قررت ولاية وهران، إجراء عملية فرز تقنية وثقافية دقيقة للبنايات الهشّة، قصد الفصل في مصيرها، سواء بالحفاظ على العمارات التي تحمل قيمة تاريخية، ثقافية أو عمرانية وتكون قابلة للترميم والصيانة - بغض النظر عن طبيعة ملكيتها - أو من خلال إزالتها، في حالة تبيّن أنّها مهدّدة بالإنهيار ولا تحمل أيةَ قيمة من هذا القبيل، وذلك حفاظا على السلامة العمومية ومنعا لأية عملية اقتحام جديدة.
وجاء في بيان إعلامي، تحصلت “الشعب” عليه أن 3 أفواج شكلت، لمعاينة 66 بناية معنية بعميلة الإخلاء، حيث ضمّ كل فوج منها تقنيين، متخصصين في قطاع الثقافة، تابعين لمديرية الولائية، وذلك لتقدير الجانب الثقافي والتاريخي وتقنيين من هيئة الرقابة التقنية للبناء لتقدير الوضعية المادية للبناءات، وآخرين من مديرية التعمير والهندسة المعمارية لمراعاة الجانب المعماري، بالإضافة إلى تقنيين من مصالح بلدية وهران.
وأوضح البيان، إن ولاية وهران التي تعتبر، حي سيدي الهواري، جزءا من ذاكرة المدينة، ستحرصُ كل الحرص على المحافظة على الممتلكات الثقافية لهذا القطاع، وتُذكّر، بأنها ستشرع قريبا في ترميم مسجد الباشا التاريخي وكذا قصر الباي، وذلك بعد أن تم ترميم واسترجاع مسجد مولاي الهواري الذي يعد معلما متميزا من معالم هذا الحي العتيق.
وقد تم إصدار هذا البيان، الذي تحصّلت “الشعب” على نسخة منه، أياما معدودة قبيل الشروع في ترحيل سكان البنايات الأكثر هشاشة على مستوى 08 قطاعات حضرية بمدينة وهران، إلى القطب العمراني الجديد بـ«بلقايد”، والذي تجري به آخر اللمسات لاستقبال أزيد من 2700 عائلة، بداية من الأسبوع المقبل. ستنطلق هذه العمليّة من حي سيدي الهواري العتيق الذي تم تصنيفه مؤخرا “كقطاع محفوظ”.
جاء هذا في قرار الولاية والتي تؤكّد من خلاله، بأنّ الحفاظ على الطابع التاريخي والعمراني لهذا الحي، من الأولويات، في نفس الوقت الذي ينبغي اتخاذ كل التدابير الاحتياطية، من أجل منع تعرض البنايات التي سيتم إسكان قاطنيها إلى عمليات اقتحام جديدة، قد تعرض ساكنيها مجددا إلى خطر الانهيار.
وقد خلُصَت عمليّة المعاينة، إلى أنه من بين 66 بناية مبرمجة، تقرّر إزالة 42 بناء، بعد عميلة إعادة الإسكان، وذلك بعد أن تبينَ – بالإجماع - أن هذه البناءات، لا تشكل أية قيمة ثقافية، تاريخية أو معمارية، زيادة على عدم قابليتها للترميم، بفعل وضعية الهشاشة المتقدمة، في حين تقرر المحافظة على 24 بناية أخرى، تمثل قيمة ثقافية وغمرانية بالحي العتيق واتضح أنها قابلة للترميم والاسترجاع، وبالتالي وجب المحافظةُ عليها.