حطّت ببلدية المخادمة بولاية بسكرة القافلة الثقافية التونسية التي صنعت أجواء متميزة استقطبت محبي الفن والأدب حيث صنعت الحناجر الذهبية الفرحة والبهجة لدى عشاق الكلمة بعروس الزيبان في إطار توأمة الثقافة والمحبة والأخوة بين الشقيقتين الجزائر وتونس بالنادي الثقافي بذات البلدية بدعوة من جمعية الواحة للفن والثقافة، تخليدا للذكرى المزدوجة لليوم الوطني للشهيد وأحداث ساقية سيدي يوسف.
ضم الوفد الثقافي العديد من الأصوات الشعرية والفنية التونسية الفاعلة في المشهد الثقافي التونسي التي أبدعت بفنها في إمتاع مختلف الأذواق، وذلك بحضور السلطات المحلية والأسرة الفنية والثقافية بولاية بسكرة وعشاق الحرف.
عرفت الفترة الصباحية، افتتاح اليوم الثقافي، من طرف القائمين على التظاهرة حيث انطلقت النشاطات الفكرية بمحاضرة للأستاذة حليمة بوعلاق بعنوان: «دماء على الحدود، الشعب التونسي والجزائري ينحت لوحة الكفاح المشترك» تطرقت فيها إلى أحداث ساقية سيدي يوسف و إلى الاستفزازات الفرنسية و تداعيات الحادثة التي امتزج فيها دماء الأشقاء المداخلة كانت مرفوقة بعرض لصور لذات الأحداث و تلتها قراءات شعرية أتحف من خلالها الشعراء مسامع الحضور بأجمل ما جات به قريحتهم من مختلف الأغراض الشعرية في الشعر الفصيح و الشعبي، من بينهم الشاعر نجيب الذيبي، رمضان لعمارة، بوبكر قانة، حليمة بوعلاق، محمد الملوح.
من جهة أخرى تمت بعد الفترة الصباحية زيارة مقام الشيخ العلامة والولي الصالح الشيخ عبد الرحمان الاخذري ومقام الشهيد بالمخادمة، أين تليت قراءة الفاتحة على أرواح شهداء الثورة المجيدة، أما الفترة المسائية عرفت تواصل القراءات الشعرية بحضور جمهور غفير وذواق تجاوب بشكل ملفت للانتباه مع كل الذين مروا على المنبر، حيث تميزت الفقرة الثانية بمرور أصوات صنعت الحدث، من بينهم الشاعر الشعبي الكبير مبروك المولى في قصيدة بعنوان «والديك» التي تجاوب معها الحاضرون في القاعة كثيرا.
من جهته، قدم الأب الروحي للشعر التونسي و الاعلامي و رئيس اتحاد الكتاب السابق الشاعر بوجمعة سويلمي أجمل وأرقى نص شعري فصيح بعنوان: «اعتذار غيابي لأبي القاسم الشابي»، أما الشاعر المتميز عبد المجيد البرغوثي غرّد بقصيدته: «على صفيح الحلم» وسجل حضورا رائعا.
في سياق متصل، أبهر الشاعر الشعبي بامتياز جابر لمطيري القيراواني بقصيدته «توقيدة» الحضور الذي تجاوب الى أبعد الحدود مع نصّه الذي يحمل الكثير من المعاني والدلالات الروحية والوجدانية والفلسفية حيث وقف له الجمهور أكثر من مرة حيث صرّح انه لم يحض بمثل هذا التجاوب قط في مسيرته الشعرية حتى في تونس.
من جهته، قاسم الشعراء الجزائريين أيضا أشقاءهم التونسيين المنصة بومضات قصيرة نظرا لكثافة البرنامج، من بينهم الشاعرة لطيفة حساني، جميلة حسنات، أحمد شوقي خرخاش، طارق خلف الله والشاعر هيثم و غيرهم كما تخللت القراءات وصلات غنائية تراثية تونسية مع المغنية الشعبية الكبيرة سعيدة الهاني التي رحلت بالحضور إلى الزمن الجميل بمعية أديب مطرب الشعبي.
عرفت التظاهرة نجاحا كبيرا، ساهم فيه الجميع لا سيما المنشطين الشاعر الفيروزي من الجانب الجزائري والشاعرة حليمة بوعلاق من الجانب التونسي.