نوّه سفير دولة فلسطين بالجزائر، لؤي عيسى، أمس، بجهود الجزائر، في التزامها اللامحدود، إزاء الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، موضّحا، أنّ الجزائر، حافظت على حجم الدعم الدبلوماسي والسياسي والمالي والفكري للسلطة والشعب الفلسطينيين.
قال لؤي عيسى، خلال منتدى جريدة الجمهورية بوهران: لو كانت هناك عدالة لأقيمت للجزائر تماثيل في دول العالم، مشيدا، بعظمة ثورة التحرير الجزائرية التي غيّرت الكثير من المفاهيم، والدرس السياسي والأخلاقي الذي أعطاه أكثر من 80 ألف مناصر جزائري، شجّع المنتخب الفلسطيني، ضد فريق بلده، في المباراة الودية التي جمعتهم مؤخرا.
وتحدّث لؤي عيسى، في سياق متّصل، عن مساعي الجانب الفلسطيني لتوسيع الدعم الميداني، إلى مجالات التبادل الاقتصادي، انطلاقا، من الانفتاح على الدول التي لا تزال متماسكة، في ظل التنظير والتشهير، ومخطّطات تقسيم وإضعاف العرب، خاصة في المرحلة الجديدة، حيث انكفأ الجميع، بعيدا عن فلسطين بالمعنى العملي نحو الأوليات الأساسية، وفق نفس المتحدّث.
وأكد السفير أن الجزائر، رغم الجراح، لا زالت متماسكة ولغتها السياسية واضحة، وأن الفلسطينيين، سلطة وشعبا، ينهلون من محبّتها، القوة والعزيمة للاستمرار، ويمنحهم حضنها الدافئ نظرة إيجابيّة، تبعث في النفس الأمل والإصرار على المضي قدما في المشروع الجزائري الذي انطلق سنة 1954 وأنهى مرحلته الأولى بالاستقلال، لينتقل إلى المرحلة الثانية لتحرير فلسطين، على حد قول الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في القدس عام 1964، عندما كان وزيرا للشباب والرياضة للوزراء العرب: كنتم ولا زلتم أملنا، خلفيتنا، علّمتم على جدران فلسطين بصماتكم وعلى عقولنا وفكرنا تجاربكم التي لا نزلنا نعمل بها حتى اليوم، أمام الهجمة الجديدة التي تعصف بلاد العالم العربي والمنطقة، مقسمة ومشتتة بصراعات مختلفة وقضايا داخلية صغيرة، أقل ما يقال عنها، أنّها تبعدنا عن معركتنا المركزية وعن ديننا وثقافاتنا وعن ديمقراطيتنا والكثير من المقوّمات التي تبعثرت بين أرجل المتباريين من القوى الدولية والإقليمية.
وأكّد السفير أن ما يحصل في العالم العربي، أمر متوقّع، وليس بالمفاجأة، واستشهد على موقفه بمجموعة كبيرة من مقولات زعماء الجزائر، من بينهم، أنّ فلسطين، هي الأسمنت التي توحد أطراف الأمة وهي الديناميت التي تفجرها، موضّحا، بأنّ الأمة العربية، ابتعدت عن هذه القاعدة، فكانت النتيجة.
وختم قائلا: فلسطين، ليست المشكل التي تولّد القضايا، مشيرا إلى أنّها معادلة صهيونية تحاول الحركة دائما أن تكرّسها، يضاف إلى ذلك نجاح العدو في أن يكرّس معادلة إنسانية جديدة في التحالف ضد الإرهاب المصطنع والتغاضي على كل الجرائم الصهيونية.