دخول “بيوفارم “و مؤسسة أسمنت “جيكا” رفع رأسمال البورصة إلى 952 مليار دج
يقدر رأسمال بورصة الجزائر 15 مليار دج ، فيما ينتظر أن تحقق رقما ماليا أكبر يقارب 1 مليار دولار قبل نهاية السنة الجارية بدخول مؤسسات اقتصادية على غرار مؤسسة “ بيوفارم” الخاصة للأدوية، ومؤسسة الإسمنت التابعة لشركات مجمع “جيكا “بعين الكبيرة ...، حسب ما أكد يزيد بن موهوب مدير عام شركة تسيير البورصة.
يتوقع يزيد بن موهوب، أن يتضاعف رأسمال السوق المالية في الجزائر خلال ثلاث سنوات القادمة ليصل إلى 10 مليار دولار، بدخول مؤسسات اقتصادية عمومية جديدة و متعاملي الهاتف النقال على غرار “موبيلس”، التي أبدت استعدادها لدخولها البورصة، متجاوزين بذلك كما قال، الأهداف المسطرة من قبل إدارة البورصة، خاصة وأن دخول مؤسسة “بيوفارم “ الخاصة للأدوية ومؤسسة الإسمنت المذكورة السنة الجارية، رفع رأسمال البورصة إلى 952 مليار دج .
بالرغم من التوقعات و “التفاؤل” بشأن السوق المالي في الجزائر إلا أن رقم أعمال البورصة يضعها في مرتبة متأخرة في الترتيب، مقارنة بالجارة تونس التي يصل رقم أعمال بورصتها 8 مليار دولار، و قد أرجع بن موهوب الأمر في رده أمس على أسئلة الصحافة في المنتدى الاقتصادي لجريدة “ المجاهد”، إلى عدم اهتمام المؤسسات الصغيرة و المتوسطة، التي اغلبها “عائلية” بدخول السوق المالي، بسبب نقص المعلومات حول هذا الأخير .
هذه المعلومات التي من المفروض أن يوفرها محافظو الحسابات و المحاسبين للمؤسسات الاقتصادية من خلال الاستشارة المالية التي يقدمونها إليها، ما جعلها تتردد، و لا تبدي أي اهتمام بفتح رأسمالها، لأن دخولها السوق المالي يحتم ذلك، كما سجل المتحدث أن المؤسسات الصغيرة و المتوسطة تفتقد للمعلومات حول الامتيازات التي يمكن أن تستفيد منها على غرار الإعفاءات الجبائية، بالإضافة إلى مزايا أخرى .
وبخصوص التحاق المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالبورصة، أكد المتحدث أن مصالحه لم تتلق طلبا منها، كون أن منها من تواجه صعوبات، ولمرافقتها، قال المتحدث إنه تقرر إنشاء سوق الشركات الصغيرة والمتوسطة الذي يختلف عن سوق المؤسسات الكبيرة التي لها قدرة مالية، حيث تمّ تنصيب ما يسمى مرقي البورصة لمرافقتهم وتقديم تسهيلات لفائدتهم، بعد الإمضاء على اتفاقية لمدة خمسة سنوات.
و في السياق ذاته، ذكر بن موهوب أن بورصة الجزائر تعمل على جلب شركات أخرى للسوق على مستوى السندات ورأس المال، مشيرا إلى أن جل أرباح السوق ناشئة من سندات الخزينة لا تتعدى قيمتها 446 مليار دج ، عن طريق تكثيف الحملات التحسيسية، بغية استقطاب الشركات الخاصة خصوصا، لإعطائها نفسا على المستوى الوطني والعالمي، كون السوق ـ حسبه ـ مبنية على الثقة والاتجاه إلى أحسن الوسائل لانضمام شركات أخرى.
قال بن موهوب في رده عن سؤال حول تعامل البورصة في إطار التقارب مع المؤسسات، إن اللقاء بالشركات ليس لإقناعها لدخولها في البورصة فقط، بل كيفية تمكين البورصة من لعب دور تمويل الاقتصاد الوطني، إلى جانب البنوك والخزينة العمومية وتحقيق قيمة إضافية .
كما أرجع التأخر في دخول هذه المؤسسات إلى السوق المالي كون العملية ليست سهلة، و تتطلب حسبه المرور بإجراءات أساسها مرحلة التقييم، والتي تستغرق البورصة وقتا طويلا في تقيّيمها، نظرا لأنّ الأمر يتعلق بمؤسسات كبيرة وهامة، خصوصا الشركات الخدماتية، مطمئنا أنّ العملية أحرزت تقدما في الوقت الحالي. وثمّن المدير العام لبورصة الجزائر ما جاء به قانون المالية لسنة 2016 في مادته 66 بخصوص فتح رأس مال الشركات العمومية التي تستوفي الشروط مع الشريك الخاص، معتبرا أنها فرصة ثمينة للبورصة وفرصة للشركة لتخطي الصعوبات.