طباعة هذه الصفحة

قصد بلوغ 30 ألف متطوّع بالمركز الجهوي للحقن

أسباب العزوف عن التبرّع بالدم بوهران في الواجهة

وهران: ابراهمية مسعود

أعلنت الدكتورة واقد حياة الدين، طبيبة بمركز حقن الدم، التابع لمستشفى مكافحة أورام السرطان، الحاسي بوهران، عن دراسة اجتماعية، علمية، هي الآن في طور الإنجاز من طرف المركز، بالتنسيق مع جمعية الوريد، تكشف عوامل وأسباب العزوف عن التبرع بالدم.
أوضحت حياة الدين، في تصريح لـ «الشعب»، أنّ هذه الدراسة تأتي ضمن اهتمامات المنظومة الصحية للوقوف على الأسباب الفعلية لعزوف الجزائريين، بمختلف شرائحهم وفئاتهم العمرية عن التبرع بالدم وتقديم الاقتراحات التي من شأنها أن تساعد الجهات المعنية على وضع مخطط فعال ودائم، بعيدا عن التبرع المناسباتي، مثلما هو معمول به اليوم في أغلب مراكز حقن الدم.
من بين هذه الأسباب، أشارت نفس المتحدّثة، إلى نقص الوعي الجماهيري بالتبرع المنتظم، موجّهة دعوة لمختلف أنواع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، إلى المساهمة المثمرة والفاعلة في رفع مستوى العمل التطوّعي بمختلف أشكاله وأهدافه.
بدوره شدّد الدكتور ياجوري عاصم، رئيس وحدة حقن الدم بمستشفى طب الأطفال، بوخروف عبد القادر، بحي «المنزه» على ضرورة أن تلعب المدارس والمناهج التعليمية دورا هاما في نشر ثقافة التبرع بالدم، مقارنة بارتفاع الاحتياجات المتعلقة بهذه المادة الحيوية والمواد المستخلصة منها.
وشدّد الدكتور في تصريح لـ «الشعب»، على أهمية تنمية مهارات وسلوكيات الطلاب من عدة جهات، أولها الأسرة، في سبيل إيجاد جيل جديد من المتبرعين الدائمين، دون الارتباط بموعد محدد للتبرع، مشيرا إلى أن تحسين الخدمات الطبية بالجزائر، خاصة تلك المرتبطة بأمراض الأطفال، أدت إلى ارتفاع الطلب على الدم، خصوصا في وهران.
من جهته أكّد الدكتور غايب، طبيب مختص في حقن الدم بالمستشفى الجامعي، أول نوفمبر، الكائن بحي إيسطو، وجود نقص حاد في كميات الدم والصفائح الدموية، اللازمة لاحتياجات المرضى، باعتباره واحدا من أهم الأقطاب الصحية بالجزائر عامّة، يقصده المرضى من مختلف ولايات الوطن.
ونوّه الدكتور إلى أهمية هذه العملية في استفادة المتبرعين من إجراء الفحوصات الطبية الكاملة التي يجرونها، قبل عملية سحب الدم منهم.
مع العلم أن التبرع بالدم، يستدعي أن يكون المتطوع في حالة صحية آمنة، يقدرها الأطباء والخبراء، كما أن عملية التبرع بالدم من فرد واحد، قد تساهم في إنقاذ أربعة مرضى على الأقل.
كما تجدر الإشارة إلى أن المركز الجهوي لحقن الدم، التابع لذات المؤسّسة الصحية، سجّل سنة 2015، توافد أكثر من 24 ألف متبرع، بمعدّل 60 إلى 100 متبرع يوميا، مع هدف منشود بلوغ أكثر من 30 ألف متبرّع، في غضون السنة الجارية.
4 عمليات زرع الكبد قريبا بمستشفى أول نوفمبر
1200 مريض ينتظرون دورهم بوهران
تسجل المؤسسة الاستشفائية «أول نوفمبر»، الكائنة بحي إيسطو في وهران، حاليا، 1200 حالة عجز كلوي، تحتاج إلى زرع كلى بالجهة الغربية من الوطن، بحسب ما علم، أمس، لدى البروفيسور منصوري محمد، المدير العام، مشيرا إلى برمجة 4 عمليات زرع الكبد لمرضى قريبا لمتبرعين من نفس العائلة .
أكّد البروفيسور منصوري، على هامش الملتقى الدولي، أن التبرع بالأعضاء البشرية، المنظم من قبل هذه المؤسسة الصحية، جاء بالنظر إلى جاهزية المؤسسة الاستشفائية لهذه العملية، مشيرا إلى أنّ المتبرع الواحد بإمكانه إنقاذ 7 أشخاص مرضى يحتاجون إلى عمليات زرع، لاسيما وأن نسبة نجاح العملية تتراوح ما بين 85 و90 من المائة وتتم في ظروف تحترم فيها شروط نقل العضو وحفظه.
كما شدّد البروفيسور على ضرورة البحث في السبل والطرق الكفيلة بتحسيس وتوعية المواطنين حول أهمية التبرع بالأعضاء الذي اعتبره موضوعا حساسا داخل المجتمع الجزائري، رغم أن عديد الدول العربية وحتى المغاربية، سبقتنا إليه، باعتبار أن الموت نهاية حياة فرد وليس العالم، بحسب نفس المتحدّث.
من جهته، اعتبر فضيلة الشيخ محمد بلقوت، مدير الشؤون الدينية والأوقاف لوهران، سابقا، أن قضية التبرع بالأعضاء أجازها الشرع الإسلامي، مستندا إلى آيات قرآنية وأحاديث نبوية عديدة، قائلا إنّ الشريعة الإسلامية لا تعارض انتفاع الأحياء من أجساد الأموات، إذا ما أوصى الميت بذلك قبل وفاته أو أذن أولياؤه أو الحاكم، معتبرا هذه القضية الإنسانية مسؤولية الجميع وأن الطب هو الذي يقرر المفسدة من المصلحة في مثل هذه الأمور.