طباعة هذه الصفحة

الاتحاد المغاربي مرهون بحل عادل للقضية الصحراوية

فتيحة/ك

يجزم المتتبع لتطورات القضية الصحراوية أن حلم تحقيق الاتحاد المغاربي مرهون بموقف المملكة المغربية اتجاه إنهاء احتلالها للأراضي الصحراوية التي لن يرضى شعبها بأقل من الاستقلال والاعتراف بها كدولة ذات سيادة...
أكد محمد سالم ولد السالك وزير الشؤون الخارجية للجمهورية العربية الديمقراطية الصحراوية في تدخله في ندوة النقاش» زيارة بان كيمون إلى المنطقة... هل بدأ العد التنازلي لحل القضية الصحراوية ؟» التي نظمتها «الشعب» أن الاتحاد المغاربي لن يكتمل حتى يتخلى المغرب عن تعنته اتجاه الصحراء الغربية التي لن تتخلى عن استقلالها وهي مستعدة للتضحية بالغالي والنفيس من أجل رفع رايتها على كافة التراب الصحراوي.
وأثرت القضية الصحراوية على الاتحاد المغاربي بصفة مباشرة بسبب اختلاف مواقف دوله حول القضية خاصة مع تمسك المملكة المغربية بموقفها المتعنت الذي يعتبر التراب الصحراوي امتدادا للأراضي المغربية وجزء لا يتجزأ منها، بينما هي دولة محتلة ترفض الرضوخ لخيار الحكم الذاتي، لأن استقلال الأراضي الصحراوية نقطة فاصلة في نجاح اتحاد مغاربي قوي، و لن يكون قرار المملكة المغربية في طرد المكون المدني السياسي والإداري لبعثة الأمم المتحدة « المينورسو» التي تتكفل بعملية تحديد هوية الناخبين والمعني بتنظيم استفتاء تقرير المصير والتي تم إنشاؤها قبل 25 سنة من طرف مجلس الأمن حجر عثرة أمام هذا الهدف المشروع.
وصرح محمد سالم ولد السالك أن حل  القضية الصحراوية ليس مستحيلا إن أرادت المملكة المغربية الوقوف إلى جانب العدل وقبول إجراء استفتاء تقرير المصير لأن الشعب الصحراوي مستعد للنضال إلى آخر قطرة من دمه في سبيل نيل مراده في التحرر من الاحتلال المغربي الذي لا يريد الاستماع إلى كلام العقل والمنطق.
وفي السياق ذاته قال وزير الخارجية الصحراوي إن المملكة المغربية بعد أن أصبحت خارج الاتحاد الإفريقي بسبب احتلالها للأراضي الصحراوية، لم تجد غير التهم التي ترمي بها جزافا في حق الجزائر وهي كذر التراب في العين، ومحاولة فاشلة لتحويل حقيقة القضية الصحراوية من حق شعب في الحرية والاستقلال إلى مشكل بين دولتين من الاتحاد المغاربي، وهذا طبعا لن يغطي ولن ينفي حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
لذلك وحتى يتحقق الاتحاد المغاربي يجب أن نسوي مشكلة القضية الصحراوية لأنها نقطة جوهرية في نجاح هذا الاتحاد وتحققه على أرض الواقع، بغية صنع قوة اقتصادية تقف في وجه التحديات المستقبلية التي ستواجه هذه الدول التي تقع في موقع جغرافي مهم واستراتيجي، وعليه لن يكون اتحاد مغاربي دون تحقيق السلام العادل والنهائي الذي يمر حتما عبر تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه الثابت غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال عبر استفتاء حر ونزيه.