يعرف عنها أنها مربية الأجيال وصانعة الرجال وحافظة الأعراف والتقاليد وحارسة الذاكرة والقيم والمبادئ، يشهد لها على مرّ القرون والسنين بنضالها وصمودها في وجه الظلم والاستعمال، ويُشاد بتضحياتها الجسام من أجل أن تسترجع الجزائر سيادتها وكرامتها، كما يتغنّى دوما وأبداً بجمالها وحيائها وذكائها وخصالها في كل طبوع الفن الجزائري الأصيل، إنها الجزائرية التي ألهمت للشعراء والكتاب والرسامين، فكانت محور إبداعاتهم وإلهاما لمخيلاتهم ومحفزا لمواهبهم وصانعا لشهرتهم.
كانت المرأة الجزائرية ومازالت، في الموروث الثقافي الجزائري، رمزا للنضال، فالرواية والقصة والمثل في الشجاعة والحنكة والكرم والصمود يضرب في العديد من القصص وشخص «دهلية» أو الكاهنة ابنة الأوراس، و»تنهينان» ملكة التوارق وفاطمة «نسومر» ثائرة القبائل، و»القائدة حليمة» المرأة رمز الجود والقوة بالغرب الجزائري والزاهدة صاحبة الأعمال الخيرية «لالة تركية» وغيرهن من الأسماء النسوية اللاتي خلد التاريخ أسماءهن بسيرهن العظيمة. وجاء أيضا جيل جميلة بوحيرد وحسيبة بن بوعلي ووريدة مداد والأخوات بن سليمان وغيرهن من اللواتي سجلت ذاكرة الأمة تضحياتهن الجسام في سبيل تحرير الوطن، فألهمن العديد ممّن كتب وتغزل بشجاعة جميلات الجزائر.
كانت المرأة الجزائرية ومازالت أيضا، رمزا للحب الأبدي ومحورا للغزل الشغوف، متصدرة قصائد ومواضيع الشعر الملحون والأدب الشفوي بامتياز، فكانت لها حصة الأسد في ما تناوله الشعراء والكتاب والأدباء والمبدعون. كما ألهمت أكثر من فنان تشكيلي وكاتب نصوص مسرحية وسيناريوهات للمسلسلات التلفزيونية والسينمائية على السواء.
فمن «نجمة» لكاتب ياسين، إلى ليلى وأخواتها في الفيلم التلفزيوني في الثمانينيات إلى لالة عيني في الحريق و»دار السبيطار»، مرورا «بحيزية» للشاعر بن قيطون، وبنت العرجون للمناعي و»بختة «للخالدي و»لالة غانو» و»شهلة لعياني» ومولاة العين الزرقة وغيرها...، تبقى الجزائرية كالوردة تعطر بحضورها الفن والطرب والإبداعي الجزائري الأصيل.
ولا يقتصر وجود المرأة كموضوع في التراث الثقافي، بل هي أيضا أبدعت بدورها، ومن ملهمة للشعراء والكتاب، أطلقت العنان هي الأخرى لإبداعاتها وهواياتها الأدبية والفنية، وسجلت اسمها في قائمة الكبار سواء في الشعر، أو الأدب أو الرواية والفن التشكيلي والتمثيل في المسرح والسينما أو الغناء وللحديث عن إنتاجاتها ونجاحاتها في هذا وذاك من الميادين الثقافية بقية.