الحقول النفطية الجزائرية الأكثر أمنا عالميا وإطاراتنا قادرة على تعويض الأجانب
نفى، أمس، وزير الطاقة، صالح خبري، الأخبار المتداولة، مؤخرا، بخصوص إمكانية قيام شركة سوناطراك بالاستدانة من البنوك الأجنبية لمواصلة عمليات الاستكشاف النفطية وإنجاز استثماراتها الطاقوية، مؤكدا خلال زيارة العمل والتفقد التي قادته إلى باتنة، انه «حتى ولو اضطرت الشركة الوطنية إلى ذلك على المدى المتوسط فالاستدانة ستكون داخلية من بنوك وطنية، ولن نلجأ مطلقا إلى الأجانب في هذا المجال».
دافع خبري بقوة عن حرية العمال الأجانب العاملين بالحقوق النفطية بالجنوب في مغادرة الصحراء، مؤكدا «أن العمال الأجانب أحرار في البقاء في العمل لدى سوناطراك أو المغادرة وغيابهم عن الحقول النفطية لن يؤثر أبدا في الإنتاج، ولدينا إطارات وطنية لها من الكفاءة ما يجعلها تسير تلك الحقول بكفاءة عالية وفي حال مغادرتهم لأماكن عملهم فلن نسجل عجزا كون تعويضهم عملية سهلة جدا».
أشار في ذات السياق، إلى أن«الحقوق النفطية الجزائرية من بين الحقول الأكثر أمنا عالميا كون السلامة الأمنية بها من بين أهم الإجراءات التي نحرص في وزارة الطاقة على توفيرها»، حفاظا على شركاتنا والعمال العاملين بها سواء كانوا أجانب أو جزائريين.
ذهب وزير الطاقة بعيدا في ما يشبه الرد على محاولة بعض الشركات النفطية الأجنبية العاملة بسوناطراك الضغط على الجزائر مؤخرا من خلال محاولة إجلاء عمالها، مؤكدا بالقول: «أن قوات الجيش الوطني الشعبي على أهبة الاستعداد لمواجهة أي هجوم إرهابي محتمل»، موضحا في هذا الشأن «الحقول النفطية الجزائرية الأكثر أمنا عالميا»، كما أن ظاهرة الإرهاب عالمية لا تعترف بالحدود وكل الدول مهما كانت إمكاناتها معرضة لذلك.
بخصوص المجهودات الدبلوماسية للجزائر في مواجهة انهيار أسعار النفط في السوق العالمية، أشار خبري خلال ندوة صحفية عقدها بمنطقة مولية ببلدية معافة، في ختام زيارته لولاية باتنة، أن الجزائر ممثلة في وزارة الطاقة ستشارك «بقوة» في اجتماع البلدان المنتجة للنفط للدول الأعضاء وغير الأعضاء المزمع انعقاده، منتصف الشهر الداخل بدولة قطر، حيث ستحاول الجزائر مرة أخرى إقناع شركائها في المنظمة العالمية بمواصلة تجميد الإنتاج في مستواه لشهر جانفي من العام الحالي كمرحلة أولى في مسار ضمان استقرار أكبر لإنتاج النفط قبل اتخاذ إجراءات سريعة أخرى تبعا لرد الفعل التجاري في السوق العالمية، إضافة لدراسة كل الإجراءات التي من شأنها أن تدعم سعر برميل النفط.
أضاف الوزير مفصلا أن الجزائر كانت من بين أهم وأكثر الدول التي عقدت لقاءات كثيرة مع الدول المنتجة للنفط لمواجهة انهيار أسعار النفط وأنها ألّحت كثيرا على التعجيل بوضع خطوات ملموسة في الميدان لضمان استقرار سوق النفط.
15 ولاية تستفيد من محطات لإنتاج الطاقة عبر الوطن
كان خبري قد عاين رفقة عدد من إطارات وزارة الطاقة ومديري كل من نفطال وسوناطراك العديد من المشاريع الطاقوية بولاية باتنة، على غرار مشروع انجاز محطة توليد الكهرباء بعين جاسر، حيث أشار إلى أن الوزارة ماضية في إنجاز 15 محطة أخرى بـ15 ولاية أخرى على المستوى الوطني لإنتاج الطاقة الصديقة للبيئة، منوّها بالمجهودات المبذولة لإيصال طاقتي الكهرباء والغاز إلى المناطق النائية خاصة، حيث أكد الوزير أن باتنة من بين أهم الولايات الوطنية التي تتواجد بها طاقة الغاز والكهرباء بـ60 بلدية من أصل 61، حيث تجاوزت باتنة المعدل الوطني في الكهرباء بتحقيقها لنسبة 96 بالمائة و74٪ بالنسبة للغاز الطبيعي.
كما تفقد الوزير مشروع انجاز التربينات بعين ياقوت، الوحيد بقارة إفريقيا والذي جاء بفضل شراكة «إستراتيجية» بين الجزائر وجنرال إلكتريك الأمريكية بتكلفة مالية تتجاوز الـ 235 مليون دولار، حيث سيوفر أكثر من 1000 منصب عمل كمرحلة أولى.
كما زار الوزير مشروع انجاز وحدة لإنتاج العوازل الكهربائية بمنطقة النشاطات ببلدية المعذر، إضافة إلى وضع حجر الأساس لمشروع المحول الكهربائي بتازولت وتفقد مركز تخزين وتوزيع الموارد البترولية.
استفادة 1060عائلة من الغاز
وضع، أمس، وزير الطاقة، صالح خبري، خلال زيارته التي دامت يومين، لباتنة، حيز الخدمة مشروع التوزيع العمومي للغاز الطبيعي لفائدة أكثر من 1000 عائلة بكل من بلدية بني فضالة، حيث استفادت 230 عائلة من الغاز و850 عائلة ببلدية معافة، وهي البلديات المتواجدة بمناطق ذات تضاريس وعرة، عانى قاطونها لعقود طويلة من غياب هذه الطاقة الحيوية.
أشار الوزير، وسط فرحة عارمة للعائلات المستفيدة من هذه الطاقة إلى المجهودات الكبيرة التي تبذلها الدولة الجزائرية لدفع عجلة التنمية المحلية بالولايات، وهو ما لن يتأتى إلا بإيصال الغاز والكهرباء لكل الساكنة بالجزائر، داعيا العائلات المنجزة لسكناتها حديثا بالمناطق النائية إلى الصبر إلى غاية استكمال المشاريع الحالية لإيصال الغاز والكهرباء.