الجهة الغربية لا تزال تعاني العزلة
لا تزال المنطقة الغربية لولاية تيبازة تعاني من أزمة خانقة فيما يتعلق بالطرق بالرغم من استفادتها من عدّة برامج تهيئة على مدار الـ5 سنوات المنصرمة، شملت ما مجمله 236 كلم عبر مختلف البلديات النائية والجبلية، ويرجع الأمر في ذلك حسب أهل المنطقة الى صعوبة تضاريسها وشساعة أراضيها وقلة برامج التنمية المحلية بها.
حسب مصدرنا من مديرية الأشغال العمومية بالولاية، فإنّ برامج تهيئة الطرق المجسدة بتلك المناطق خلال السنوات الأخيرة تهدف بالدرجة الأولى الى تثبيت السكان بمناطق اقاماتهم وتمكينهم من خدمة أراضيهم في ظروف مريحة مع توفير الحد الأدنى من الحياة الكريمة لهم، بحيث ساهمت هذه البرامج مجتمعة في ترقية واقع البلديات المعنية من حيث من خلال توصيل مختلف دواويرها بمسالك معبّدة بشكل غير معهود لدى ساكنة المنطقة والذين لا يزالون يعانون بالرغم من ذلك من ووعرة المسالك المنجزة من حيث ضيقها وصعوبة منعرجاتها، بحيث تعتبر وظيفية العديد من الطرقات المنجزة صعبة للغاية على غرار مسلك «بوخليجة ـ إمجاج» ببلدية الارهاط ومسلك «واد قلال ـ إنورايان» ببلدية قوراية وغيرها من المسالك التي لم تراع فيها طبيعة المنعرجات الخطرة ناهيك عن ضيقها وصعوبة مرور شاحنات بها في ظروف مريحة.
كما يعتبر العديد من سكان المنطقة ما حصل تطورا ملحوظا في نمطهم المعيشي بالنظر الى القيمة المضافة التي وفرتها الطرق المنجزة بغض النظر عن منعرجاتها وضيقها واهترائيتها أحيانا، ذلك ما لمسناه من سكان واد حربيل وسكان منطقة الرمامان ببلدية الداموس وكذا سكان المناطق الجبلية ببلدية الارهاط المستفيدين من الطريق الموصل الى غاية منطقة أغبال مرورا ببني وارقشان .
ولغرض تثمين البعد السياحي للمنطقة، فقد شرعت مصالح الأشغال العمومية في تجسيد عدّة مشاريع جديدة تعنى بتوسيع وتهيئة عدّة طرق وطنية وولائية، كما هو الشأن بالنسبة للطريق الوطني رقم 42 في جزئه الفاصل بين مراد بجنوب تيبازة وحمام ريغة بولاية عين الدفلى. وعلى مسافة 15 كلم وهو المشروع الذي يرتقب استلامه خلال الصائفة القادمة وبوسعه تمكين سكان المنطقة من التنقل إلى منطقة حمام ريغة والطريق السيار شرق ـ غرب في ظروف مريحة وآمنة، كما يسري حاليا مشروع تهيئة الطريق الوطني رقم 66 الرابط بين مناصر ومنطقة مليانة بولاية عين الدفلى على مسافة 18 كلم وبطريقة عصرية ولائقة مما سيمكن سكان المنطقة من الاستفادة من نشاط سياحي متميّز بالنظر إلى طبيعة المنطقة التي تزخر بمناطق طبيعية خلابة وبوسعها جلب أعداد كبيرة من السياح، وتعرف أشغال تهيئة الطريق الولائي رقم 103 الرابط بين سيدي غيلاس وسيدي سميان وتيرة متسارعة بحيث يرتقب استلام المشروع قبيل نهاية السنة الجارية على أن تحظى مناطق أخرى من الناحية الغربية لاحقا من مشاريع مماثلة خلال السنوات المقبلة.
الطريق الاجتنابي لشرشال.. مشروع حلم طال انتظاره
لا يزال سكان المنطقة الغربية لولاية تيبازة ينتظرون بشغف تجسيد مشروع الطريق الاجتنابي لمدينة شرشال للتخلّص من كابوس الازدحام المروري على امتداد تلك المدينة التي تعتبر في الوقت الراهن المنفذ الوحيد الفاصل بين المنطقتين الشرقية والغربية، لاسيما خلال فترة موسم الاصطياف حين يستهلك العابر لهذا المسلك ساعات طوال للتمكن من الإفلات من الزحام، وتمتدّ المعاناة صيفا إلى غاية بلدية سيدي غيلاس المجاورة، ومن ثمّ فقد سارعت الجهات الوصية إلى برمجة تجسيد المشروع الحلم الذي شرعت في انجازه شركة صينية منذ بداية العام المنصرم على مسافة 17 كلم وحدّدت مدّة الأشغال بـ24 شهرا بما يفيد أنّه سيستلم بداية سنة 2017، مما يعني تعرّض سكان الناحية الغربية للولاية لمزيد من المعاناة خلال الصائفة المقبلة، لاسيما وأنّ مصادرنا من مديرية الأشغال العمومية رفضت التأكيد على فتح جزء منه خلال الصائفة لامتصاص مشاكل حركة المرور عبر مدينة شرشال، مع الإشارة إلى كون هذا المشروع لن يحلّ مشكلة التنقل لسكان المنطقة بشكل جذري بالنظر إلى توقف الطريق السريع على مستوى منطقة سيدي غيلاس، فيما تبقى المسافة الفاصلة بين سيدي غيلاس والداموس تعاني من اهترائية متقدمة بالطريق الوطني رقم 11، لاسيما ما بين بلديتي الأرهاط ووقوراية والمخرجين الغربيين لكل من مسلمون والأرهاط، إلا أنّ مصدرنا من مديرية الأشغال العمومية أشار إلى شروع مكتب دراسات متخصص في إعداد دراسة مفصلة بالمنطقة حول إمتداد الطريق السريع إلى غاية أقصى غرب الولاية بمنطقة الداموس.