أدت الجهود المتواصلة للأمين العام للأمم المتحدة «بان كي مون» من أجل إيجاد حل يسمح بتقرير مصير الشعب الصحراوي الذي يرزح تحت الاحتلال المغربي إلى إرباك المغرب المتسبب في «مأساة إنسانية» في هذا الإقليم غير المستقل في انتظار تصفية الاستعمار.
والذي صرح مسؤولوه بتصريحات غير مسؤولة معتبرين خلافهم مع الأمين العام وليس مع منظمة الأمم المتحدة وهو تناقض صارخ لا يقبله عاقل ثم لماذا يأمر بسحب 84 عنصرا من هيئة «المينورسو»؟ أليس ذلك استهتارا بالهيئات الدولية وبالقرارات الأممية؟
كان «بان كي مون» قد أعرب خلال زيارته إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين و الأراضي المحررة «بئر لحلو» عن أسفه للمأساة الإنسانية في الصحراء الغربية التي ما زالت مستعمرة منذ أربعة عقود، مؤكدا على بعث الوساطة الأممية من أجل الشروع في مفاوضات مباشرة بين جبهة البوليساريو والمغرب.
كما أكد السيد بان على الحق الثابت للشعب الصحراوي في تقرير المصير، مضيفا أنه سيعمل على إحراز تقدم في هذا المسار و أغضب المغرب بحديثه عن «الاحتلال» بخصوص وضعية هذا الإقليم الذي ضمه المغرب إليه في سنة 1975 و الذي لازال آخر مستعمرة في إفريقيا.
وتأسف بان كي مون في هذا الصدد لغياب «تقدم حقيقي» في المفاوضات التي من شأنها أن «توصل إلى حل عادل و مقبول من الجميع يقوم على تقرير مصير الشعب الصحراوي».
وقد أدت تلك التصريحات التي يدعمها المجتمع الدولي إلى جعل المغرب في وضعية حرجة حيث أعلن في بيان عن قراره بالتقليص بشكل محسوس للتشكيلة المدنية لبعثة الأمم المتحدة من أجل تنظيم استفتاء حول تقرير المصير في الصحراء الغربية «المينورسو» سيما الفرع السياسي مع الوقف الفوري لمساهمته المالية في هذه البعثة.
و كانت الأمم المتحدة قد نددت يوم الأربعاء بهذا القرار «المؤسف» من المغرب مشيرة إلى «اتخاذ الإجراءات» اللازمة، كما أكد الناطق الرسمي للأمم المتحدة «ستيفان دوجاريك» أن «بان كي مون» لازال محافظا على التصريحات التي أغضبت المغرب و أنه صرف النظر عن زيارة المغرب بالنظر إلى المناخ السائد «و أضاف أنه «ليس هناك أي زيارة مرتقبة للأمين العام الأممي» و أنه «لا مجال للحديث عن انسحاب البعثة».
خيبة أمل
- ومن جهة أخرى قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة «بان كي مون» يوم الجمعة إن الأمين العام يشعر بخيبة أمل لفشل مجلس الأمن في اتخاذ موقف قوي في خلاف بينه وبين المغرب بشأن الصحراء الغربية وإنه سيثير الأمر مع الدول الأعضاء بالمجلس قريبا (شهر أفريل يقدم تقرير الزيارة حول أوضاع الصحراويين المأساوية).
وناقش مجلس الأمن الدولي الأزمة لعدة ساعات يوم الخميس. وعقب المناقشات قال اسماعيل جاسبر مارتينز ممثل أنجولا التي ترأس المجلس هذا الشهر إن الدول الأعضاء أبدت قلقها ولكنها اتفقت على التحدث مع المغرب بشكل منفرد لضمان «تطور (الموقف) بطريقة إيجابية».
وفي توبيخ لمجلس الأمن صيغ بشكل متحفظ أوضح ستيفان دوجاريك المتحدث باسم بان خيبة أمل الأمين العام وقال دون الإدلاء بتفاصيل «كان من الأفضل لو تلقينا كلمات أوضح من رئيس مجلس الأمن».
وأضاف «دوجاريك» إن بان سيثير القضية في لقائه الشهري مع أعضاء المجلس، وقال دبلوماسيون إن الدول الأعضاء في المجلس التي عارضت إصدار بيان تأييد قوي لبان وأيدت أن تتعامل الدول مع القضية بشكل ثنائي شملت فرنسا وهي الحليف التقليدي للمغرب وإسبانيا ومصر والسنغال. ويتعين صدور بيانات مجلس الأمن بموافقة جميع الأعضاء.
وتريد جبهة البوليساريو إجراء استفتاء يتضمن مسألة الاستقلال لكن المغرب يقول إنه لن يمنح أكثر من حكم ذاتي، وقال ممثل البوليساريو لدى الأمم المتحدة أحمد بخاري للصحفيين يوم الخميس إن هدف المغرب هو إنهاء عمل بعثة (مينورسو) وهي خطوة قال إنها «ستعني أقصر طريق لاستئناف الحرب».