أوروبـا تعــــزز أمنهـا والعـالم يجمـع على محـارب الإرهـاب
مثل الفاجعة التي أحدثتها تفجيرات باريس الخريف الماضي، ومثلما كان 11 نوفمبر 2015 يوما مأساويا بالنسبة للفرنسيين، كان نهار أمس 22 مارس 2016 يوما داميا بالنسبة للبلجيكيين الذين استيقظوا على وقع تفجيرات إرهابية استهدفت القاعة الرئيسية في مطار «زافنتم» الدولي حوالي الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي ومحطّة الميترو بالعاصمة بروكسل بعد دقائق معدودة، لتحصد أرواح 34 قتيلا وأزيد من 200 جريح، وقد سجّلت الحصيلة الأكبر في محطة الميترو حيث كثافة الركاب كبيرة.
مباشرة بعد الاعتداء الدموي الذي تبناه تنظيم «الدولة الإسلامية» الإرهابي، أعلنت بلجيكا الحداد ثلاثة أيام ورفعت درجة التأهب إلى حدّها الأقصى، كما علّقت حركة النقل العام في المدينة وتم إغلاق مطار «بروكسل زافنتم» الدولي حتى إشعار آخر، وتعزيز الأمن في مطارات لندن وباريس وفرانكفورت وجنيف وكوبنهاغن.
إدانة وإجماع على مكافحة الإرهاب
توالت ردود الفعل المنددة بهجمات بروكسل من مختلف أنحاء العالم والدعوات إلى الوحدة في مواجهة الإرهاب، حيث اعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، أنه «يوم حزين جدا لأوروبا» قبل أن تنهمر دموعها في عمان.
وندد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، بـ»الاعتداءات الإرهابية» في بروكسل، وقال في بيان «أنّها تشكل مستوى جديدا من الدناءة من قبل الإرهابيين، الذين يتحركون بدافع الكراهية والعنف».
وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أن «أوروبا كلها مستهدفة من خلال اعتداءات بروكسل»، وصرح في بيان أن على أوروبا «اتخاذ كل الإجراءات الضرورية إزاء خطورة التهديد».
واعتبر رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين «أنه هجوم على أوروبا الديمقراطية»، وأضاف «لن نقبل أبدا بأن يعتدي إرهابيون على مجتمعاتنا المنفتحة».
ومن جهته، أدان الرئيس الأمريكي باراك أوباما الاعتداءات «المشينة»، وقال من العاصمة الكوبية هافانا، قبل أن يغادرها أمس «يجب أن نقف معا بغض النظر عن جنسيتنا أو عرقنا أو ديننا لمكافحة آفة الإرهاب. ونستطيع هزيمة من يهددون سلامة وأمن الناس في جميع أنحاء العالم وسنهزمهم».
الأزهر: جرائم تخالف تعاليم الإسلام السمحة
وأدان الأزهر بشدة الاعتداءات معتبرا أنها «جرائم نكراء تخالف تعاليم الإسلام السمحة».
مذكرة اعتقال بحق مشتبه به
بعد ساعات من التفجيرات، أصدرت الشرطة البلجيكية مذكرة اعتقال بحق رجل يشتبه بضلوعه في العمل الاجرامي المروّع الذي وقع بالمطار الدولي، ونشرت صورة للمشتبه به وطلبت الإدلاء بمعلومات عنه. وأوردت النيابة البلجيكية أن انتحاريين على الأرجح نفذا اعتداء المطار.
أوروبا تعزز الإجراءات الأمنية
قررت دول أوروبية على غرار فرنسا وهولندا والسويد فرض تدابير أمنية مشددة في مطاراتها إثر الانفجارات التي هزت بروكسل، كما عززت إجراءات المراقبة على حدودها مع بلجيكا.
ففي هولندا تم تعزيز دوريات إضافية للدرك في (مطار) شيبول وفي روتردام واندهوفر، ومراقبة معززة على الحدود الجنوبية.
كما أتخذت السلطات الألمانية إجراءات أمنية مشددة في مطار فرانكفورت، أحد أكبر مطارات أوروبا، على ما أعلنت الشرطة الفدرالية الألمانية.
فرنسا، من جهتها التي كانت عرضة لهجمات إرهابية في 2015، قررت تشديد الإجراءات الأمنية، حيث أعلن مصدر ملاحي لوكالة الأنباء الفرنسية تعزيز الإجراءات الأمنية في مطار رواسي شارل ديغول في باريس.
وأعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف نشر 1600 عنصر شرطة ودرك إضافيين في البلاد.