أبرز ممثلو وزارتي التربية الوطنية والموارد المائية والبيئة أهمية إدراج التربية البيئية في الوسط المدرسي، على مستوى الأطوار التعليمية الثلاثة وإشراك البلديات في هذا التوجه من أجل تحقيق تنمية مستدامة، كونه بات ضروريا إعطاء أهمية خاصة لكل الإشكاليات المتعلقة بالبيئة، وتعميم النوادي الخضراء على مستوى كل البلديات، والبالغ عدد النوادي التي تم تنصيبها 353 ناد أخضر موزعة على مختلف مقاطعات ولاية العاصمة.
أكد المدير العام للمعهد الوطني للتكوينات البيئية وحيد تشاشي، في تدخله أمس باليوم الإعلامي حول التربية البيئية بالوسط المدرسي لفائدة بلديات العاصمة (شرق- غرب)، بالمعهد الوطني العالي للموسيقى أهمية تلقين التربية البيئية على مستوى المؤسسات التربوية لتكوين رجل المستقبل، مطالبا البلديات بالانخراط في هذا المسعى من خلال تأطير ودعم المدارس التي تقع في محيطها.
وأشار تشاشي في هذا السياق، إلى المشكل الذي تعاني منه البلديات في تسيير النفايات وحماية المساحات الخضراء، ما يحتم عليها العمل مع مختلف الشركاء من أجل التكفل بالانشغالات والتحكم في التسيير البيئي والعقلاني من خلال مبادرة المعهد الوطني للتكوينات البيئية، في فتح المجال أمام الشركاء من وزارة التربية والبلديات ليكون هناك نقاش حقيقي في كيفية التعاون وإيجاد شراكة حقيقية للتربية البيئية.
وشدّد مدير المعهد على ضرورة الاستثمار الفعلي في العنصر البشري، عبر التحسيس والتسيير العقلاني للبيئة والتحكم في هذا الميدان، مذكرا بالاستيراتيجية البيئية التي ترجمت في شكل بروتكول اتفاق سنة 2002 الذي ينص على تدعيم الجانب البيئي في البرامج الوطنية، والذي نتج عنه سنة 2015 دعم النوادي الخضراء ، حيث خصصت له ميزانية كبيرة، مشير إلى أنه لم يصل إلى الهدف الحقيقي وهو تكوين رجل المستقبل.
من جهتها، استعرضت هجيرة لعوارم إطار بوزارة التربية الوطنية مشروع التربية البيئية وخطوات تطبيقه على مستوى المؤسسات التربوية في ثلاث مراحل الأولى تجريبية من 2002 إلى 2005، ومرحلة التعميم من 2006 لغاية اليوم، مع إعداد كراريس خاصة بالتربية البيئية.
وأوضحت في هذا الشأن، أن تجديد الاتفاقية التي أبرمت بين وزارتي التربية الوطنية والموارد المائية والبيئة في 28 أفريل 2002، حول وضع برنامج لتقوية التربية البيئية، تهدف لتفعيل هذا البرنامج على كل المؤسسات التربوية، لتحقيق تنمية مستدامة وخلق نشاطات تكميلية في الوسط المدرسي وإدراج مفاهيم ببيئية جديدة تستجيب للرهانات البيئية الناشئة.
وأضافت ممثلة وزارة التربية الوطنية، أنه تم تعميم المشروع عبر مدارس ولايات الوطن من 2006 إلى غاية يومنا هذا، كاشفة عن كراريس رقمية حول التربية البيئية موجهة للأساتذة سيتم إصدارها عن قريب.
من جهتها تطرقت حاتي فاطمة الزهراء رئيسة قسم التحسيس والتربية على مستوى المعهد الوطني للتكوينات البيئية إلى برنامج هذا الأخير حول التربية البيئية في الوسط المدرسي، التي تعتبر وسيلة ضرورية للتنمية المستدامة، قائلة إن الهدف من البرنامج هو تكوين وتربية أجيال واعية بمسؤوليتها اتجاه المحيط، مبرزة أهمية النوادي الخضراء في تعميم هذه الثقافة.
و حسب حاتي أنه تم تنصيب 353 ناد أخضر موزعة عبر مختلف المقاطعات على مستوى ولاية العاصمة، و2276 ناد أخضر أسسه المعهد، مشيرة إلى أن هناك بعض البلديات تفتقد للنوادي الخضراء، و3953 شخص استفادوا من الدورات التكوينية على مستوى المعهد.