أكد مدير الموارد المائية لولاية معسكر، مراد رشيس، في حديث لـ«الشعب”، أن مشروع إنجاز سد الأودية الثلاثة في منطقة عين فكان غرب ولاية معسكر، يأتي ضمن أهم أولويات الحكومة، بالنظر لأهمية المشروع الموجود طور الدراسة، لتعويض نقص استيعاب سد بوحنيفية وسد فرقوق للموارد المائية بسبب تعرضهما للتوحل بنسبة إجمالية تقدر بـ53 بالمئة.
وسيمكن سد الأودية الثلاثة من تخزين واسترجاع المياه التي تهدر في البحر، وكذا تمويل منطقة تغنيف شرق الولاية بمياه الشرب، بالنظر إلى أن تموين المنطقة بمياه الشرب يتم من خلال طبقة المياه الجوفية التي تعاني سنويا من هبوط منسوبها ومستواها، فيما يعتبر استحداث محيط مسقي جديد بمنطقة عين فكان وعين فرص على مساحة 6 آلاف هكتار قابلة للتوسع إلى 10 آلاف هكتار من أهم الأهداف الموضوعية لإنجاز سد الأودية الثلاثة المقدرة طاقة استيعابه النظرية بـ84 مليون متر مكعب.
سقي 30 ألف هكتار من الأراضي
وتحدث مسؤول قطاع الموارد المائية عن إمكانية تحقيق ولاية معسكر لتطلعاتها في مجال السقي الفلاحي وتوسيع نطاق الأراضي الفلاحية ضمن جملة من المشاريع الضخمة والمهمة، للوصول إلى مساحة 30 ألف هكتار من الأراضي الفلاحية المسقية مع أفاق 2019، الأمر الذي تحققه من جهة، مساحة الأراضي المسقية المجسدة ضمن المحيطات المسقية المنجزة حديثا مثل محيط كشوط، والمعاد تأهيلها على غرار محيط غريس، الهبرة ومحيط سيق، التي ستصل إلى 16500 هكتار، بعد استلام الحصة الأولى من محيط غريس في شهر مارس الداخل، تضاف إليها مساحة 14200 هكتار من الأراضي المسقية ضمن إستراتيجية توسيع مجال الأراضي المسقية بالمحيطات المسقية بولاية معسكر.
وتحضر مديرية الموارد المائية لاستقبال مشروع سهل غريس الذي تم إعادة تقييم غلافه المالي ورفعه إلى 3 ملايير و300 مليار دينار من أجل إنجاز حوض ثاني لتجميع المياه بقدرة استيعاب 20 ألف متر مكعب، لسقي 2000 هكتار أخرى ضمن برنامج 2016 لمصالح الموارد المائية.
وفي المقابل يتم العمل بوتيرة جيدة على مستوى سد وادي التحت بعين فراح أقصى شرق الولاية ،لتسليمه في شهر جويلية المقبل، حيث سيسمح سد واد التحت الذي بلغ نسبة 75 بالمئة من الإنجاز، من تمويل 3 بلديات بمياه الشرب وسقي الأراضي الفلاحية بمنطقة وادي الأبطال على مساحة 500 هكتار من المحيط المسقي بكشوط الموضوع حيز الخدمة، تضاف إليها مساحة 700 هكتار في إطار توسيع المحيط المسقي “كشوط”.
أشغال كبرى لتمويل 16 بلدية بمياه “الماو”
تجرى على قدم وساق، أشغال إنجاز مشروع الماو الذي سيساهم في توفير كميات معتبرة من المياه الصالحة للشرب لـ16 بلدية بولاية معسكر وتوسيع مساحة الأراضي الفلاحية المسقية بالمنطقة، حيث يعتبر مشروع الماو بمعسكر من أهم المشاريع التي يجرى تنفيذيها ضمن المخططات التنموية المركزية وقد رصد له أكثر من 11 مليار دينار جزائري، على أن يسمح بتموين أكثر من 400 ألف نسمة بمياه الشرب في صائفة السنة الجارية كأقصى أجل، وفق ما تشير إليه السلطات الولائية والوصية على القطاع.
وأشار مدير الموارد المائية مراد رشيس، أن المشروع شارف على الرتوشات الأخيرة في شطر رواق سيق- المحمدية، حيث سيتم تسليمه في أواخر الشهر المقبل، وسيكون الماء المحلى في متناول سكان عاصمة الولاية شهر جوان المقبل، خاصة بعد أن تم القضاء على 109 نقطة سوداء تمهيدا لوصول المشروع إلى عاصمة الولاية، وهي أغلبها مشاكل تقنية بشبكة المياه، ظهرت بعد إجراء تجربة عملية برفع قدرة الضخ بقنوات المياه في شبكة التموين الجديدة برواق معسكر، الأمر الذي يشير وفق تصريح المسؤول المتحدث أن صائفة السنة الجارية ستمضي دون مشاكل في نقص التموين بمياه الشرب خاصة بالنسبة لسكان سيق والمحمدية الذين ينتظرون المشروع بفارغ الصبر.
من جهة أخرى، قال مدير الموارد المائية لولاية معسكر مراد رشيش في شان سير الأشغال بأهم المشاريع التنموية التي استفاد منها القطاع بمعسكر، أن مشروع إزالة ستة ملايين متر مكعب من الأوحال من سد بوحنيفية الذي بلغت تكلفته المالية 130 مليار سنتيم وتشرف عليه مؤسسة وطنية متخصصة، أن المشروع لم يتجاوز عتبة 65 بالمائة رغم مضاعفة عدد الآلات.
وأرجع المتحدث سبب تأخر تسليم المشروع المحدد بشهر فيفري الجاري، إلى قلة تساقط الأمطار، موضحا أن سيلان المياه والتساقط عامل فعال للمساعدة في عملية السلت، إلى جانب وضعية السد الحالية والتي تبين أن نصف طاقة استيعابه متوحلة، ويتم حاليا إزالة ستة ملايين متر مكعب من أصل 34 مليون مكعب من الأوحال، بعد أن تمت إزالة أكثر من 2 ملايين متر مكعب من الأوحال.