دعا الخبير الدكتور كاديك بشير إلى الحذر في منح أراضي لأشخاص ليس لديهم دراية بالشأن الفلاحي مؤكدا على أهمية مرافقة المشاريع بالتكوين والتأهيل، وبهذا الخصوص أشار إلى أنه صادف خلال زيارته إلى بسكرة في مهمة لمعهد الدراسات الإستراتيجية شخصا مستفيدا يشتغل في زراعة الخضراوات تعرضت لأمراض وتأسف لعدم درايته وتحكمه في هذا النشاط والمثير للاستغراب أنه اعترف بعدم درايته لشؤون الفلاحة ولما نصحته بتشغيل مهندس في الاختصاص أجاب وكان بهندام لا صلة له بالعمل في الأرض وهل تحتاج الفلاحة إلى مهندس. هذا الموضوع، يطرح مدى الضرورة إلى يد عاملة ذات كفاءة ترتكز على تكوين علمي وتأهيل مهني في وقت يتراجع فيه عدد الفلاحين الاحترافيين الذين يجيدون عمل الأرض. وحتى ينخرط الشباب الذي هجر الفلاحة لأسباب مختلفة من المفيد المبادرة بتحديث وعصرنة مراكز التكوين الفلاحي بإدخال التكنولوجيات الجديدة وإعادتها إلى وصاية وزارة الفلاحة ومراجعة البرامج بيداغوجيا وتطبيقيا من أجل تركيز التكوين ومواكبة التحولات في القطاع. إلى جانب هذا يرى الخبير أن الموارد البشرية الفلاحية من تقنيين ومهندسين وبياطرة يتواجدون في مختلف هياكل القطاع الإدارية مدعوة أيضا للرفع من مستوى الأداء عن طريق إتباع دورات تربص ورسكلة على مستوى المزارع والمستثمرات لامتلاك السلوكات الاحترافية وتحمل المسؤولية. وحتى اليد العالمة في الغابات تحتاج لذلك يقول محدثنا مطالبا بإنشاء مدرسة وطنية لتكوين مهندسي الغايات، علما أن هناك 5 ملايين هكتار غابات ومن شأن هذا التخصص أن يوطد الروابط بين المورد البشري والغابة كمصدر اقتصادي بالأساس. ويمثل التكوين صمام آمان وجسر مرور إلى المستقبل بهذه الثروة في مواجهة خطر التغيرات المناخية ومنها ضياع أنواع نباتية وحيوانية جديرة بأن تساهم في التنمية الاقتصادية.