طباعة هذه الصفحة

للتكفل أحسن بالأطفال حديثي الولادة

إطلاق مشروع تعزيز قدرات القابلات بأربعة مستشفيات

سهام بوعموشة

أطلقت الفيدرالية الجزائرية للأشخاص ذوي الإعاقة، بالتعاون مع جمعية التضامن الدولي صحة الجنوب ومنظمة سانوفي أمل، مشروع تعزيز قدرات القابلات على مستوى أربعة مستشفيات: القبة، باب الوادي، بني مسوس، ومستشفى وهران للتكفل الأحسن بالنساء الحوامل أثناء الولادة، قصد التقليل من نسبة وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة، حيث سيدوم إنجاز المشروع ثلاث سنوات.
أوضحت عتيقة معمري رئيسة الفيدرالية الجزائرية للأشخاص ذوي الإعاقة، أن مشروع تعزيز قدرات القابلات، يهدف لتحسين الممارسات الطبية لاستقبال الأطفال حديثي الولادة، وهو يمس القابلات بالدرجة الأولى كونهن أول من يستقبل الأمهات الحوامل ويشرفن على تولديهن.
 وأضافت معمري خلال اللقاء التحسيسي حول المشروع المنظم أول أمس بفندق السوفيتال، أن الفيدرالية عملت مع كل الشركاء من مهنيين جزائريين في ميدان الصحة، والوزارة الوصية، والمنظمة الفرنسية صحة الجنوب وكذا منظمة “سانوفي أمل” ممول المشروع، كي يكون هناك تبادل بين المهنيين الوطنيين والفرنسيين حول الممارسات الطبية السليمة.  
وأبرزت في هذا الإطار، دور الفيدرالية في التكفل بالطفل في مرحلة الإعاقة وبالتنسيق مع كل الأطباء المتخصصين لاسيما القابلات حول كيفية استقبال الرضيع في قاعة الولادة وإتباع كل المراحل، كي يولد في صحة جيدة، وتخلق له فيما بعد إعاقة ويثقل كاهل عائلته.
وفي ردها عن سؤال “الشعب” حول المشاريع المستقبلية للفيدرالية أجابت رئيسة الفيدرالية، أن هناك مشروع تقوية قدرات فريق مصلحة طب الأطفال، كي يكون تنسيق بين مختلف التخصصات الطبية، لأن ما يهم هو ضمان مستقبل جيد لحديثي الولادة، كاشفة عن أنه لأول مرة سيتم إنشاء مصلحة للتكفل المبكر للطفل الرضيع الذي يعاني مشاكل صحية في دويرة كي لا تتطور إلى إعاقة، حيث يضم عدة اختصاصات طبية، وحسبها فإن المصلحة ستكون مرجعية.
وأعرب المدير العام للهياكل الصحية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات البرفسور الحاج، دعم الوزارة الوصية لهذا المشروع الطموح الذي سيساهم في التقليل من نسبة وفيات الأطفال حديثي الولادة، وقال البرفسور لعرابة من مصلحة طب الأطفال بباب الوادي أنه منذ 15 سنة وهم يحاولون تحسيس الوصاية لوضع سياسة صحية للتكفل بالمعاق، لكنه أبدي تفاؤله بمرافقة وزارة الصحة لهذا المشروع.
تسجيـل مليـون و100 ألـف ولادة في 2015
دقت البرفسور حريدي بمصلحة طب الأطفال ببني مسوس، ناقوس الخطر لما يجري على مستوى قاعات الولادة، واصفة الوضعية بالكارثية، وحسبها فإن عدد الولادات في الجزائر ارتفعت بتسجيل مليون و100 ألف ولادة سنة 2015، وأن هناك 10 بالمائة من الذين يعرفون مشاكل صحية، التي يمكن أن تكون مصدر لإعاقة، خاصة حالة  الاختناق التي تصيب حديثي الولادة بكثرة.
 وأشارت البرفسور حريدي إلى أن مستشفى بني مسوس يملك جهاز واحد في حين تجرى 40 عملية ولادة في اليوم، وهذا لا يكفي لتشخيص كل النساء الحوامل  لتفادي مشاكل اختناق الرضيع أثناء الولادة، مضيفة أنه يجب أن يكون طبيب أطفال في قاعة الولادة، وتدريب القابلات على حسن استقبال الرضيع ومعرفة إعطائه الأوكسجين، ومتابعة حالته الصحية، داعية إلى مواصلة تكوين الطاقم الطبي.
من جهتها، أوضحت كاتي فورجات ممثلة عن منظمة “سانوفي أمل”، أن هذه الأخيرة لها مهام وهي المساهمة في ضمان العلاج للجنسين، عبر برنامج طويل المدى يتمحور حول ثلاثة أهداف أساسية، هي محاربة سرطان الأطفال في دول إفريقيا، أسيا، أمريكا الجنوبية،حيث انطلق  في المشروع منذ 10 سنوات، التقليل من نسبة وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة، الحصول على العلاج للأشخاص المعوزين.
وأضافت، على هامش اللقاء أن هذا المشروع يضم كل شركاء الصحة من أطباء متخصصين، والوزارة الوصية مجندين لنجاح هذا المشروع بهدف التقليل من وفيات الرضع، وتحسين الممارسات الطبية من حيث التكفل بالأمهات والأطفال حديثي الولادة، عبر التكوين وتعزيز قدرات القابلات والفريق الطبي العامل معها، كاشفة عن 600 مهني الصحة سيتم تكوينهم.
وأشارت كاتي، إلى  أن ما يناهز 600 امرأة تموت سنويا أثناء الولادة أي 946 ألف عملية ولادة في السنة بالجزائر، و60 بالمائة من وفيات الأطفال اقل من 5 سنوات، كما أن أكثر من 11 ألف طفل يموت قبل الشهر الأول من الولادة وعشرات الآلاف يبدؤون حياتهم بإعاقة ثقيلة.
وقالت رئيسة منظمة صحة جنوب نيكول أنسن، أن أول تحدي للمنظمة التي ترافق مهني الصحة هو التقليل من وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادات، والكف عن جعل قاعة الولادات مكان لإنتاج  الإعاقة، مضيفة أن المشروع يمس تكوين 250 قابلة، ومكانها في الفريق الطبي متعدد التخصصات.