف المجاورة، كما تم تسخير 45 آلية تدخل من شاحنات اطفاء، سيارات اسعاف وآليات أخرى، وهو ما مكنها من تحقيق الأهم قبل إطفاء الحريق وهو الحيلولة دون انتقال ألسنة اللهب إلى باقي أجزاء المصنع لاسيما الورشات الصناعية التي تحتوي على آليات وتجهيزات، هذا ولا يزال أعوان التدخل والإطفاء مرابطون بعين المكان في محاولة لاخماد الحريق بشكل نهائي بعدما استطاعت منتصف نهار أمس الجمعة التحكم في الحريق بشكل كبير، وهو ما بدا واضحا من خلال التفرع لمرحلة إزالة بقايا المواد المحترقة والعوائق، للسماح لعناصر الحماية المدنية الأخرى من انهاء العملية بشكل كلي.
وقد تم تسجيل إنقاذ كمية معتبرة من المواد المخزنة، في حين تبقى الأسباب الحقيقية للحادث محل تحقيق من طرف الجهات المختصة.
خسائر مادية تقدر بعشرات الملايير
أكدت، أمس، مصادر متطابقة من عين المكان، أن التدخل الفعال لمصالح الحماية المدنية والعشرات من المواطنين، حال دون تحقيق خسائر في الأرواح، رغم الخسائر المادية الكبيرة التي تسبب فيها الحريق، والمقدر كحصيلة أولية بعشرات الملايير، في إنتظار إجراء عملية جد دقيقة للخسائر، خاصة أن الحريق سيؤثر تلقائيا على نسبة الإنتاج في الأسابيع القادمة، حيث سارع جميع العمال والموظفين إلى مغادرة المكان الذي شب فيه الحريق، وإستنفار الإجراءات الأمنية، في الوقت الذي بذل فيه عمال المصنع مجهودات كبيرة لمساعدة رجال الإطفاء على تطويق الحريق، الذي أتى على أهم مصنع لإنتاج العصائر والمصبرات وطنيا، كما استبعدت مصادرنا أن تعرف وتيرة إنتاجه تراجعا كبيرا قد يؤثر في السوق الوطنية، التي يغطيها بما نسبته 80 % ويصدر منتوجه لعدد من الدول الأوروبية والعربية.